مصدر يمني يكشف الخلاف الاماراتي السعودي في الملف اليمني

مصدر يمني يكشف الخلاف الاماراتي السعودي في الملف اليمني
الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠١٦ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

اثار تجدد الاشتباكات على الحدود اليمنية السعودية، واطلاق صاروخين باليستيين على مدينة ابها جنوب المملكة، وتم اعتراضهما، المخاوف من انفجار الحرب بصورة اكثر عنفا في اليمن، وانهيار العملية التفاوضية السلمية التي انطلقت في الكويت، وجرى تأجيلها لمدة اسبوعين بمناسبة عيد الفطر المبارك.

مصدر يمني كبير شارك في المفاوضات، طلب عدم ذكر اسمه، لخص لـ”راي اليوم” اجواء المفاوضات والتطورات المتسارعة في الملف اليمني عموما في النقاط التالية:

اولا: استمرار المفاوضات لمدة سبعين يوما كان بمثابة “اعتقال” للمفاوضين في الكويت، وكادت هذه المفاوضات تنهار اكثر من مرة، خاصة عندما قصفت طائرات “عاصفة الحزم” مواقع لقوات التحالف  الوطني في لحج، ولكن تدخل امير الكويت صباح الاحمد شخصيا، وارساله مبعوثا الى الرياض لعدم تكرار هذا الخرق لوقف القتال حال دون ذلك.
ثانيا: كانت هناك محاولات سعودية لحصر اعمال التهدئة في الشمال، ولكن وفد التحالف الوطني اصر على انها يجب ان تشمل الشمال والجنوب معا، بحيث تشمل كل اليمن.
ثالثا: الرئيس عبد ربه منصور هادي كان مغيبا طوال فترة المفاوضات، ولكن الطرف اليمني المفاوض بتفويض منه كان يميل الى بقائه، ولكن بدور شكلي دون اي صلاحيات في الفترة الانتقالية.
رابعا: وقف جميع التعيينات في سلك الدولة، والدبلوماسي على وجه الخصوص، وترك هذه المهمة للحكومة المقبلة، وايد السيد اسماعيل ولد الشيخ المبعوث الدولي هذا الاقتراح، والزم وفد الرياض به.
خامسا: هناك انقسام في وفد الحكومة “الشرعية”، فالجناح المتشدد يفضل الحل العسكري ميدانيا، ويعتقد انه في ظل تولي الجنرال علي محسن الاحمر قيادة الجيش يمكن ان يحسم الامور لما له من خبرة قتالية وعلاقات قبلية وثيقة، ولكن الاطراف الدولية الممثلة بالسفراء في الكويت ترفض هذا التوجه.
سادسا: الجنرال محسن الاحمر غير متحمس للحل العسكري لانه، وحسب مقربين منه، يدرك جديا ان دخول صنعاء سيكون مكلفا جدا بشريا وماديا، وغير مضمون النتائج حتى لو تحقق عمليا.
 سابعا: تؤمن حركة الاصلاح السلفية (الجناح اليمني للاخوان المسلمين) ان لا حلا سياسيا الا بعد اجتثاث حركة انصار الله، ولهذا يفضلون الحل العسكري مهما كانت تكلفته.

وبحسب "رأي اليوم" المصدر نفسه تطرق الى القرار الاماراتي المفاجىء باعلان انتهاء الحرب من جانب واحد، ثم التراجع عنه على شكل تغريدات لانور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وقال ان هناك خلافات كبيرة بين الجانبين السعودي والاماراتي فيما يتعلق بكيفية ادارة الازمة اليمنية، وهذه الخلافات تنحصر في امرين اساسيين:

اولا: تريد دولة الامارات ان تبعد نفسها عن السعودية وتظهر استقلالية قرارها، واعطاء انطباع للحراك الجنوبي بأنها تعتبر انفصال الجنوبيين حقا مشروعا، طالما ان الاوضاع متوترة وغير مستقرة في الشمال.
ثانيا: الامارات منزعجة من تصاعد دور حركة الاصلاح، والتيار الاخواني على الاصح، في الحرب في الشمال، وتدفق الاسلحة على ذراعهم العسكري من السعودية، ولعبهم دورا كبيرا في اعمال القتال في مأرب وتعز والجوف واطراف صنعاء.

واكد هذا المصدر ان الولايات المتحدة تدخلت من اجل الحفاظ على العلاقة على التحالف السعودي الاماراتي في اليمن، واشار الى ان التحالف الوطني قلق جدا من اعمال التحشيد للسعودية وحلفائها التي تجري حاليا في جبهات القتال في الشمال، وخاصة في مأرب والجوف وانخراط السلفيين فيها بشكل لافت.
وشدد المصدر نفسه على ان التحالف الوطني يفضل استمرار المفاوضات بعد العيد في الكويت، وعدم انتقالها الى الرياض تحت اي ظرف من الظروف، واذا كان لا بد من ذلك، فان الذهاب الى الرياض يجب ان يتم في حال التوصل الى اتفاق والتوقيع عليه، وتحقيق المصالحة الوطنية، على ان تحضر جميع القيادات هذا التوقيع من جانبي التحالف الوطني، ملمحا الى الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والسيد عبد الملك الحوثي.
وعندما سألت “راي اليوم” هذا المصدر عن تقديراته لفرص العودة الى الكويت لاستئناف المفاوضات بعد انتهاء فترة الاسبوعين اولا، وفرص التوصل الى اتفاق، اكد ان احتمال العودة “مؤكدة”، اما احتمال التوصل الى اتفاق فما زال موضع شك.

112-4