السلام على المعذب بقعر السجون

السلام على المعذب بقعر السجون
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦ - ٠٣:٣٠ بتوقيت غرينتش

ما كنت اتمنى ان تمر ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم (سلام الله عليهما)، على العراقيين، لاسيما اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم)، وهم مختلفين بهذا الشكل المؤلم على قضايا جانبية، فيما الخطر يهدد وجودهم دون استثناء.

من يرى الفوضى التي ضربت بغداد يوم السبت الثلاثين من شهر نيسان / ابريل المصادف للثاني والعشرين من شهر رجب، عندما اقتحمت جموع من المتظاهرين من انصار التيار الصدري مجلس النواب في المنطقة الخضراء، لا يملك الا ان يتأسف لما وصلت اليه حال العراقيين، الذين من المفترض ان يتوجهوا في مثل هذه الايام في جموع مليونية صوب مرقد الإمامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام لإحياء ذكرى استشهاد كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.

ما زاد من الم محبي اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم) في العراق، ان ما حدث في بغداد يوم السبت الماضي، حدث في ذكرى استشهاد امام عظيم، كان يجب ان تشكل سيرة حياته، النبراس الذي يجب ان يستضيء به العراقيون، في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق.

 

 

المعروف عن الامام موسى الكاظم (سلام الله عليه) انه كابائه واجداده عليهم السلام، تحمل مسؤولية الدعوة الحقة الى الله والاسلام الاصيل، ووقف في وجه الطغاة وتحمل كل انواع الضغوط والتعذيب وسجن فترات طويلة من عمره الشريف، حتى استشهد على يد الحاكم العباسي هارون مسموما وهو في السجن.

الامر الذي يحز في نفس المؤمنين واتباع اهل البيت (سلام الله عليهم)، كان الطريقة المُذلة التي تعامل بها هارون مع الجسد الطاهر للامام موسى الكاظم (سلام الله عليه)، حيث ألقي الامام (سلام الله عليه) على جسر الرصافة، وهو ميت ينظر اليه القريب والبعيد، وتتفرج عليه المارة، قاصدين بذلك انتهاك حرمته والحط من كرامته، والتشهير به، لقد حاول هارون بذلك إذلال الشيعة واهانتهم، وقد اثر ذلك في نفوسهم اي تأثير، فظلوا يذكرونه في جميع مراحل تاريخهم مقرونأ باللوعة والحزن، وهم يرددون على مدى قرون:

السلام على المعذب بقعر السجون
السلام على المعذب بظلم المطامير
السلام على الساق المرضوض بحلق القيود
السلام على الجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف

 

 

الملفت ان معاملة السفاح صدام مع اتباع اهل البيت عليهم السلام ومع المراجع العظام، كانت نسخة طبق الاصل من تعامل هارون وباقي الطواغيت مع اتباع اهل البيت في العراق، فسجنهم وعذبهم وقتلهم واستخف باجسادهم، حتى ان مئات الالاف من العراقيين مازالوا مفقودين ولا اثر لهم.

من المؤكد ان اباء واجداد واشقاء وامهات وشقيقات اغلب من اقتحم مبنى مجلس النواب العراقي، باستثناء البعثيين والتكفيريين والحاقدين الذين اندسوا بينهم واستغلوا الفوضى، هم من ضحايا النظام الصدامي، فمنهم من استشهد ومنهم من عُذب ومنهم من سجن و.. والجميع قد تعامل معهم البعثيون الصداميون معاملة مذلة، لكسر كبرياء اتباع اهل البيت عليهم السلام.

اذا كان بنو العباس، سرقوا الثورة من العلويين، واستلموا الملك بشعار”طلب الرضا من آل محمد”، وهم من قتلوا آل محمد”صلوات الله تعالى عليهم”، فعلى اتباع اهل البيت عليهم السلام، الا يعيدوا تكرار تلك التجربة التاريخية المرة التي كلفت شيعة اهل البيت ثمنا باهظا واستمرت قرونا مديدة، من خلال اتخاذ سيرة الائمة الاطهار منهجا لا يحيدون عنه، فلا خلاص لاتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق الا بالتمسك بنهج الائمة الاطهار، لاسيما بنهج الامام موسى الكاظم (سلام الله عليه) الذي تمر ذكرى استشهاده اليوم، لذا علينا ان نغيظ التكفيريين والصداميين بالتوجه وبمواكب مليونية صوب الكاظمية المقدسة.

يمكن تلمس صوابية موقف العراقيين بالتمسك بنهج اهل البيت عليهم السلام، من خلال حجم الحقد الذي يكنه التكفيريون والبعثيون للشعائر التي يقيمها شيعة العراق، لاحياء ذكرى ائمة اهل البيت (سلام الله عليهم) .. فاعتبروا يا أولي الالباب .
• شفقنا

2-208