تعيين علي يلدريم بالانتخاب رئيسا للحزب الحاكم في تركيا+فيديو

الأحد ٢٢ مايو ٢٠١٦ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) 19/05/2016 - مصافحة بين رجلين يمثل كل منهما مرحلة مختلفة على الساحة السياسية في تركيا. وبين المرحلتين خفايا وتبعات ستنعكس على الواقع التركي بمختلف ابعاده.

بن علي يلديريم وزير النقل السابق عين بالانتخاب رسميا رئيسا لحزب العدالة والتنمية الحاكم وبالتالي رئيسا للحكومة، في ظل غياب اي منافس له. 

وكما كانت معطيات ودوافع استقالة داود اوغلو فما بعدها فان المرحلة الجديدة ستكون متمركزة على الرئيس رجب طيب اردوغان، الذي كان الحاضر الاقوى في احتفال تنصيب يلديريم وان بصورته وليس بشخصه، حيث قدم رئيس الحكومة الجديد واجب الطاعة عبر تاكيده ان اولوية عهده ستكون تغيير الدستور والانتقال الى نظام رئاسي، اضافة لمواصلة العملية العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني.

وقال بن علي يلديريم: "نحن بحاجة الى دستور جديد ان الرئيس من اختيار الشعب والوضع لم يعد كما كان. المهمة الاساس هي جعل الامر الواقع قانونيا وانهاء هذا الارتباك. وهذا يعني الدستور الجديد والنظام الرئاسي".

ما نطق به يلديريم علنا هو نفسه ما سبب استقالة سلفه داود اوغلو. الذي كان خلافه مع اردوغان على خلفية شعور الاخير بالتهديد من قبل اوغلو الذي وصل الى مرحلة شكل فيها خطرا عليه لعدة عوامل خارجية وداخلية، ما استدعى ازاحته من المشهد السياسي في البلاد.

فاردوغان كما تؤكد التقارير اراد ان يكون هو نقطة عبور جميع القوى الغربية الى البلاد وليس داود اوغلو. كما ان الاخير عارض المقاربات التي يعتمدها اردوغان تجاه العديد من القضايا واهمها المسالة الكردية والحملة على الصحافة وحرية التعبير اضافة لازمة اللاجئين والعلاقة مع اوروبا. لتبدأ عملية الاقصاء بدءا بمنع داود اوغلو من تعيين الحكام المحليين في الحزب الحاكم، وصولا الى استقالته. 

التقارير تشير ايضا الى ان اردوغان لم يتقبل وجود اذكياء حوله يمكن ان يشكلوا خطرا على مشروعه الذي قطع اشواطا في تنفيذه. فهو في طريقه لاقصاء النواب الاكراد من البرلمان تزامنا مع الحرب المعلنة في المناطق الكردية، كما انه اختصر مراحل عديدة من عملية تعزيز سلطاته بعد تعيين يلديريم الذي ستكون مهمته اتمام المرحلة الاخيرة في هذ الاطار.

لكن المتابعين يؤكدون ان اردوغان يتحكم بحزب العدالة والتنمية وليس بتركيا كلها. وعليه فان تبعات ما تشهده الساحة السياسية التركية من اقصاءات وتغييرات تخدم مشروعه للامساك بالسلطة من جميع اطرافها، ستفرز في النهاية مواقف للمعارضة والشعب وستضعه امام ضرورة الاجابة عن اسئلة كثيرة ربما يكون داود اوغلو الوحيد الذي يملك اجوبتها.

5