بانوراما؛ دخول الجيش السوري الى الرقة.. المعنى والدلالات

الأحد ٠٥ يونيو ٢٠١٦ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

(العالم)-بانوراما-05-06-2016-يواصل الجيش السوري وحلفاؤه تقدمهم باتجاه مدينة الطبقة في محافظة الرقة التي بات لا يفصلهم عنها سوى أقل من أربعين كيلومترا وتحوز العملية على أهمية جيوسياسية كونها تقطع الطريق على الدول الداعمة للجماعات المسلحة من تحقيق أهدافها ومشاريعها لإضعاف الحكومة السورية من بواب الشمال السوري.

أعادت دمشق ضرب التوازنات الجيوسياسية الدقيقة بالعملية المباغتة والمتواصلة منذ الخميس والتي انطلقت من أثريا شرق حماة باتجاه مدينة الطبقة غربي مدينة الرقة.

الجيش السوري بات عمليا داخل الحدود الإدارية للرقة على بعد أقل من 40 كيلو مترا من مدينة الطبقة المشرفة على بحيرة الأسد وأقل من 90 كيلومترا من مدينة الرقة.

العملية رغم أهميتها العسكرية إلا أن بعدها الجيوسياسي طاغ، ففي خضم ازدحام الأجندات التي ترمي إلى تمرير مشاريع الدول الداعمة للجماعات المسلحة من بوابة الشمال السوري من تقسيم وفدرلة ومناطق آمنة ومخططات لضرب مركزية القرار السوري تأتي العملية لتؤكد أن الدولة السورية ليست بصدد التنازل والتسليم لهذه المشاريع وأنها ما تزال تمتلك زمام المبادرة.

الجماعات المسلحة المدعومة أمريكيا وبالخصوص تلك المسماة بقوات سوريا الديمقراطية والتي تخوض معارك مع "داعش" في جبهتن في عين عيسى شمال الرقة وفي محيط مدينة منبج شمال ريف حلب الواقع شرق الرقة، باتت حركة  هذه الجماعات تصب من حيث لم ترد في صالح الجيش السوري إثر تقدمه المتسارع والحثيث والسلس باتجاه أهم معاقل "داعش".

الولايات المتحدة التي عملت من خلال دعم قوات سوريا الديمقراطية والترويج لها على التمهيد لموطئ قدم لها في الشمال السوري من بوابة عملية الرقة وذلك لتأمين نفوذ لها فشلت الدول الإقليمية خلال السنوات الماضية في تأمينه باتت أمام عقبتين فإضافة إلى ضآلة انجازات ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية ميدانيا، تواجه حقيقة أن الجيش السوري غدا طرفا في أي معادلة ترسم للشمال.

ورغم التكهنات حول وجود تنسيق بين واشنطن وموسكو بناء على الحركة المتزامنة للجيش السوري من جهة والجماعات المسلحة المدعومة أمريكيا من جهة أخرى إلا ان طبيعة العمليات وأهدافها تشكل مؤشرا على تناقض المشروعين لا على التنسيق.

فدمشق لايروقها دور واشنطن التي تلعب على وتر الطائفية والدعوات القومية والانفصالية لتعويم سياساتها ما يجعل من "داعش" والجماعات المسلحة في قائمة خصوم دمشق لا يفرقها سوى أولويات المعركة ومقتضياتها.

في ريف حلب ارتفعت وتيرة المعارك جنوبا حيث يخوض الجيش معارك عنيفة مع جبهة النصرة التي حشدت الآلاف من مناصريها على جبهة خان طومان ــ معراتة في معركة تهدف إلى السيطرة على كامل الريف الجنوبي وهو الأمر الذي تمكن الجيش وحلفاؤه من إحباطه وتكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة في العديد والعتاد.

2