الصحف الألمانية للبريطانيين: من فضلكم لا ترحلوا!

الصحف الألمانية للبريطانيين: من فضلكم لا ترحلوا!
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠١٦ - ٠٢:٤١ بتوقيت غرينتش

أطلق عدد من وسائل الإعلام الألمانية حملة إعلامية تحث البريطانيين على التصويت بـ"لا" في استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 حزيران/يونيو، مقدمةً حججاً مختلفة،

ومن هذه الحجج: الخوف من تأثير "عامل الدومينو" على الدول الأخرى، وتوجيه ضربة اقتصادية إلى الاتحاد، بالإضافة إلى كبح عملية الاندماج بين الدول الأعضاء.

ففي عدد خاص نُشر قبل 10 أيام فقط من الاستفتاء، توسلت مجلة «دير شبيغل» الأكثر مبيعاً في ألمانيا البريطانيين للبقاء في الاتحاد الأوروبي. وتحت عنوان "من فضلكم لا ترحلوا"، شرحت المجلة الألمانية في 23 صفحة أسباب حاجة برلين إلى لندن؛ حيث كتب رئيسا تحرير المجلة، كلاوس برينك وفلوريان هارمز: "الخيار هو بين لحظة كبرياء ومستقبل جديد نبنيه معاً،"

وقال برينك وهارمز في العمود التحريري: "إذا كانت بريطانيا ذكية، فإنها ستبقى عضواً في الاتحاد الأوروبي، لأنها ستدرك أن مستقبل الغرب على المحك". وأكدا "أن بريطانيا ليست قوة عالمية من تلقاء نفسها، وأنها ستفقد الكثير مع التصويت بـ"نعم" للـBrexit في يوم 23 يونيو/حزيران.. ولن تجنِ شيئاً سوى فترة وجيزة من الشعور بالكبرياء".

في هذا الصدد، هدد وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله بريطانيا قائلاً إنها لا تملك الفرصة أبداً للانضمام إلى اتفاق مماثل بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج، اللتين تتمتعان ببعض فوائض السوق الأوروبية الموحدة من دون أن تكونا عضوين في المنظومة القارية.

وكرد فعل على الخروج المحتمل لبريطانيا من التكتل الأوروبي، أكد الوزير الألماني أنه يجب على الاتحاد الأوروبي وضع عملية التكامل في حالة "الانتظار"، والاستعداد لمخاطر الردود الشعبية التي قد تشهدها الأعضاء الأخرى. وبحسب شويبله أيضاً، فحتى لو أن غالبية ضئيلة من الناخبين البريطانيين ستصوت من أجل الرحيل: "ينبغي لنا أن نفهم ذلك كتحذير ودعوة إلى الاستيقاظ.. إننا ببساطة لا يمكن أن نستمر كما في السابق."

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تُعدُّ هذه التعليقات غير عادية بالنسبة إلى وزير في الحكومة الألمانية الموالية للاتحاد الأوروبي، ومن قبل سياسي كرَّس جزءاً كبيراً من حياته المهنية في السعي لاتحاد أوثق بين دول أوروبا؛ حيث قال شويبله منذ فترة إن أوروبا المتكاملة ستكون مجهزة بشكل أفضل لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية العالمية المتزايدة. وعلى سبيل المثال، خلال أزمة منطقة اليورو، دعا الوزير الألماني الدول الأعضاء إلى توحيد سياساتها المالية وتعيين وزير مالية مشترك.

من جهة أخرى، حذر «المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية» (DIW) من أن قرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يؤدي إلى تأثير "عامل الدومينو" في الدول الأخرى.

وقال رئيس المعهد مارسيل فراتسشير، إن استفتاءات مماثلة قد تظهر على السطح في دول مثل إيطاليا أو فرنسا؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى مخاطر أكبر بكثير من حالة عدم اليقين الذي يسببه ما يسمى بالـBrexit.

ووفقاً لفراتسشير، من شأن الرحيل أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، والذي من شأنه وضع قيودا على الاستثمارات. ومن شأن ذلك أن يؤدي أيضاً إلى "الاضطراب في الأسواق المالية، والذي من شأنه أن يصبح متقلبا جداً". كما أن الجنيه قد يفقد قيمته، وربما أيضاً اليورو؛ ما سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي.

بناءً على ذلك، يعتقد فراتسشير أنه سيكون لدى الاتحاد الأوروبي آلية أخرى من شأنها قيادة أوروبا وأيضاً ألمانيا إلى ركود آخر، تماماً مثلما حدث خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008 و2009.

"لذلك نحن أيضاً سندفع ثمناً باهظاً لـلـ[Brexit] في ألمانيا"، بحسب فراتسشير.

يجدر بالذكر أنه في حال كانت النتائج لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد، فإن هذا لن يحدث مباشرة وإنما سيستغرق الأمر على الأقل عامين، تستمر خلالهما بريطانيا في تطبيق قواعد الاتحاد.

لكن الرحيل سيؤثر في مستقبل المملكة المتحدة، التي تملك خامس أكبر اقتصاد في العالم لسنوات مقبلة. وستبدأ عملية طلاق طويلة ومعقّدة، يبدو أن تداعياتها على الاتحاد الأوروبي لن تكون حميدة، بالنسبة لمؤيدي التكامل الأوروبي، وعلى رأسهم واشنطن.

*المصدر: روسيا اليوم

114-1

تصنيف :