هادي واركانه خراف العيد السعودية

هادي واركانه خراف العيد السعودية
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

ما تسرب من اروقة المفاوضات اليمنية في الكويت افاد بان الوفد الوطني طرح على طاولة المفاوضات اقتراح اتفاق، نال مقاربات وفد الرياض.

الاقتراح هو الى حد ما " صياغة مضمون لرؤية اطراف دولية معنية بالمفاوضات" بحسب مصادر المتفاوضين.
وبغض النظر عن بنوده المنشورة في وسائل الاعلام ومواقف المتحاورين منها، فان الموافقة الضمنية لوفد الرياض على البند المتعلق  بتشكيل الحكومة التوافقية،  والقاضي بعزل عبد ربه منصور هادي  وان بقي رئيسا "صوريا" لمدة 45 يوما، من دون صلاحيات، في المرحلة الانتقالية،  يشي بوضوح ان وفد الرياض مبلغ من اسياده مسبقا ، بامكانية التضحية بـــ" الخروف" هادي قبل عيد الاضحى، من اجل تحقيق اجل انقاذ نفسها من المستنقع اليمني. و قبول التضحية بهادي كان قد تم التعبير عنه من خلال تسريبات الامم المتحدة قبل اشهر .

من ضمن اقتراحات تشكيل الحكومة التوافقة ايضا، تعيين "نائب للرئيس" بالتوافق  بين الاطراف اليمنية المعنية بالازمة .
وهنا بدى الموقف السعودي اجلى، بالتضحية بكل "خرفانها" وليس "الخروف" هادي فقط.
فوفد الرياض، وافق مباشرة على عزل  علي محسن الاحمر " نائب هادي حاليا"، وطرح تعيين " رئيس حكومة هادي"  الحالي احمد عبيد بن دغر "نائبا للرئيس".
الا ان رفض الوفد الوطني للاحمر ودغر  بشكل قاطع، دفع وفد الرياض الى التخلي عنهما والموافقة الضمنية على البحث عن اسم اخر.

وبما ان قرارات وفد الرياض، ليست ذاتية سيادية، بل فوقية، تسقط عليه من المملكة ، فان موافقته على عزل هادي  واقصاء الاحمر والتخلي عن دغر، يؤشر بكل واضح الى انه لا مانع ابدا لدى السعودية من التضحية بكل "خرفانها" في اليمن من اجل نفسها. وعليه تكون السعودية قد جهزت "الاضاحي" اركان حكومة هادي "الشرعية"، للتضحية بها قبل عيد الاضحى المبارك. وتكون قد اسقطت بنفسها احد اهدافها الرئيسية من العدوان على اليمنيين وهو "اعادة الشرعية" الى البلاد الممثلة "بالرئيس الشرعي" عبد ربه منصور هادي.
ويكون الخروف الشرعي هادي وفقا للعقيدة الوهابية، صالحا "شرعا" للتضحية به ليس في مشعر منى بل في الكويت.

قد يرى البعض ان  ما ذكر انفا، امر مبالغ فيه ، وان  المفاوضات لن تصل الى نتيجة ايجابية. انا من المرجحين لكفة التشائم واتوقع ان لا تخرج المفاوضات بنتيجة ايجابية لان السعودية تقطع الوقت بها، بانتظار ما ستؤول اليها الانتخابات الرئاسية الاميركية بدليل ان المفاوضات جارية والعدوان مستمر في خرق الهدنة وارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني.
الا ان اثنين لا يختلفان على ان مملكة الوهابية، مستعدة للتضحي باي عميل وتابع، من اجل مصالحها واهدافها.

وقد سمعنا "الناعم" عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، يعلن امام عدسات كاميرات الاعلام، عما وصفه "بالتفاهم" مع انصار الله وليس "الانقلابيين" - كما تسميهم  السعودية عادة - بشأن الهدنة على الحدود.
مع العلم ان السعودية شنت العدوان على اليمن بهدف ابادة " الحوثيين الانقلابين"  ونزع سلاحهم وسحبهم  بالقوة من المدن التي يتواجدون فيها" .
"نعومة" الجبير ليس مصدرها ، ورع السعودية عن دماء اطفال ونساء وشعب اليمن المسلمين، بل معادلة الردع التي فرضها الجيش واللجان الشعبية على الحدود، من خلال السيطرة على مساحات شاسعة في  عمق الارضي السعودية ومواقعها العسكرية،  وفرار جنودها وحرس حدودها، مع من استقدمتهم من المرتزقة من اقطارالارض، وصولا الى القصف الصاروخي البالستي اليمني ، واخره استهداف نجران الحدودية قبل يومين بواحد منها.

وفي كل الاحوال فان الاقتراح ان تمت الموافقة  عليه، يكون نصرا للجيش واللجان الشعبية، فهو اسقط كل الاهداف السعودية المعلنة للعدوان، ومنها اقصاء انصار الله والمؤتمر الشعبي عن السلطة في اليمن، وبالاقتراح يكون الانصار والمؤتمر شريكين اساسيين كاملين في المعادلة الداخيلة، ويكون قد تم اقصاء هادي" الشرعي سعوديا" ولم يعد الى السلطة، واُرضي قرار مجلس الامن الدولي، رقم 2216، فاُبقى هادي "رئيس صوريا" للبلاد لمدة 45 يوما، ولكن من دون صلاحيات.

* د. حكم امهز
213