مجزرة الجيش ضد اتباع اهل البيت في نيجيريا كانت أكبر من أن يُغطى عليها

مجزرة الجيش ضد اتباع اهل البيت في نيجيريا كانت أكبر من أن يُغطى عليها
الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٨:٥٤ بتوقيت غرينتش

بعد إنكار صلف ووقح وتبريرات مضحكة وواهية استمرت نحو ثمانية اشهر، خلص تحقيق قضائي صدر يوم الأحد 31 تموز/ يوليو، أن الجيش النيجيري قتل 348 شخصا من اتباع اهل البيت في كانون الاول/ ديسمبر الماضي في مجزرة استمرت ثلاثة ايام، مر العالم من امامها مرور الكرام.

دعا التقرير ايضا الى محاكمة الجنود الذين نفذوا المجزرة بدم بارد على مدى ثلاثة ايام هي: 12 و13 و14 من شهر كانون الاول/ ديسمبر عام 2015 مستخدمين مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ضد الاف المواطنين من اتباع اهل البيت العزل في مدينة زاريا التابعة لولاية كادونا الشمالية، ودمروا حسينية “بقية الله” ومنزل الشيخ ابراهيم الزكزكي، الذي أصيب اصابات بالغة ومازال مصيره مجهولا الى الان.
جميع المؤشرات كانت تؤكد ان حجم وفظاعة المجزرة هي أكبر بكثير من ان تتستر عليها السلطات النيجيرية أو تغطيها، فلم تجد من خيار أمامها الا التضحية ولو شكليا ببعض الجنود لضرب عصفورين بحجر واحد، الأول الترويج لإستجابة السلطات لنتائج التحقيق وتأكيد تنفيذها للإصلاحات التي تعهدت بها، بعد الإنتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الجنود والتي اثارت ردود فعل دولية، والثاني محاولة امتصاص الغضب الذي يعتلج في صدور اتباع اهل البيت الذين يتعرضون للتمييز من قبل السلطات وللتنكيل من قبل الجيش.
التقرير الذي نزل كالصاعقة على قيادة الجيش النيجيري، جاء ليؤكد رواية اتباع اهل البيت وجماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، حول قيام الجيش النيجيري بتنفيذ مخطط قد أعد سلفا لقتل عدد كبير من اتباع اهل البيت بهدف إرعابهم، بعد التظاهرات المليونية التي نظمها اتباع اهل البيت في يوم القدس العالمي، وبعد مطالبتهم السلطات بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، والى وضع حد لممارسات الجماعات التكفيرية الارهابية الوهابية مثل “بوكوحرام”.
التقرير الذي دعا الى اتخاذ خطوات على الفور لتحديد أعضاء الجيش الذين شاركوا في عمليات القتل ومحاكمتهم، كشف كذب وزيف رواية الجيش النيجيري المضحكة حول قيام اتباع اهل البيت باعتراض سبيل رئيس أركان الجيش توكور بوراتاي وحاولوا اغتياله، فيما التقرير أكد ان عدد القتلى 348 شخصا، بينهم جندي نيجيري واحد!!، وما تبقى منهم!! اي 347 هم من اتباع اهل البيت، ودفنوا جميعا في مقبرة جماعية لإخفاء اثار الجريمة.
اذا كان اتباع اهل البيت يعدون العدة لاغتيال قائد الجيش، فلماذا قُتلوا بالمئات ودمرت حسينيتهم ومنزل شيخهم؟، لماذا لم يتمكنوا الا من قتل جندي واحد وهم الذين خططوا لعملية الاغتيال؟، أين هي اسلحتهم التي كانوا سيتخدمونها لدى اغتيال قائد الجيش؟، الم يفكروا بردة فعل الجيش عندما يقدمون على اغتيال قائده؟، الا يجب ان يحملوا السلاح للدفاع عن انفسهم بعد تنفيذهم عملية الاغتيال؟، اخيرا ما هو الهدف والمصلحة التي ستصب في صالح اتباع اهل البيت من وراء اغتيالهم لقائد الجيش؟، اليست السيرة والممارسة الهادئة والسلمية والعقلية لأتباع اهل البيت في نيجيريا تكذب قبل كل شيء هذه الرواية المضحكة المبكية لجيش قتل بدم بارد مواطنيه العزل بكل خسة ودناءة، وهو الذي يفترض ان يكون سورا لحمايتهم من عصابات بوكو حرام وباقي الجماعات التكفيرية الوهابية التي تغزو نيجيريا وتعيث فيها فسادا.
ان الفضيحة التي ستلاحق الجيش النيجيري، وانكشاف الدور المخزي والاجرامي لجهات صهيونية ووهابية تعمل على تحريض بعض ضباط الجيش النيجيري عبر مغريات مادية، لمواجهة ما أسموه بالخطر الذي يهدد الإمتدادين الصهيوني والوهابي في نيجيريا، اثبتتا بما لا يقبل الشك، مدى تاثير مظلومية الدماء التي اريقت ظلما وعدوانا لأتباع اهل البيت الأبرياء، وهي دماء لطالما انتصرت على السيف.

* شفقنا 

208-4