ماذا بعد قطع طريق الكاستيلو؟

ماذا بعد قطع طريق الكاستيلو؟
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ - ٠٨:٠٠ بتوقيت غرينتش

مشهد ميداني جديد تشهده حلب منذ ايام يمكن وصفه بالتطور المفصلي، تمثل بقطع الجيش السوري لطريق الكاستيلو بموازاة عمليات متسرعة مضادة قامت بها الجماعات المسلحة على مواقع الجيش السوري في محور الكاستيلو وفي محاور مدينة حلب على خط التماس الفاصل بين الأحياء الشرقية والغربية، في محاولة لمنع الجيش من إكمال عملياته والضغط عليه في محاور أخرى.

ميدانيا، وصلت وحدات الجيش السوري الى مسافات قريبة من طريق الكاستيلو، وباتت قادرة على استهداف الطريق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتتفاوت نقاط السيطرة في اقترابها من الطريق بين 250 و400 متر وعلى جبهة عرضها حوالي 2.5 كلم حيث تتمركز وحدات الجيش السوري على منطقة الجرف الصخري.
نقاط اخرى من الضروري على الجيش السوري السيطرة عليها لضمان تثبيت قواته ومن ضمنها مرتفع الشويحنة، لضمان عدم نجاح اية موجات هجوم مضادة على غرار الهجوم الفاشل الذي نفذته جبهة النصرة وجماعات مسلحة أخرى وتكبدت فيه خسائر كبيرة اضطرت بعدها النصرة لإخلاء المنطقة، إلا أن هذا لا يعني أن الجماعات المسلحة لن تعاود الهجوم وبموجات أكبر من الموجة التي فشلت.
كما أن محاولات الهجوم في الأحياء الداخلية لمدينة حلب تعتبر نوعا من العمليات التي تندرج تحت ردة الفعل، والدليل أنها أدت الى خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، ما يدل أن الجيش السوري وحلفاءه تحسبوا لكل الإحتمالات بما فيها قيام الجماعات المسلحة بهجمات داخل المدينة. هذه الهجمات الفاشلة التي ترافقت مع حملة اكاذيب اعلامية تحدثت عن السيطرة على قلعة حلب ومن ثم الوصول الى القلعة والإنسحاب منها تؤكد فشل الهجمات، حيث لا يمكن لمن يستطيع الوصول الى القلعة والسيطرة عليها أن ينسحب منها.
في المباشر، نحن امام تطور مفصلي سيؤدي الى نتيجتين قريبة وبعيدة، حيث ستشكل النتيجة القريبة الى وضع الجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية داخل الطوق ما يضعف من قدراتهم بالتدريج خصوصا اذا ما كرروا عملياتهم الهجومية في الأحياء الداخلية لمدينة حلب، وبعيدة ستؤدي الى الوصول إما الى تسوية او انهيار ميداني، وفي كلتا الحالتين فإننا سنكون امام متغير جيوسياسي كبير سيرخي بظله على نتائج الحرب في كل سوريا.
وحتى اللحظة، لا يمكن اعتبار السيطرة على طريق الكاستيلو نهائية إلّا اذا سيطرت وحدات الجيش السوري على مساحات واسعة من الطريق مباشرة وليس بالنار، كما هو الحال حاليا.
ولتحقيق السيطرة المباشرة فإن وحدات الجيش السوري ستكون ملزمة بتأمين نطاق حماية لميمنة وميسرة القوات في اندفاعتها الحالية، والقيام أيضا بمناورات تحريك للجبهات الأخرى وعلى رأسها الريف الجنوبي الغربي لمنع الجماعات المسلّحة من تنفيذ اية هجمات باتجاه بلدة الحاضر، وكذلك في الريف الغربي للضغط على منطقة حلب الجديدة.
وبتقديري، فإن الجيش وحلفاءه سيقومون حكما بتنفيذ عمليات على مختلف الجبهات ومنها الإندفاع من نبل والزهراء جنوبا باتجاه عندان وحريتان بالتوازي مع اندفاعة اخرى من مزارع الملاح غربا لوضع حريتان وعندان في الطوق، وهذا يعني أن هاتين البلدتين إضافة الى كفرحمرة التي تعتبر نقطة ضغط كبيرة على شمال مدينة حلب ستكون معرضة للدخول في الطوق او الإنسحاب نحو الريف الغربي لمدينة حلب.
اندفاعة أخرى محتملة لإستعادة خان طومان وتل العيس والإندفاع هذه المرة نحو الايكاردا والزربة لقطع طريق الإمداد بين ادلب وارياف حلب الغربية والجنوبية الغربية، وهو عمل عسكري اذا حصل يمكننا حينها القول إن معركة حلب قد وصلت الى خواتيمها، وإن المعركة الكبرى في ادلب ستنطلق من الجنوب الغربي لحلب باتجاه سراقب فإدلب ومن جبال اللاذقية باتجاه سهل الغاب وجسر الشغور.
قد يبدو التوصيف الميداني للإحتمالات حالما بعض الشيء، إلّا أن تنفيذ هذه الإحتمالات لا مفر منه لرسم مشهد ميداني مختلف وإن كان الوقت هو العامل الحاسم في رسم المشهد الجديد.
وحتى يحين وقت الدخول في الإحتمالات الميدانية المذكورة اعلاه، فإنّ قطع طريق الكاستيلو بالسيطرة المباشرة وتحصين خطوط الدفاع في الأحياء الداخلية للمدينة، وكذلك الإنتباه من أية عمليات تستهدف طريق خناصر - حلب وخصوصا عند منطقة الراموسة على مدخل حلب الجنوبي.
*عمر معربوني ــ بيروت برس

102-4