كاتبة سعودية:

ما قصة فتاوي القتل في "تراثنا السني"؟

ما قصة فتاوي القتل في
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

تعلم الداعشيان صالح وخالد اللذان قبض عليهما فجر الجمعة 19/رمضان، في مدارس رياض نجد وهي مدارس أهلية كبيرة في الرياض تستقطب أفضل المناهج والمعلمين، ولم يذكر بعد هل التحقا في الجامعة أم لا؟

لكن آلاف الطلاب تخرجوا في هذه المدرسة وغيرها كثير ولم يتأثروا بهذا الفكر التكفيري!!!، تقول فاطمة العتيبي في مقال لها في صحيفة الجزيرة.

وتضيف الكاتبة "نحن نتحدث عن فتيين أعمارهما لم تتجاوز العشرين عاما، أيا كانت أعمارهما لم تكن تتجاوز 15سنة حين ظهرت "داعش"، من الطبيعي أن يتبادر إلى أذهاننا تساؤلات حول المدرسة التي قضيا فيها ثلثي عمرهما في التعليم العام السعودي. لكن هذا فيما هو طبيعي لكننا إزاء ملابسات غير طبيعية، تدين مفاجئ وتدعشن مفاجئ!، ومع ذلك ليسمح لي مطورو المناهج، لأسجل تحفظا على تطويرالمناهج الدينية الذي كان طفيفا وشكليا، خاصة إن وثيقة السياسة التعليمية ليست نصاً مقدساً ومراجعتها أمرلا بد منه ...".

وتتابع: الداعشيان صالح وخالد تمكن رجال الأمن من القبض عليهما مما يعني خضوعهما للتحقيق ومعرفة كافة المؤثرات التي لعبت دوراً في اعتناقهما للمنهج التكفيري وإقدامهما على قتل والديهما، هي حبات سبحة يأتي بعضها ببعض، ستكشف عن الاستعداد النفسي والتأثر الفكري والانقياد العقدي، وأسبابه ومصادره.

وتر ان "دراسة حالتهما النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية ستعطينا معلومات مهمة عن كيف تمت عملية الاستقطاب، ومتى ضعفت حصانتهما أمام مستقطبيهم وكيف تمت الإملاءات عليهما وسيناريو الأحداث الأخيرة في حياتهما وانتهاجهما المنهج التكفيري".

وتوضح "لا بد أن نتتبع خط سيرهما في حياتهما، وما الحوارات التي كانا يشاركان فيها، وماذا يقرآن ولمن يستمعان ومن هم قدوتهما وبمن تأثرا؟، ثم لنتأمل في الفجوة العمرية بين الأبناء والآباء والاغتراب النفسي الذي عادة ما يحدث بين الأجيال؟

وتختم الكاتبة بالقول: كل هذا مهم ومهم جداً أيضاً، لكن الأهم هو نقد التراث، وطرح سؤال إستراتيجي، ... في تراثنا السني من الصواعق والبواقع ما يجعل العقلاء يحجبون كثيره عن العامة، فيه فتاو بقتل الجاهر بصوته في صلاته حين ينهى ولاينتهي وفيه قتل من صلى الصلاة بغير وقتها وفيه وفيه، اليوم التراث خرج من الأضابير والصناديق وحيازة الخاصة إنه يجرر أذياله خيلاء بيننا في مواقع النت والتواصل الاجتماعي، يقرأه الفتيان ويستغله المستقطِبون لزيادة المستقطَبين والتغرير بهم وإضلالهم وتحويلهم لأداة طيعة لقتلنا، فاللهم قيض لهذا التراث من يمحصه وينقحه ويتلف مايناقض النص المنزل والعقل المؤمن والمسلم والموحد، وقيض لنا من يعيدنا لنقاء قال الله سبحانه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ففيهما وحدة وقوة وسلام وفي قال فلان وقال علان فرقة وضعف وتناحر.

109-4

تصنيف :