في ذكرى ميلاده المبارك..

الإمام المهدي الموعود (عج)..أمل المستضعفين وشمس لن تغيب

الإمام المهدي الموعود (عج)..أمل المستضعفين وشمس لن تغيب
السبت ٢١ مايو ٢٠١٦ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا، ومباءتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون. (من رسالة للامام المهدي عجل الله فرجع الشريف للشيخ المفيد (قدس سره).

ولد الإمام محمد ابن الحسن عليه السلام، في دار أبيه الإمام حسن العسكري عليه السلام في مدينة سامراء قبيل فجر ليلة الجمعة الخامس عشر من شعبان المبارك عام 255هـ، وهو آخر الأئمة الإثنا عشر، من أهل البيت الذين نصَ الرسول الاعظم صلی الله عليه وآله وسلم علی إمامتهم وبشَر بهم وبمستقبلهم امته. وأمه السيدة نرجس سلام الله عليها. لم يحضر الولادة سوی عمة الإمام العسکري السيدة "حکيمه" التي لم تکن تعرف بتوقيتها بشکل دقيق ايضا. لقبه الأكثر شهرة هو المهدي ومن ألقابه أيضاً صاحب الزمان والحجة ابن الحسن وألقاب كثيرة أُخرى.

وتشير الاحاديث الشريفة الی علة إخفاء ولادته عليه السلام وهي العلة نفسها التي أجبت إخفاء ولادة نبي الله موسی عليه السلام، أي حفظ الوليد من سطوة الجبارين ومساعيهم لتقله اتماما لحجة الله تبارك وتعالی علی بعاده ورعاية له لکي يقوم بدوره اللهي المرتقب.
لقد  کانت الاوضاع الإرهابية الصعبة تلقي بظلالها علی بلاد المسلمين لاسيما علی مدينة سامراء مرکز الخلافة العباسية في ذلك الوقت، ان ولادة الإمام المهدي عليه جرت في السر بسبب ما كان يتهدد الإمام من الخطر القتل من الخليفة المعتمد العباسي الذي كان مترقباً للولادة، حيث كان يريد أن يمنع ولادة الإمام الاثنى عشر بأي شكل من الأشكال، حتى يتخلص من حفظة وحي الله ودين الإسلام ويستفرد بالسلطة دون من يدل الناس على ظلمه واضطهاده ولا مشروعيته، ولهذا کان علی الإمام العسکري عليه السلام ان يخفي أمر الولادة عن اعين السلطات العباسية بالکامل والحيلولة دون اهتدائهم إلی وجوده وولادته ومکانه حتی لو عرفوا إجمالا بوقوعها، وذلك حفظا للوليد من مساعي الإبادة العباسية المتربصة به، ولذلك نلاحظ حرص الإمام علی خفائها کما نلاحظ أوامره المتشددة لکل من اطلعه علی خبر الولادة من أرحامه وخواص شيعته بکتمان الخبر بالکامل فهو يقول مثلا لاحمد بن إسحاق «ولد لنا مولود فليکن عندك مستورا ومن جميع الناس مکتوما». ومن جهة ثانية كان عليه إلى جانب ذلك وفي ظل تلك الأوضاع الارهابية وحملات التفتيش العباسية المتواصلة، أن يثبت خبر ولادته عليه السلام، بما لا يقبل الشك إثباتاً لوجوده ثم إمامته، فكان لابد من شهود على ذلك يطلعهم على الأمر لكي ينقلوا شهاداتهم فيما بعد ويسجلها التأريخ للأجيال اللاحقة، ولذلك قام عليه السلام باخبار عدد من خواص شيعته بالأمر، وعرض الوليد عليهم، بعد مضي ثلاثة أيام من ولادته، كما عرضه على أربعين من وجوه وخلّص أصحابه بعد مضي بضع سنين والإمام يومئذ غلام صغير وأخبرهم بأنه الإمام من بعده، كما كان يعرضه على بعض أصحابه فرادى بين الحين والآخر ويظهر لهم منه من الكرامات بحيث يجعلهم على يقين من وجوده الشريف، وقام (عليه السلام) باجراءات اُخرى للهدف نفسه مع الالتزام بحفظ حياة الوليد من الإبادة العباسية بما أثبت تأريخياً ولادة خليفته الإمام المهدي عليه السلام، بأقوى ما تثبت به ولادة انسان كما يصرح بذلك الشيخ المفيد.
ومن جهة ثالثة كانت تواجه الإمام العسكري سلام الله عليه مهمّة التمهيد لغيبة ولده المهدي وتعويد المؤمنين على التعامل غير المباشر مع الإمام الغائب، وقد قام عليه السلام، بهذه المهمة عبر سلسلة من الاجراءات كإخبارهم بغيبته وأمرهم بالرجوع الى سفيره العام عثمان بن سعيد، فهو يقول لطائفة من أصحابه بعد أن عرض عليهم الإمام المهدي عليه السلام وهو غلام: «هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وأنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه».
وبعد استشهاد أبيه (ع)  اقام الادلة القاطعة علی وجوده حتی استطاع ان يبدد الشکوك حول ولادته وامامته ويمسك بزمام الامور ويقوم بالمهام الکبری وهو في مرحلة الغيبة الصغری، کل ذلك في خفاء من عيون الحکام وعمَالهم. 
واستمر الإمام المهدي عليه السلام القيام بمهامه القيادية في مرحلة الغيبة الکبری بعد تمهيد کاف لها وتعيينه لمجموعة الوظائف والمهام القيادية للعلماء بالله، الامناء علی حلاله وحرامه ليکونوا نوابه علی طول الغيبة الکبری، وليقوموا بمهام المرجعية الدينية في کل الظروف التي ترافق هذه المرحلة حتی تتوفر له مقدمات الظهور للاصلاح الشامل الذي وعده الله تعالی به الامم. في هذا الصدد، ففي حديث يرويه الطبرسي عن الحجة بن الحسين عجل الله تعالى فرجه الشريف في بيانه لدور الفقهاء في عصر الغيبة جاء فيه: «وأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه».
لقد بدات غيبته الکبری سنة ( 329) للهجرة ولازالت هذه الغيبة مستمرة حتی عصرنا هذا، ولهذا يمكن، تقسيم حياة الإمام المهدي عليه السلام إلى ثلاث مراحل: الاولى من الولادة و حتى استشهاد والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام. الثانية الغيبة الصغرى، والتي بدأت بُعيد شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) أي مع بدأ إمامته وكان عمره الشريف وقتها خمس سنوات في السنة الستين بعد المئتين للهجرة (872 ميلادي) واستمرت هذه الغيبة حوالي سبعون عاماً حتى السنة التاسعة والعشرين و ثلاثمئة للهجرة. الثالثة الغيبة الكبرى، والتي بدأت في السنة التاسعة والعشرين وثلاثمئة للهجرة (941 للميلاد) وما زالت هذه الغًيبة مستمرة حتى يومنا هذا والله وحده هو الذي يعلم إلى متى.
وقد مارس الإمام محمد بن الحسن المهدي عليه السلام، خلال مرحلة الغيبة الصغری نشاطا مکثفا وهو مستتر عن عامة اتباعه لتثبيت موقعه کإمام مفترض الطاعة وانه الذي ينبغي للامة تنتظر خروجه وقيامه حين تتوفر الظروف الملائمة لثورته العالمية الشاملة.
لقد واصل الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ارتباطه بأتباعه من خلال نوَابه الاربعة خلال مرحلة الغيبة الصغری، وهم: عثمان بن سعيد العُمري، ومحمد بن عثمان بن سعيد، والحسين بن روح النوبختي والسفير الرابع هو علي بن محمد السمري، والذين قاموا بدور التبليغ عمّا يصدر من الإمام لشيعته، ومتابعة تنفيذ تلك الأوامر والتنقل من مكان لآخر مع التحفّظ والسريّة التامة في تنقلهم. غير ان هذه المرحلة انتهت قبل ان تکشف السلطة محل تواجد الإمام ونشاطه وانقطعت الامة عن الارتباط بوکلائه عند اعلانه انتهاء الغيبة الصغری وبقي يمارس مهامه القيادية وينفع الامة کما تنتفع بالشمس اذا ظلها السحاب.
وقد ترك الإمام المهدي المنتظر عليه السلام للامة الاسلامية خلال مرحلة الغيبة الصغری تراثا غنيا لايمکن التغافل عنه. وهو لايزال يمارس مايمکنه من مهامه القيادية خلال مرحلة الغيبة الکبری، وهو ينتظر مع سائر المنتظرين اليوم الذي يسمح له الله سبحانه فيه ان يخرج ويقوم بکل استعداداته وطاقاته التي اعدها وهيَاها الله له ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان تملأ ظلما وجورا، وذلك بعد ان تتهيأ کل الظروف الموضوعيه الازمة من حيث العدد والعدَة، وسائر الظروف العالمية التي ستمهد لخروجه وظهوره کقائد رباني عالمي، وتفجير ثورته الاسلامية الکبری وتحقيق الدين الحق وذلك حين ظهوره علی الدين کله ولو کره المشرکون.
وفي هذا الصدد نشير الى جانب من رسالته عجل الله تعالى فرجه الشريف للشيخ المفيد قدس سره " إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا، ومباءتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون".
لقد اشار الله تعالی في محکم کتابه الکريم الی ظهور المصلح العطيم - المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف - کما ذکر المفسرون ذلك وهو:
* (ولقد کتبنا في الزَبور من بعد الذکر أن الله الارض يرثها عبادي الصَالحون) .  الانبياء /105 .
* (هو الذي أرسل رسُولهُ بالهدی ودين الحق ليُظهرهُ علی الدَين کُله ولو کره المشرکون) . التوبة /33  .
*(ونُريدُ أن نمنَ علی الذين اسُتضفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) . القصص / 5 . 
کما سجلت کتب الروايه والحديث العديد من الروايات التي اخبر بها رسول الله (ص) امته عن المهدي وشخصيته وانه يملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما ورجورا، ومن ذلك نفهم ان الايمان بوجود المهدي المصلح عليه السلام عقيدة اسلامية يؤمن بها المسلمون جميعا. وفيما يلي بعض الأحاديث و الروايات:
في صحيح الترمذي أن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
وفي مسند أحمد بن حنبل عنه أن النبي (ص) قال: لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
وفي رواية عن حذيفة اليمان أن رسول الله (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يبايع له الناس بين الركن والمقام يردّ الله به الدين ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا لإله إلا الله، فقام إليه سلمان الفارسي وقال له: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ فقال من ولد ابني هذا وضرب بيده على كتف الحسين (عليه السلام).
في أواخر سني حياته، قصد رسول الله صلّى الله عليه وآله مكة حاجّاً، يرافقه حشد كبير من المسلمين، يتلقون عنه - كعادتهم كل عام - آداب الحج وأحكامه، وفي منى وقف فيهم خطيباً، يدعوهم إلى الحرص على المحبة والمساواة والاتّحاد، ثم ختم خطابه بقوله: «الإئمة بعدي اثنا عشر - ثمّ أردف - كلهم من قريش».
وفي موقف آخر قال النبي (ص): «الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم». (أي قائم أهل البيت، المهدي عليه السلام).
وقال أيضاً في موقف ثالث: «المهدي منا أهل البيت .. يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً».
كما بين النبي (ص) أيضاً أنّ المهدي من ولد فاطمة ومن ذرية الحسين، وذلك حينما ضرب بيده على منكب الحسين وقال: «من هذا مهدي هذه الأمة» عليهم جميعاً أفضل السلام.
ان قضية الإمام المهدي المنتظر الذي بشر به الاسلام وبشرت به الاديان من قبل، قضية انسانية قبل ان تکون قضية دينية أو إسلامية، فانها تعتبير دقيق عن ضرورة تحقق الطموح الانساني بشکله التام. وقد تميز مذهب أهل البيت عليهم السلام بالاعتقاد بالإمامة محمَد بن الحسن المهدي عليه السلام الذي ولد في ليلة النصف من شعبان سنة 255 للهجرة النبوية الشريفة، في مدنية سامراء، شمال العراق، وأستلم زمام الامر وتصدی لمسؤولياته القيادية سنة 260 للهجرة وهو الان حي يرزق يقوم بمهامه الرسالية من خلال متابعته الاحداث فهو يعاصر التطورات ويرقب الظروف التي لابد من تحققها، کي يظهر إلی العالم الانساني بعد ان تستنفذ الحضارات الجاهلية کل مالديها من قدرات وطاقات، وتتفتح البشرية بعقولها وقلوبها لتلقی الهدي الالهي من خلال قائد قادر علی قيادة العالم اجمع کما يريده الله تعالی له. 
ان الدعوة الحقة التي دعا اليها القرآن الکريم واوضحها الرسول الهادي (ص) هي دعوة العمل والجهاد والاصلاح وتربية الذات واصلاح المجتمع لتهيئة الارضية المناسبة لمرحلة الاستخلاف المنتظر في الارض لا دعوة تقاعس وتفرج وخنوع. اذن لابد من الاهتمام بقضية الامام المهدي عليه السلام بجدية کقضية عقائدية، وربط الانسانية بمصلح منتظر والعمل الجاد من اجل الالتحام بقيادته المرتقبة والسير تحت لواء مصلح عظيم لتنمية روح الجد في الاصلاح ولابد من الاکثار من الدعاء والتوجه الی الله سبحانه وتعالی وتربية النفس والمجتمع والعمل الجاد لاصلاح المجتمع ومحاربة الفساد من اجل تهئية اجواء الظهور، وظرورة اتباع العلماء بالله، الامناء علی حلاله وحرامه ليکونوا نوابه علی طول الغيبة الکبری وليقوموا بمهام المرجعية الدينية في کل الظروف التي ترافق هذه المرحلة حتی تتوفر له مقدمات الظهور للاصلاح الشامل الذي وعده الله تعالی به الامم.
ان في هذه الأيام الأخيرة ظهر أفراد سوّلت لهم أنفسهم أن يدعو المهدوية كذباً وزوراً، فالتقارير الإخبارية والصحفية والأمنية تؤكد ظهور عشرات مدعي المهدوية في العالم الإسلامي حالياً.. فهذه الظاهرة النشاز التي تركت تاثيراً نفسيا وفكرا ضارا على الإيمان بعقيدة المهدي المنتظر "الحقيقي" هي تكرار حالات الادعاء بالمهدي السابقة- لقد بدأت المؤامرة على العقيدة (بالإمام المهدي المنتظر) تاريخياً في عصر الخلافة الأموية ومن قبل معاوية بالذات – فرغبة من بعض الأفراد في المجتمع الإسلامي في تقمص شخصيته الكريمة والتشبه بالأدوار الجهادية التي يؤديها عليه السلام بعد ظهوره المبارك، ظلت هذه الحالة النشاز تظهر وتخبو وهكذا، ولازلنا نسمع بين الفينة والأخرى عن اشخاص يزعمون في مجتماعتهم أنهم المهدي المنتظر.. أن يدعي المرء أنه هو الإمام المهدي الموعود المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله، والأئمة الأطهار عليه السلام، فيه مافيه من الكذب البِّين، والتكذيب الصريح لآيات الله عز وجل في قرآنه ولأخبار النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، ومعناه ادعاء الإمامة.. وقد قال علماء الإمامية "الاثني عشر" قاطبة بحرمة ادعاء الإمامة.. روي عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة.. قال: (إني إمام، وليس بإمام)، وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن له في الإسلام نصيباً، وعنه عليه السلام قال: من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر.. فادعاء المهدوية حرام بدليل مخالفته للنصوص المصرحة بصفات الحجة القائم المهدي عجل الله فرجه الشريف والدالة على إمامته من الله عز وجل.
قد يخفى على كلِّ ذي بصيرة مايمكن أن تلعبه في زماننا الأيدي الصهيونية وعملائها من مكر وحيل وألاعيب لتشوية العقيدة الإسلامية الأصيلة الحقة.. فلا شك أن أعداء الإسلام يقفون وراء بعض مدعي المهدوية، فإن انتشار ظاهرة ادعاء المهدوية المزيف وتكرار فشلها لمرات عديدة، سوف يؤدي إلى اقتران هذا الفشل في تحقيق أهداف أعداء الإسلام بتكوين كره نفسي وعقلي عند المسلمين للفكرة الأصيلة - التي ستخرج آخر الزمان وتنشر العدل والقسط- وتدفع كذلك المسلمين لتكوين مواقف مضادة لها وتنفير الناس من حولها، وهنا مكمن الخطورة.
واخيرا، وها نحن نعيش في ذكرى ميلاده المبارك.. ننتظر الحبيب الذی غاب عنا طويلا ونعلم انه الواقف على ما يدور في قلوبنا تجاهه.. ننتظره اجلالاً له واکراماً واعظاماً لشخصه، واملاً يتحقق في قدومه ليس لنا فقط وانما للبشرية جمعاء.. بانقاذها من براثن الاستكبار والطغيان والظلم والجور.. نحن ننتظر بزوغ شمس الضحى لتنير دربنا المظلم وتمنحنا حرارة الوجود.. نحن ننتظر ظهور قائم بالعدل بما تعنيه هذه الکلمة، ومن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

213

تصنيف :