إعدامات وقطع رقاب بالشوارع لجنود "انقلابيين" في تركيا

إعدامات وقطع رقاب بالشوارع لجنود
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

ذكرت تقارير اعلامية أن جنودا بالجيش التركي تعرضوا خلال محاولة الانقلاب الفاشل ليلة الجمعة لإساءة المعاملة أو حتى التنكيل بهم، في وقت شددت فيه دول عديدة على ضرورة ان تقوم السلطات التركية بـ"ضبط النفس وتجنب أي عنف أو إراقة دماء"، معبرة بشكل ضمني عن مخاوفها من عمليات انتقامية واسعة ضد الانقلابيين وخارج نطاق سلطة القانون التركي.

وبحسب "ميدل ايست اونلاين" أظهر أحد مقاطع الفيديو الذي يبدو أنه التقط على أحد جسور مضيق البوسفور في اسطنبول جنديا غارقا في دمائه ملقى على الأرض مضرجا في دمائه، بينما يقول ملتقط الفيديو بالتركية "قتلنا أربعة والآن نحن مع الخامس إنه كلب!"، بينما تسمع الطلقات.

وكان آخرون ينادون "الله أكبر" و"هؤلاء كفار" و"نفقوا!"، بينما داس العديدون الجندي الذي بدا ميتا.

ونشر المقطع المصور على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وذكرت صحيفة "سوزجو" المقربة من الجيش السبت أن مجموعة من الغوغاء الغاضبين قطعوا رقبة جندي في إسطنبول، إلا أن الخبر لم يتم تأكيده حتى الآن من جهات تركية مسؤولة.

وأظهرت لقطات أخرى كيف حاصر معارضو الانقلاب مدرعة، وصعد أحد المتظاهرين إلى ظهرها وركل الجندي الجالس داخل قمرتها.

وترددت أصوات تقول بالتركية "اضربه اضربه" بينما ناشد آخرون "إنه جندي توقفوا عن ذلك". وهرع شرطي في النهاية لمساعدة الجندي.

ونفذت مجموعة داخل الجيش وصفها المسؤولون الأتراك بالصغيرة محاولة انقلاب مساء الجمعة، ذكر أنها أدت إلى مقتل 161 شخصا على الأقل.

وتأتي هذه التقارير متزامنة مع ما بدا أنها مخاوف ضمنية من احتمال أن يتعرض الجنود الانقلابيون إلى عمليات انتقامية واسعة بعيدا عن المسارات القانونية الطبيعية لملاحقة مرتكبي جريمة الانقلاب العسكري، أبدتها دول غربية كبرى وهي تعلن مساندتها للشرعية السياسة الحاكمة في تركيا حيث لم تخل أغلب البيانات الصادرة عن هذه الدول من دعوة أنقرة إلى احترام حقوق الإنسان في حالات الجنود المعتلقين بتهمة تدبير انقلاب عسكري.

ودعا البيت الابيض "جميع الاطراف في تركيا إلى "ممارسة ضبط النفس وتجنب اي عنف او اراقة دماء".

وقالت المرشحة الديمقراطية الأميرية للانتخابات الرئاسية في أميركا هيلاري كلينتون "علينا ان نحض جميعا على الهدوء واحترام القوانين والمؤسسات وحقوق الانسان الاساسية والحريات، ودعم الحكومة المدنية المنتخبة ديموقراطيا".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت إن بلاده "تأمل في ان تخرج الديموقراطية التركية قوية بعد هذا الاختبار، وان يتم احترام الحريات الاساسية احتراما تاما".

وكتب رئيس حكومة بلجيكا شارل ميشال ووزير خارجيته ديدييه ريندرس في بيان مشترك ان "احترام المؤسسات الديموقراطية في تركيا ودعم دولة القانون والحريات الاساسية هي اساسية في اطار مواصلة العلاقات مع الاتحاد الاوربي".

وحث رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أنقرة على الالتزام بحكم القانون.

وقال شولتز "بقدر الحزن الذي سببته محاولة الانقلاب التي أدينها بأقوى العبارات ينبغي على الحكومة التركية ألا تستغل الفرصة لصالحها وتنتهك المبادئ الديمقراطية".

 

في الأثناء، أطلقت حكومة اردوغان العنان لقواتها الأمنية في ملاحقة المزيد من المتهمين بأنهم عناصر ضمن "الكيان الموازي"، في إشارة إلى جماعة رجل الدين المحافظ وعدو اردوغان اللدود المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك على خلفية اتهامهم بالمشاركة في تدبير عملية الانقلاب الفاشلة.

وقالت وكالة الاناضول الحكومية التركية السبت نقلا عن مصادر أمنية لم تسمها إنه تم توقيف قائد عام الجيش الثاني، اللواء آدم حدوتي، ورئيس أركانه عوني آنجون، على خلفية محاولة الانقلاب العسكري مساء أمس الجمعة.

كما ذكر التقرير أنه في إطار العمليات الأمنية التي تشنها السلطات، ضد المتهمين بالضلوع في المحاولة الانقلابية، أوقفت قوات الأمن 10 أشخاص بينهم أربعة جنود وضابطان برتبة عميد، في ولاية ملاطية وسط البلاد.

ومن جهتها أفادت محطة تلفزيون (سي.إن.إن.تورك) بأن الشرطة التركية اعتقلت السبت ألب أرسلان ألطان عضو المحكمة الدستورية أعلى محكمة في البلاد وهو أكبر شخصية قضائية بين عشرات من الناس اعتقلوا حتى الآن في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري.

وتقوم السلطات باعتقال جنود في مختلف أنحاء البلاد بعد المحاولة التي قام بها ضباط من الجيش في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، بينما تتم تهيئة الراي العام التركي والدولي لتفعيل عقوبة الإعدام التي وقع الغاؤها دستوريا في تركيا.

وأكد الرئيس التركي أمام حشد من أنصاره يهتفون مطالبين بتطبيق عقوبة الإعدام السبت إن مثل هذه المطالب قد تبحث في البرلمان.

وقال اردوغان إن محاولة الانقلاب نفذتها قلّة بالجيش. وبدا الرئيس التركي هادئا وعلت وجهه ابتسامة وكان يرفع إبهامه أمام أنصاره علامة على الانتصار بين الحين والآخر.

وأضاف "الجيش جيشنا وليس للهيكل الموازي.. أنا القائد الأعلى"، مشيرا إلى شبكة يقودها خصمه اللدود فتح الله غولن.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طالب أنصاره ليلة الجمعة/السبت الماضية بالنزول إلى الشوارع والاحتجاج على محاولة الانقلاب.

4