لماذا لا تدرج "أحرار الشام" و"جيش الاسلام" ارهابيتين؟+فيديو

الأربعاء ٠٤ مايو ٢٠١٦ - ٠٩:١٣ بتوقيت غرينتش

(العالم) 04/05/2016 - كثيرة هي المعوقات التي تقف أمام الحلول السياسية وتفاقم التوتر الميداني إلا أن أبرزها المساعي الدؤوبة لأطراف دولية وإقليمية لتعويم الجماعات المسلحة وفتح الباب أمامها للمشاركة في العملية السياسية.

فرغم أن اتفاق فيينا ينص على ضرورة إعداد لائحة تصمف الجماعات الإرهابية من تلك التي تصفها بعض الأطراف بالمعتدلة إلا أن هذه المهمة لم تنجز واقتصرت اللائحة حتى الآن على اسمين هما جماعة داعش وجبهة النصرة.

واستثني إلى الآن غيرهما من الجماعات المسلحة وأبرزها جيش الإسلام وحركة أحرار الشام
فمن هما هاتان الجماعاتان التي برز اسمهما منذ الأشهر الأولى للأزمة السورية ولما كل هذا الإصرار على إبقائهما بعيدا عن اللائحة السوداء.
 
جيش الإسلام يضم في صفوفه عشرات آلاف المقاتلين وينتشرون بشكل رئيسي في ريف دمشق، إضافة إلى تواجد أقل شأنا في أرياف حمص وحماة وإدلب ودرعا واللاذقية، ويتبنى منهج السلفية الجهادية ويحظى بتمويل واسع من السعودية وقاتل إلى جانب النصرة في عدة جبهات ويشيد بها وشارك بارتكاب العديد من المجازر أبرزها مجازر قرى شمال اللاذقية وعدرا العمالية بريف دمشق.

أما حركة أحرار الشام فهي جماعة على ارتباط عضوي بالقاعدة وفيها أعداد من المقاتلين الأجانب الذي شاركوا في إطار معارك القاعدة في كل من أفغانستان والعراق وتتبنى الفكر السلفي الجهادي وتحظى بتمويل تركي قطري، إضافة لإدارتها معابر حدودية مع تركيا تتقاسم عوائد معبر تل أبيض في ريف الرقة مع جماعة داعش، وقد قاتلت الحركة إلى جانب النصرة وتربطها بها علاقات مميزة.

وقد شكل افتضاح أمر الجماعات الإرهابية ودورها في الأزمة السورية ضربة للدول الداعمة لها، فهي باتت عاجزة عن الضغط على الدولة السورية عسكريا باستخدام النصرة وداعش بشكل علني ما جعلها تلجأ إلى هذه المسميات فالجماعتان تتبنيان فكر داعش والنصرة نفسه وعقيدتهما القتالية وعلى مستوى الممارسة لا يلحظ المراقب فروقا تذكر بين هذه الجماعات، فهي تلتزم الخطاب الطائفي المذهبي الإلغائي نفسه.

إضافة إلى أن هاتين الجماعتين تشكلان غطاء لجبهة النصرة على وجه التحديد فقد دخلت جبهة النصرة في إطار اتفاق وقف الاعمال القتالية واستطاعت النصرة ضرب هذه الاتفاق من خلال استخدامها مناطق تسيطر عليه الجماعتان في حلب وريف دمشق.

فليس رفض الرياض وأنقرة ومن وارئهما واشنطن لإدراج جيش الإسلام وحركة أحرار الشام على قائمة الإرهاب إلا لمعرفتهما بأنهما يشكلان العمود الفقري للضغط على الحكومة والجيش السوري وحصنا لجبهة النصرة الفصيل الأقوى في مناطق الجماعات المسلحة.

من هنا أيضا يأتي إصرار ايران وروسيا على إدراجِ الجماعتين ضمنَ الفصائلِ الإرهابيةِ، حيث انتقد مساعدُ وزيرِ الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان خلال لقائهِ نظيرِه الروسي ميخائيل بوغدانوف في العاصمةِ الروسية موسكو عدم أخذ مطالب البلدين بجدية.

وبما ان النفوذ السعودي والتركي معروف ومحدود فان المنطق يقول ان من يعرقل ادراج "احرار الشام" و"جيش الاسلام" على لائحة الارهاب هم من يقفون وراء هاتين الدولتين الاقليميتين.

5