استعادة تدمر؛ تطور محوري حزب الله لعب دورا حاسما فيه

استعادة تدمر؛ تطور محوري حزب الله لعب دورا حاسما فيه
الإثنين ٢٨ مارس ٢٠١٦ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

بعد معركة استمرت ثلاثة اسابيع نجح الجيش السوري وحلفاؤه، في دخول مدينة تدمر، واخراج عناصر “داعش” التي سيطرت عليها قبل عام تقريبا، وتعهدت قيادة الجيش باستعادة الرقة ودير الزور ومناطق اخرى خارج سيطرة السلطات في دمشق.

السيطرة على مدينة تدمر الاثرية انجاز كبير للجيش السوري، ونقطة تحول كبيرة في مسيرة الحرب في سوريا، وهزيمة لـ “داعش” بعد خسارتها لمدينة “عين العرب ـ كوباني”، والرمادي وتكريت ومدن اخرى في العراق.

من الواضح ان منظومة التحالف الدولي الستيني الذي تقوده الولايات المتحدة وبالتنسيق مع التحالف الروسي السوري الايراني، تنفذ خطة في الوقت الراهن للقضاء على تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، وكل التنظيمات الاخرى المصنفة في قوائم الارهاب التي جرى الاتفاق بشأنها، فلم يكن من قبيل الصدفة ان يتزامن الهجوم لاستعادة مدينة تدمر في الوقت الذي تتصاعد فيه الحشودات العراقية المدعومة بقوات خاصة وغطاء جوي اميركي لاستعادة مدينة الموصل.

وهذا الانجاز العسكري الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه سيترجم سياسيا من حيث تعزيز موقف النظام التفاوضي، ومكانته الاقليمية والدولية، لانه سيظهر بمظهر القوة الرئيسية التي تقاوم الحركات “الجهادية” المصنفة على قائمة الارهاب العالمية، والحاق هزائم بها.

مضافا الى ذلك، سيأتي اخراج عناصر “داعش” من تدمر بعد معارك دموية ادت الى مقتل 400 من مقاتليها، ..ردا مباشرا على اتهامات المعارضة السورية التي كانت تؤكد في ادبياتها ان النظام السوري هو الذي اسس هذه “الدولة” ودعمها، وانها تقاتل لمصلحته وتحقيق اهدافه.

استعادة القوات السورية لمدينة تدمر يسلط الاضواء على امرين اساسيين: الاول التدخل العسكري الروسي ما زال مستمرا، ويحقق اهدافه من حيث تقوية الجيش السوري وقيادته، وتصليب بقاء الرئيس بشار الاسد في قمة الحكم، والثاني: ان التفاهمات الاميركية الروسية حول وقف العمليات العسكرية التي ما زالت صامدة على الارض، كانت تهدف الى اعطاء الاولوية، وتركيز الجهود للقضاء على “داعش” وخطرها، ثم بعد ذلك يتم التفرغ للمفاوضات السياسية لرسم خريطة “سوريا الجديدة”.

لا شك ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي واجه الكثير من الضغوط والنكسات العسكرية طوال السنوات الخمس الماضية سيجد نفسه في موقف تفاوضي قوي، ليس في مواجهة المعارضة السورية المدعومة من واشنطن والرياض، وانما في مواجهة التحالف الستيني الدولي الذي كان يطالب برحيله عن الحكم، وتوقع ان تكون ايامه معدودة في بداية الازمة ...

وفد الحكومة السورية الذي سيتوجه الى جنيف في غضون ايام للمشاركة في الجولة الثانية المباشرة من المفاوضات سيكون في موقف اقوى، مما يجعله يتصلب اكثر في التمسك بخطوطه الحمر، وابرزها واهمها، وان “مقام” الرئيس الاسد ليس مطروحا على جدول الاعمال، وما يعزز هذا الرأي ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن بعد لقائه جون كيري وزير الخارجية الامريكي قبل ثلاثة ايام ان واشنطن اقتنعت بعدم الحديث عن مستقبل الاسد، وهذا قبل استعادة تدمر فكيف سيكون عليه الوضع بعدها؟

المصدر / راي اليوم

109-2