تقرير؛ أمريكا تلجأ لـ"الإذلال الجنسي" ضد معتقلين متشددين

تقرير؛ أمريكا تلجأ لـ
الثلاثاء ٢٩ مارس ٢٠١٦ - ٠٩:٠٦ بتوقيت غرينتش

کشفت جريدة "الغارديان" البريطانية، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) كانت تقوم بتعذيب السجناء في كل من معتقل غوانتانامو في كوبا، وعدد من المعتقلات السرية التي أقامتها الولايات المتحدة في دول حليفة لها من أجل التحقيق مع معتقلين متشددين على الخصوص.

وبحسب "هسبريس"، قالت "الغارديان" عبر تحقيق جديد نشرته على موقعها الإلكتروني، إن وكالة الاستخبارات المركزية قامت بتصوير المعتقلين وهم عراة، قبل إخضاعهم للتعذيب، حيث كشفت صورة سرية توضح أن الأمريكيين قاموا باعتداءات كثيرة ضد المعتقلين، ومنها ما أسماه المنبر البريطاني بـ"الإذلال الجنسي"، من أجل انتزاع اعترافات السجناء.

هذا "الإذلال الجنسي" حدث في مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث أُسر عدد كبير من المتشددين بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي استهدفتهم، ولجأت المخابرات الأمريكية إلى تصويرهم كشكل من أشكال التعذيب النفسي، قبل المرور إلى التعذيب الجسدي، الذي كان تقرير لمجلس الشيوخ قد سلط عليه الضوء في أول مبادرة تقوم بها إحدى المؤسسات الأمريكية، وتحدث عن تعذيب ممنهج في معتقلات تابعة للولايات المتحدة بدول حليفة لها.

 وأظهرت بعض الصور معتقلين عراة، معصومي الأعين، مقيدين، وآثار التعذيب بادية عليهم، ما يعني لجوء الأمريكيين إلى هذا الشكل من التعذيب من أجل انتزاع اعترافات مزعومة، وهو ما جعل منظمات حقوقية عبر العالم تدعو إلى وضع حد لهذه الممارسات، وتقديم الجناة إلى العدالة.

ولم تستطع الجريدة البريطانية تحديد عدد الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الشكل من التعذيب، وما إن كانوا يشكلون غالبية السجناء، لكن، في مقابل، تم تحديد هوية 50 معتقلا تعرضوا للتصوير وهو عراة قبل أن يتم تعذيبهم.

"الغارديان" لم تكشف عن هوية بعض المعتقلين السابقين الذين تم تصويرهم، مرجعة ذلك إلى خوفها على سلامتهم، أو تعرضهم لانتهاكات لحقوق الإنسان كما حدث معهم في وقت سابق.

وقال الطبيب والناشط في مجال حقوق الإنسان، فانسون لوكوبينو، إن تصوير المعتقلين وهم عراة يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، وممارسة حاطة من كرامتهم، وشكلا من أشكال الاعتداءات الجنسية، مضيفا أن التصوير بالشكل الذي طرحته "الغارديان" يعد تعذيبا في حد ذاته، في حين إن اتفاقية جنيف تمنع تصوير السجناء والأسرى إلا في حالات جد محدودة خلال فترة الاعتقال.

وفي سنة 2015، اتهم محامون يدافعون عن معتقلين في غوانتنامو الولايات المتحدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المعتقل، وأكدوا وجود 10 آلاف صورة فوتوغرافية قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية بالتقاطها لموكليهم في غوانتانامو، لم تنشر بعد للعموم.

114-2