الحراك الشعبي: الإرهاب السعودي يضرب بتفجيرين في المدينة المنورة والقطيف

الحراك الشعبي: الإرهاب السعودي يضرب بتفجيرين في المدينة المنورة والقطيف
الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠١٦ - ٠٢:٢٠ بتوقيت غرينتش

أصدرت لجان الحراك الشعبي عضو تيار الحراك في شبه الجزيرة العربية (السعودية) اليوم الثلاثاء، بيانا عن التفجيرات الارهابية التي طالت المسجد النبوي الشريف ومسجد القطيف في المنطقة الشرقية، واعربت عن ادانتها متهمة في الوقت نفسه الفكر الوهابي بالوقوف وراء الهجمات الارهابية في العالم وخاصة ضد اتباع اهل البيت "عليهم السلام".

وفيما يلي البيان الذي جاء فيه:

في الوقت الذي تكتوي معظم الدول من الآثار الضارة لإيقونة الإجرام التي تطلق على نفسها (تنظيم الدولة الإسلامية "داعش")، فان المد الإجرامي لهذا التنظيم لا يفتأ ان يمر وفي كل مرة على مكان المنشأ، الا وهو النظام الحاضن للإرهاب (نظام آل سعود).

ان جميع من أصابهم الذعر، وإصابتهم شظايا من إجرام "داعش" لم يشيروا صراحة الى الرحم الذي أولد هذا المولود الهجين، وذلك بسبب المصالح البائسة التي تربطهم بسلطة آل سعود.

إن من حق الجميع ان يشككوا بالإدانة التي تصدر من قبل النظام السعودي لهذين التفجيرين اللذين طالا المسجد النبوي الشريف والمسجد الشيعي في القطيف.

فكما هو معروف بان فكر "داعش" الذي تجذر في عقول هؤلاء الانتحاريين، هو فكر وهابي بامتياز ولا يقبل الشك، ومن السذاجة ان تبذل الجهود في إدراك حقيقة هذا الفكر أو مصدره، لان ما ينفذه مجندو "داعش" من جرائم هي نتيجة طبيعية للفكر الظلامي الذي يملأ الكتب الوهابية، بل وحتى الكتب المدرسية السعودية.

فالعبارات التحريضية التي ترد في الكتب المدرسية والتي تحث على العنف والقتل ضد الديانات والطوائف الأخرى، هي خير دليل على تشبع مجندي "داعش" بهذه الأفكار الهدامة، فعلى سبيل المثال ورد في (كتاب التوحيد/باللغة العربية/ درس الشريعة الإسلامية،82، كتاب التوحيد/علوم اجتماعية، 65) العبارة التالية: (على المسلمين السنة" أن يتجنبوا أولئك الذين يدعون العصمة "لأهل بيت النبي"، وهذا يشمل جميع المسلمين الشيعة الذين يعتبرون عصمة النبي وأهل بيته من المبادئ الأساسية لديهم).

كما لا يخفى على العقلاء ما تقوم به التصريحات والفتاوى الوهابية من شحن هؤلاء المجرمين بتنفيذ تلك الهجمات الإرهابية في عموم العالم وبالخصوص ضد الشيعة، فرجال الدين الوهابيين المدعومين من قبل السلطة السعودية هم من يغذي عقول الشباب بأفكار الكراهية والعنف.

ففي احد أجوبة بن باز لمستفتي حول التقريب بين الشيعة وبين أهل السنة، أجاب بن باز قائلاً: (ان التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة)!!.

ان هكذا سموم تنفث من أفواه رجال تربوا على عقيدة التكفير والكراهية، من الطبيعي ان تجد لها طريقاً تسلكه في عقول هؤلاء الذين لا يقيمون وزناً لحياة الأبرياء.

ففي يوم أمس الاثنين 28 من شهر رمضان 1437 الموافق 4 يوليو/تموز 2016، وعند صلاة العشائين، ضربت يد الإرهاب موقعين مقدسين في شبه الجزيرة العربية، الأول المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، والثاني في مدينة القطيف في مسجد الشيخ العمران في سوق مياس وسط المدينة.

ففي التفجير الأول وكما أعلنت وزارة داخلية النظام، بان أحد الأشخاص توجه إلى المسجد النبوي الشريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، الأمر الذي جعل رجال الأمن يشتبهون به، وعند مبادرة أربعة من رجال الأمن في اعتراضه، قام بتفجير نفسه بحزام ناسف مما نتج عن ذلك مقتله، ومقتل رجال الأمن الأربعة.

أما التفجير الثاني الذي وقع في مدينة القطيف، فقد قام انتحاري بتفجير نفسه قرب مسجد الشيخ العمران في سوق مياس، حيث ان المسجد المذكور يرتاده عدد كبير من المصلين، ولم ينتج التفجير عن خسائر بشرية، وذكر شهود عيان بأن انفجارين قد وقعا اثناء اقامة صلاة الجماعة بالمسجد بفارق زمني لم يتعدى عشرون ثانية، إذ هز صوت الانفجارين المنطقة، كما انفجرت سيارة أحد الإرهابيين في موقف المسجد، كما أصيبت نحو 10 سيارات كانت متوقفة في الموقع، وخلف الانفجار أشلاء لثلاثة تعود للإرهابيين، ومن المعلوم بان دور اللجنة الشعبية المكلفة بحماية المسجد كان لها دوراً كبيراً في ابعاد المجرم عن مكان المسجد وعدم تحقيق مبتغاه بقتل المصلين الأبرياء.

لقد أصرت سلطة الكيان السعودي سابقاً بعدم السماح لأهالي المنطقة من تشكيل لجان شعبية تحمي المساجد وذلك بحجة أخذهم لدور الدولة في استتباب الأمن، وهي حجة واهية لا يمكن الوثوق بها، لان الدولة لم تقم بأي فعل من شأنه حماية المساجد الشيعية من هجمات الإرهابيين، كما قامت السلطة باعتقال عدد من أعضاء هذه اللجان، ولا يزال عدد منهم رهن الاعتقال.

ان سياسة الكيان السعودي المتبعة في شبه الجزيرة العربية، هي سياسة تقوم على أساس التمييز المنهجي ضد الطوائف الدينية الأخرى الغير منضوية تحت مظلة الوهابية، ولازالت المناهج التعليمية السعودية تغص بعبارات الكراهية والعنف ضد الآخرين، ولا زال الكيان السعودي يعلم تلاميذ المدارس بأن هناك أسباباً تبرر قتل الأشخاص على أساس دينهم وعقائدهم، الأمر الذي يجعل من هؤلاء الطلاب ينتظرون متى وتحت أي ظرف يكون قتل المخالف للفكر الوهابي مقبولاً!!.

اننا في لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية نعلم يقيناً، بان الفكر الهدام لداعش، لم يتسنى له الازدهار والانتعاش، لولا التغذية الروحية التي يتلقاها من علماء السوء الذين يتم تخريجهم من مؤسسات سعودية تنتهج الفكر الوهابي الهدام، فليس مستغرباً اذا اشرنا بأصابع الاتهام لما جرى ويجري بحق وطننا وبقية بلاد المسلمين، إلى سلطة الكيان السعودي، باعتبارها المهيأ والممول والمغذي والموفر الحماية لإفراد هذا التنظيم الدموي، فعلى مسؤولي الكيان السعودي وأبواقه الكف عن الكذب والادعاءات الفارغة والتي تحمل آثار التخريب على أشخاص وهميين تزعم بأنهم يحملون فكرة الإرهاب الذي لا دين له، وهي كذبة من نسج خيال المؤسسة الإعلامية السعودية، فالإرهاب له دين مدعي وفكر وعقيدة، ومدرك على من تقع ضرباته الموجعة.

كما نطالب بإطلاق سراح شباب حماية المساجد الذين اعتقلوا بسبب تطوعهم لحماية مساجدهم من هجمات الإرهابيين.

لجان الحراك الشعبي
عضو تيار الحراك في شبه الجزيرة العربية
الثلاثاء 29 رمضان
5 يوليو/تموز 2016

 

 

 

 

 

 

 


103-10