بعد تعيينه وزيراً للأمن في أكثر الحكومات تطرفا بتاريخ الاحتلال..

محللون صهاينة: وزارة ليبرمان للأمن رسالة حادة كالموس للسيسي!

محللون صهاينة: وزارة ليبرمان للأمن رسالة حادة كالموس للسيسي!
الخميس ١٩ مايو ٢٠١٦ - ٠١:٢٥ بتوقيت غرينتش

عندما كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيغن، في العام 1981 بتشكيل الحكومة الجديدة، اقترحوا عليه تعيين الجنرال المتقاعد أرئيل شارون، وزيراً للأمن، بيغن، الثعلب الماكر، رد بالقول: أخشى أن يقوم شارون بعد تعيينه في هذا المنصب بإرسال الدبابات لحصار ديوان رئيس الوزراء، ولكن في نهاية المطاف، قرر تعيينه، وبعد عام اجتاحت إسرائيل لبنان، وورط شارون بيغن في الوحل اللبناني.

وبحسب المصادر الإسرائيلية الرفيعة، فإن شارون كان السبب الرئيسي في اعتزال بيغن الحياة السياسية، وانطوائه في بيته حتى مماته.

اليوم، يمكن القول، لا الفصل، ما أشبه اليوم بالبارحة: قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بتعيين المتطرف أفيغدور ليبرمان وزيراً لأمن الكيان العبري، يشبه إلى حد ما تعيين بيغن لشارون، والسؤال الذي يطرح في هذه العجالة: هل ليبرمان سيفعل بنتنياهو ما فعله شارون ببيغن؟

ليبرمان، خلافاً لشارون، لا يفقه شيئاً في القضايا الأمنية، ولكنه تمكن من إذلال نتنياهو وإجباره على تعيينه في هذا المنصب الرفيع، لأن الأول يخشى من تنامي شعبية ليبرمان في أوساط اليمين واليمين المتطرف.. وبات سراً مفضوحاً في تل أبيب أن رئيس الوزراء نتنياهو، على استعداد لفعل كل شيء من أجل الحفاظ على كرسيه.. وبالتالي لم يكن مفاجئاً لأحد أن يقدم نتنياهو على هذه الخطوة.

ووافق رئيس "إسرائيل بيتنا"، على العرض الذي قدمه إليه نتنياهو، في الحصول على حقيبتي الأمن والاستيعاب مقابل دخوله في الحكومة.. وبرغم الانطباع الذي ساد الكيان الإسرائيلي، أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي متحدثاً عن فرصة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للقضية الفلسطينية، سيوفر مظلة سياسية لتوسيع الحكومة عبر ضم "المعسكر الصهيوني" إليها، لكن يبدو أن ليبرمان تلمس جدية نتنياهو بضم زعيم "المعسكر"، إسحاق هرتسوغ، ما يعني بقاءه في المعارضة ضعيفاً ومعزولاً.. لذلك بادر ليبرمان إلى تليين مواقفه، موجهاً رسالة أعرب فيها عن استعداده للمشاركة في الحكومة في حال تلبية مطالبه.

هذا المستجد السياسي وسع أمام نتنياهو مروحة الخيارات والمناورة، خصوصاً أنه بقدر ما تتسع القاعدة البرلمانية للحكومة، يجري توفير المزيد من الاستقرار لها، وتحديداً إذا ما كانت تنتمي إلى معسكر اليمين.. في ضوء ذلك، لم يمكث نتنياهو طويلاً، بل بادر إلى عقد لقاء مع ليبرمان وقدم له العرض الذي يلبي مطالبه بعدما تراجع عن سقوفه غير الواقعية.. وتعبيراً عن جدية النتائج التي خلص إليها لقاء نتنياهو ليبرمان، اتفق الطرفان على تشكيل طواقم لاستكمال المفاوضات.

وكان نتنياهو قد مهد لخطوته بلقاء مع وزير الأمن، موشيه يعلون، تحت عنوان مشاورات مهنية. لكن من الصعب فصل هذه الخطوة عن العرض الذي قدمه نتنياهو لليبرمان، رغم أن المحيطين برئيس الحكومة وبوزير الأمن أكدوا أنه لم يبحَث نقل حقيبة الأمن إلى زعيم "إسرائيل بيتنا".

الخاسر الأكبر من هذه الخطوة هو يعلون، الذي قالت مصادر مقربة جداً منه، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إنه كان على علم بخطوة نتنياهو بتنحيته من منصبه، ولكن بالمقابل، شددت المصادر عينها، على أن يعلون لن يرفض تسلم حقيبة الخارجية في حال عرضها عليه من قبل نتنياهو.

وكما كان متوقعاً، ترك التقدم الذي جرى في المفاوضات الثنائية بين نتنياهو وليبرمان، صداه في معسكر اليمين الذي فضل انضمام الأخير إلى الحكومة.. وكان من أوائل المرحبين بانضمام ليبرمان، "حزب البيت اليهودي"، الذي أعرب عن ارتياحه إزاء تقدم الاتصالات مع "إسرائيل بيتنا"، خصوصاً لناحية إمكانية نقل حقيبة الأمن إلى ليبرمان.

ويأتي هذا الترحيب على خلفية الانتقادات التي تعرض لها يعلون من قبل القاعدة اليمينية نتيجة مواقفه المؤيدة لنشاطات الجيش التي استاءت منها الجهات اليمينية المتطرفة. هذا إلى جانب أن هذه الخطوة لو استكملت فقد تقطع الطريق على دخول هرتسوغ إلى الحكومة، كما الأطراف اليمينية المتطرفة.

ورأى رئيس كتلة الائتلاف، زئيف الكين، أن ليبرمان طلب ثمناً سياسياً منخفضاً جداً، وهو الحصول على حقيبتين، مقارنة بهرتسوغ الذي طالب بثماني حقائب. وأضاف إلكين أن من: الأفضل إقامة حكومة ثابتة من المعسكر الوطني، وفقاً لوعودنا للناخب، على أن نقيم حكومة وحدة مفتعلة، لن تكون ثابتة، وستمس بحزب الليكود وبالمعسكر الوطني، وبشكل عام بثقة الجمهور الإسرائيلي بالمنظومة السياسية.

وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس: أبارك إعلان ليبرمان استعداده للانضمام إلى الائتلاف.. وحزبه شريك طبيعي للحكومة برئاسة الليكود، ويجب إجراء مفاوضات مستعجلة بغية إتاحة الانضمام، من أجل دفع مصالح كيان الاحتلال.

أما محلل الشؤون العسكرية في (يديعوت أحرونوت) فقال: إن تعيين ليبرمان في وزارة الأمن هو رسالة حادة كالموس للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في حين قالت محللة شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة عينها، سمدار بيري، إن دوائر صنع القرار في القاهرة فوجئت من هذه الخطوة كثيراً، وعم الغضب في مصر، على حد تعبيرها.
* المصدر: رأي اليوم
104-3