اليونان تستعين بالكيان الإسرائيلي..!

اليونان تستعين بالكيان الإسرائيلي..!
الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

في خطوة تعكس عمق التحولات التي تشهدها العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي واليونان، طلبت حكومة اليسار المتطرف في اليونان من الكيان مساعدتها في بناء جهاز استخبارات عسكري لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها.

ونقل موقع صحيفة "هارتس" عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية قولهم إن أثينا طلبت بالفعل من تل أبيب مساعدتها في تدشين منظمة استخبارات عسكرية "فعّالة". أما التبرير، فربط بـ"التجربة الإسرائيلية الغنية في هذا المجال".
وأكد مسؤولون يونانيون أن وزارة الدفاع طلبت من الكيان الإسرائيلي تدريب كوادر لإعدادهم للعمل في الجهاز الجديد، موضحين أن الحاجة إلى بناء جهاز استخبارات قوي ترجع بشكل أساسي إلى "تعاظم المخاطر الأمنية"، ولا سيما في أعقاب تعرّض العديد من الدول الأوروبية لهجمات نفذتها "جماعات إسلامية متطرفة".
وأضاف المسؤولون الأمنيون اليونانيون أن "ضعف اليونان في مجال الاستخبارات يعود إلى بقائها مدة طويلة تحت حكم الاحتلال"، على حد وصفهم، وهو الأمر الذي قلّص قدرتها على الاهتمام بمواجهة مثل هذه التحديات.
واعتبر معلق الشؤون العسكرية في "هارتس"، عاموس هارئيل، الذي زار اليونان الأسبوع الماضي، وأعدّ تحقيقاً حول تطور العلاقات بين أثينا وتل أبيب، أن عدم تردد الحكومة اليونانية في الطلب من الكيان الإسرائيلي مساعدتها في بناء استخباراتها يأتي في إطار "العلاقة الوطيدة" التي باتت تربط قادة الجيش والمؤسسة الأمنية اليونانية بنظرائهم في الكيان.
ولفت هارئيل الأنظار إلى أنه فوجئ عندما وجد أن قائد سلاح الجو اليوناني يضع في مكتبه لوحة زيتية تظهر فيها صورة وزير جيش الاحتلال ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، موشيه ديان، مشيراً إلى أنه "لاحظ أن الجنرال اليوناني يشعر بالفخر لمجرد أن رجل أعمال إسرائيلي قد أهداه هذه الصورة".
وأشار هارئيل إلى أن مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع الإيطالية يحتفظ في مكتبه بمجموعة من الصور الجوية للكيان الإسرائيلي أهداها إياه قائد شعبة التخطيط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي عميكام نوركين.
وأعاد هارئيل للأذهان حقيقة أن التحول في العلاقات اليونانية الإسرائيلية يعود بشكل أساسي إلى إدراك الحكومة الإسرائيلية أن التحالف الاستراتيجي مع تركيا أصبح من التاريخ، في أعقاب أحداث أسطول الحرية لفك حصار قطاع غزة في مطلع يونيو/حزيران 2010. ووفقاً لهارئيل، فإن كلاً من الكيان الإسرائيلي واليونان وجدا في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدواً مشتركاً".
ورأى الصحافي الإسرائيلي أن لعبة المصالح هي التي جعلت اليونان تتخلى عن ربط علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي بسلوك الأخيرة إزاء الفلسطينيين، وذلك بعدما كانت اليونان من أكثر الدول تأييداً للفلسطينيين.
104-4