وزارة سعادة الامارات وهيئة ترفيه السعودية.. ماذا هناك؟

وزارة سعادة الامارات وهيئة ترفيه السعودية.. ماذا هناك؟
الإثنين ٠٩ مايو ٢٠١٦ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

اشارت افتتاحية "راي اليوم" الى المراسيم التي اصدرها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مؤخرا مؤكدة ان الجديد اللافت في هذه المراسيم، كان تأسيس هيئة عامة للترفيه، واخرى للثقافة.

ورات الصحيفة ان هذا التوجه يعكس رؤية جديدة للملك حيال المواطن، وتغيير العديد من القيود التي تحد من رفاهيته واستمتاعه بحياته مثل بقية الشعوب الاخرى، حتى ان الفنان السعودي المعروف، ناصر القصبي الذي رسم البسمة على وجه الملايين من ابناء جلدته، من خلال برنامجه الانتقادي الكوميدي “طاش ما طاش”، غرد على حسابه في “التويتر” قائلا “ان شاء هذه الهيئة للترفيه ستعيد انسانيتنا التي فقدناها عشرات السنين وسنصبح مثل بقية خلق الله”.

الفنان القصبي تعرض لهجمة شرسة على “التويتر” من قبل عشرات الآلاف من المغردين الذين يعارضون “الترفيه” لان بعضهم يعتبره، اي الترفيه، خروجا عن القيم الاسلامية والاجتماعية، وتقليدا للغرب، وانحلاله، وهذا امر متوقع على اي حال بسبب طابع المجتمع السعودي.

هذه هي الخطوة الثانية في هذا الاتجاه حيث كانت الامارات خصصت وزارة لـ”السعادة” تتولى ملأ حياة الاماراتيين بالفرح، والبهجة، واخذهم بعيدا عن كل انواع النكد، ولكن وضع الامارات التي تشهد انفتاحا كبيرا على الطريقة الغربية، يختلف جذريا عن وضع المملكة العربية السعودية، حيث توجد في الثانية شرطة دينية، ومذهب حنبلي وهابي للدولة، وقوانين تمنع قيادة المرأة للسيارة، وحظر اقامة اي دور سينما، واي اختلاط بين الجنسين الا في الحدود الشرعية، واغلاق ابواب كثيرة للعمل في وجه المرأة التي هي نصف المجتمع.

وما يقال عن هيئة الترفيه ينطبق ايضا على شقيقتها هيئة الثقافة،.. لان معظم انواع الابداع الادبي محظور دخوله الى المملكة، او عرضه في معارضها للكتاب في الرياض وجدة ومدن اخرى، بسبب الرقابة الشديدة واعمال الحجب للمواقع السياسية والادبية والفنية، التي تتفوق فيها المملكة عن غيرها في العالم بأسره.

المراسيم السعودية التي نصت على قيام هاتين الهيئتين، الترفيه والثقافة، لم تقدم اي معلومات او تفاصيل حول الافكار والآليات التي سيتم اتباعها، .. لكن الامر المؤكد ان الشعب السعودي بحاجة ماسة اليهما، لتخفيف معاناه خاصة في ظل اجراءات التقشف، والغاء الدعم الحكومي عن سلع اساسية، التي بدأت تطبق تباعا، بسبب تراجع العوائد النفطية، وازدياد العجز في الميزانية العامة للدولة نتيجة مباشرة لذلك.

وفي ختام الافتتاحية تثير الجريدة عدة تساؤلات منها، هل سنرى لوحة ضخمة جدا في اكبر ميادين العاصمة السعودية، او في مطارها، تقول “ابتسيم فانت في الرياض”؟
لا شيء مستبعد، او مستغرب هذه الايام.

109-2