ماذا يقولون في الامير محمد بن سلمان؟

ماذا يقولون في الامير محمد بن سلمان؟
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦ - ٠١:٠٥ بتوقيت غرينتش

"امير متهور؟! هذا ما نحتاجه، امير متهور، وغدا ملك متهور. بعقلنا وتعقلنا كاد الايرانيون يقومون بعمليات انزال على سطوح منازلنا. أليس هذا ما كان يريدونه من خلال الخطة التي بدأوها في صنعاء وكانت نهايتها في الرياض؟".

كلام زميل سعودي، سعودي جدا ومقرب جدا من اهل البلاط. نسأله "ألا تبالغون في ذلك؟ كل حاملات الطائرات، وكل الغواصات، الاميركية تتولى حمايتكم حتى من الطيور المهاجرة، فكيف نتصور وصول الايرانيين الى الرياض؟".

الرد بسؤال ايضا "هل تعتقد ان الايرانيين وقّعوا اتفاق فيينا فقط من اجل رفع العقوبات ام من اجل الوصول باطماعهم الجيوسياسية الى آخر مكان في المشرق العربي؟ وهل تعتقد ان الاميركيين اصروا على توقيع الاتفاق فقط لوقف البرنامج النووي عند حدود معينة ام انهم كانوا يريدون لايران ذلك الدور الذي كان لها في عهد الشاه محمد رضا بهلوي؟".

الزميل السعودي قال لنا "الامير محمد بن سلمان هو الرجل الذي كنا نبحث عنه. لا ينام ويعمل اربعا وعشرين ساعة في اليوم. كلنا سنعمل هكذا. جلالة الملك قال عنه انه يرى في ابنه اشياء كثيرة من ابيه المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود".

"لا، ليس انقلابا الذي حدث. العائلة متماسكة الى ابعد الحدود، ولا مراكز للقوة فيها، الامير محمد يريد ان تكون المملكة، وليس العائلة فقط ، قوة موحدة ومتماسكة. هذا هو وضعنا الان. لم يكن موقفنا لانقاذ السنّة فحسب، بل ولانقاذ الشيعة ايضا الذين يتعرضون لما يمكن ان يسمى بـ "المحرقة الايديولوجية" او "المحرقة التاريخية".

كيف؟ يستطرد الزميل السعودي "نحن نعرف الشيعة في لبنان وفي العراق. كانوا في اقصى اليسار. وشخصيا ارى ان هذه ادبيات اهل البيت. الثورة الدائمة من اجل الحق والعدالة. ماذا حدث؟ واين هي النجف الان؟ الشيعية العربية بكل نقائها خضعت للشيعية الصفوية. اتمنى عليك ان تقرأ رأي علي شريعتي في هذا الخصوص".

بحماس مذهل يتحدث عن ولي ولي العهد "اعرف انك مولع بالتاريخ، وحسب اعتقادي بالفلسفة ايضا. لا بد انك تعرف لماذا القيصر بطرس الاكبر ذهب الى الغرب، حتى انه عمل نجارا في حوض لبناء السفن في امستردام. فعل هذا من اجل تحديث روسيا التي كانت دولة فلاحين، لا يريد ان يحكم من البرج العالي. هذا ما يبتغيه، تحديدا، الامير محمد، الا تُحكم السعودية من البرج العالي".

الزميل السعودي واثق من ان ولي ولي العهد السعودي «ذهب الى اميركا كما ذهب بطرس الاكبر الى اوروبا عام 1697 وقع مع شركتي "مايكروسوفت" و"سيسكو سيستمز" اتفاقتين لتحويل السعودية الى مملكة رقمية»، و«عقد لقاءات هامة مع من يمكن ان يساعدوا على تحقيق رؤيته للمملكة 2030».

يضيف: "كثيرون كانوا يخشون من ان التفاعل مع القيم التكنولوجية التي انتجها العصر لا بد ان يؤدي الى تصدع المفاهيم الاجتماعية والدينية التي قامت عليها المملكة. هذه رؤية بالية وتفضي الى الهلاك. أليس من الممكن الذهاب مع العصر الى ابعد مدى دون المس بالبنية الاخلاقية والعقائدية للمجتمع؟".

يؤكد "ان عباءة الخوف سقطت عن اكتافنا. انا اعرف انك تقول في سرّك هذه مغامرة، وفي لحظة ما قد ينهار كل شيء. كان يمكن ان ينهار كل شيء لو بقينا على ما كنا عليه. اقتصاد ريعي، وشعب ينام على 10 ملايين برميل من النفط يوميا. هذه معادلة انتحارية، وهذا ما بدا جليا لدى الهبوط الدراماتيكي في اسعار النفط".

يسأل: "اي دولة في العالم خاضت معركة التحديث ولم تغامر بمصيرها؟ المهم الثبات، والمهم الارادة". وحين نقول له "ان المملكة تحكمها عائلة وتحمل حتى اسمها. لاحظ ان امراء المدن والمناطق كلهم من العائلة المالكة، كذلك الامر بالنسبة الى المواقع الاساسية في الدولة. اضف الى ذلك ان الوهابية مدرسة في الانغلاق والارتباط الميكانيكي بالنص".

يرد "هل تنسى ان بلادنا بلاد الحرمين الشريفين، وان لقب الملك هو خادم الحرمين الشريفين. هناك من تعرض للوهابية من زاوية محددة دون ان يغوص في البعد الاصلاحي والطهراني فيها. على كل لست خبيرا في هذا، لكنني اعتقد ان التعايش بين المعتقد الديني وديناميات الحداثة مسألة طبيعية. أليست البروتستانتية، او اللوثرية، طاغية في الولايات المتحدة،هل اوقف ذلك مسار التطور الذي حقق انجازات اسطورية وبما تعنيه الكلمة؟".

ولكن الا تستنزف المملكة امكاناتها في سوريا وفي العراق وحتى في اليمن، وهذا ما يجعل  اي عملية في اتجاه تحديث الرؤية والانخراط في لعبة العصر عملية معقدة بل ومستحيلة؟.

بالصوت العالي يجيب "نعرف ان التكلفة مريرة وباهظة، لكنها لا تساوي شيئا اذا ما علمنا ان المملكة تخلت عن سياسة القفازات ودقت على الطاولة كما على الارض فاهتزت الارض".

في رأيه، ثمة امير، وفيه الكثير من رؤيوية جده الملك عبد العزيز آل سعود وبسالته "لهذا، السجادة الحمراء امام القصر الملكي لن تكون لغيره".
 

نبيه البرجي - وكالة أوقات الشام الإخبارية عن الديار

2