في زيارة سامراء المليونية تجلى وجه العراق الجميل

في زيارة سامراء المليونية تجلى وجه العراق الجميل
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تهدد المخاطر وعلى رأسها خطر “داعش” والجماعات التكفيرية والعصابات البعثية، العراق والشعب العراقي كوجود، وفي الوقت الذي يحتدم الصراع السياسي بين الاحزاب والتنظيمات والنواب على ملفات الفساد وتشكيل الحكومة، مرت ظاهرة في غاية الاهمية في حياة العراقيين، لم يلتفت اليها الكثيرون، الا وهي ظاهرة الزيارة المليونية التي قام بها العراقيون من مختلف مناطق العراق الى سامراء بمناسبة استشهاد الامام علي الهادي عليه السلام.

كان حريا على العراقيين ان يقفوا مليا امام هذه الظاهرة والا يمروا من امامها مرور الكرام، فهذه الظاهرة كانت ردا عمليا من جانب الشعب العراقي على دعاة الفتنة والتقسيم والخراب والتآمر، كما حملت معان سامية وجميلة اكدت على وحدة العراقيين ومصيرهم المشترك في عراق واحد موحد لا مكان فيه للطائفية التي اذا ما ترك العنان لها فانها لاتبقي ولاتذر من العراق والعراقيين شيئا.
هذه الظاهرة هي احوج ما يحتاج اليها الشعب العراقي اليوم، فالزوار القادمين من النجف وكربلاء والكاظمية والجنوب والوسط، لزيارة مرقدالامام علي الهادي (ع) في سامراء، احتضنهم اهالي سامراء الاصلاء الذين ردوا بهذا الاستقبال الوطني الصاع صاعين على اصحاب المشاريع  الفتنوية الذين يضمرون الشر للعراقيين شيعة وسنة على حد سواء.
أعلنت العتبة العسكرية المقدسة في سامراء ان أكثر من ثلاثة ملايين زائر شاركوا في احياء ذكرى استشهاد الإمام علي الهادي (ع)، وهذا العدد الكبير من الزوار، من الصعب ان يجتمع في مكان واحد اذا لم يكن هناك تآلف وتعاضد بين الزوار والمضيفيين، الذين حاول التكفيريون والبعثيون دق اسفين بينهم في 22  نيسان / فبراير عام 2006 عندما ارتكبوا جريمتم الكبرى بتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء.
رغم كبر الجريمة وبشاعتها الا ان حكمة المرجعية الدينية المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني، فوتت على التكفيريين والبعثيين مؤامرتهم الخبيثة، عندما دعا سماحته العراقيين الى ضبط النفس وعدم الانجرار صوب ما تتمناه الجهات التي تقف وراء الجريمة، ودعا شيعة العراق الى اعتبار مواطنيهم من اهل السنة “انفسهم”، عندما قال “ان السنة انفسنا”، فحفظ سماحته صورة العراق الجميل من سكاكين الغدر التكفيري البعثي التي ارادت تشويهه.
نحن على ثقة ان اعداء العراق من التكفيريين والبعثيين ومن يقف وراءهم، قد هالهم ما شاهدوا، فما شاهدوه كان بمثابة اصرار عراقي اصيل على رفض مؤامرتهم على العراق والعراقيين، لذلك ارى ان تعلن المراجع الدينية والسياسية في العراق اعتبار زيارة سامراء من كل عام، بمناسبة ذكرى استشهاد الامامين على الهادي والحسن العسكري، رمزا للوحدة بين العراقيين، فهذه الزيارة هي زيارة لتعزيز الوحدة بين جميع ابناء الشعب العراقي، ولتعزيز الشعور الوطني من خلال التمسك بوحدة تراب العراق من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق، وهي الوحدة التي مازالت مستهدفة من قبل الجهات التي لاتتمنى الخير للعراق والعراقيين.
كما ندعو جميع الخيريين في العراق الى تناول ظاهرة زيارة سامراء وتحليلها والوقوف على عناصر قوتها وخلفياتها، والعوامل التي ساعدت على بلورتها، من اجل تعزيز اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب الواحد، فالعراقيون من خلال هذه الزيارة المباركة تمكنوا من اظهار الوجه الجميل للعراق، الذي سيبقى جميلا ببركة وجود مراقد اهل البيت عليهم السلام، ومراقد الصحابة الاجلاء والاولياء الاتقياء، وبهمة وارادة العراقيين الاصلاء، ف”داعش” و البعثيين والطائفية، ليسوا سوى حالات طارئة، سيركنها الشعب العراقي جانبا وينطلق الى الامام نحو غد مشرق مفعم بالايمان والعدل والخير.

* فيروز بغدادي - شفقنا

2-205