وثائق مسربة.. غالبية “الدواعش” لا يعرفون شيئا عن الإسلام

وثائق مسربة.. غالبية “الدواعش” لا يعرفون شيئا عن الإسلام
الخميس ١٨ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

الصعود المفاجئ لداعش في سوريا والعراق قبل عامين كان لغزا بدأت أسراره تتكشف شيئا فشيئا مع بدء أفول نجم الجماعة الارهابية الذي بشر يوما بفتح روما.

وبدأت الوثائق التي تركتها داعش في المناطق التي خسرتها في سوريا والعراق تكشف بعضا من خبايا الجماعة.

واستعرضت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مجموعة من الوثائق السرية، التي تكشف أن “داعش” تسعى لتجنيد العناصر، التي تعرف القليل عن الدين الإسلامي.

وقالت الصحيفة إن نموذج توظيف “داعش” يقيم المقاتلين الجدد من واحد إلى ثلاثة فيما يخص معرفتهم بالإسلام، حيث يتواجد المرشحون في مكان ما على الحدود السورية – التركية، وعادة ما يكونوا جهلة بالإسلام وتعاليمه.

ويكشف التقرير أن حوالي 70% من ارهابيي داعش أجابوا بأن معرفتهم عن الإسلام لا تتجاوز المعارف الأساسية، أي في درجة “واحد” على مقياس المتشددين.

وطبقا لشهادات بعض هؤلاء المجندين أمام محاكم أوروبية، والذين أُلقى القبض عليهم عند عودتهم من سوريا، قالوا إنه تم وضعهم من قبل متشددين من داعش في “منازل آمنة” وخصصوا لهم مقابلات شخصية مع أئمة يقومون بتلقينهم تعاليم الجماعة.

وقال مقاتل ألقي عليه القبض بعد عودته من سوريا، لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إنه أدرك “أنه في المكان الخطأ” عندما سألوه “بمن سنتصل حينما تقتل؟”.

وأضاف المقاتل، (32 عامًا)، أنه حينما انضم للجماعة كان يعتقد بأنه سيذهب لقتال الرئيس السوري بشار الأسد، ومساعدة السوريين المدنيين، وليس من أجل ما تسمى “الدولة الإسلامية”.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن هذا الأوروبي، الذي لديه بعض الأفعال الصبيانية، تجعله يبدو أصغر من عمره، ذهب إلى سوريا في العام 2014، وقال إن المقاتلين الجدد يتم إجبارهم على مشاهدة فيديوهات “داعش” عن الإسلام، ثم يعرضون على عدد من "الأئمة" لترديد الشهادة، ومن ثم يقطعون علاقاتهم بأسرهم، حيث يتم سحب الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم.

ووفقا لتحليل “أسوشييتد بريس”، فإن الوثائق تظهر أن  70% من المجندين في  المرتبة الأدنى أي أن معرفتهم بالشريعة حديثة وبدائية، بينما 24% يمتلكون معرفة معتدلة ومتوسطة، و5% متقدمون.

ويظهر هذا الاستنتاج أن الأشخاص الذين لديهم معرفة محدودة بـ"العقيدة الإسلامية"، أكثر عرضة للتجنيد من داعش من الذين لديهم "فهم وإيمان عميق."

تربية الأميين على مبادئ الجماعة

 

وأشارت الوثائق إلى أن الجماعة تعتمد على من هم أقل معرفة بالإسلام، حتى يكونوا أسهل في تقبل الأفكار المتطرفة، والتعاليم المشوهة عن الإسلام، والتي تتناسب مع أفكار وأهداف الجماعة الإرهابية في التوسع الإقليمي، والقيام بعمليات الذبح.

وتشترط الجماعة في قبول أعضاء جدد أن يكون لديهم علاقات واهية مع الدين، والدليل على ذلك، أن منفذ عملية “نيس” في فرنسا، الذي قتل 85 شخصا عبر شاحنة، وصف من قبل عائلته وجيرانه بأنه غير ميال للدين، حيث كان يقضي حياته ما بين تعاطي الخمور والرقص.

وقالت “أسوشيتد برس” إن الوثائق تثبت دخول 4030 مقاتلا أجنبيا في صفوف “داعش” بسوريا والعراق، في الفترة التي كانوا يسعون فيها إلى السيطرة والانتشار في البلدين عامي 2013 و 2014، وهي الفترة التي قدرت فيها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عدد عناصر الجماعة بما بين 20 إلى 31 ألف ارهابي.

ومن بين الوثائق المسربة، واحدة تكشف أن كل 9 من بين 10 شباب في مدينة ستراسبورج في شرق فرنسا، تم تجنيدهم من قبل رجل يدعى مراد فارس، وقال أحد هؤلاء الشباب ويسمى كريم محمد العقاد، إن الرجل استخدم معهم “النقاش السلس” من أجل اقناعهم بالانضمام لصفوف الجماعة.

وأضاف كريم أنه سافر برفقة شقيقه الأصغر وعدد من أصدقائه إلى سوريا في العام 2013، لافتا إلى أن اثنين توفيا في سوريا خلال الأشهر الأولى، بينما تمكن 7 من الهرب والعودة إلى باريس، من بينهم شقيقه محمد العقاد، الذي اعتقل حينما عاد إلى باريس، حيث كان واحدًا من الثلاثة الذين اقتحموا مسرح “باتاكلان” في 13 نوفمبر الماضي، أثناء عمليات باريس، التي أودت بحياة 130 شخصًا.

وأكد “كريم” للمحكمة، أن معرفته بالشريعة لا تتجاوز الأساسيات، وتم تجنيده عبر كلام معسول مع مجندين، وذلك قبل أن يُحكم عليه بالسجن 9 سنوات.

وقال محمد العقاد أمام المحكمة، إن معظم المشاعر المشتركة بين المهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا أنهم يوصفون بـ “عربي قذر” في فرنسا، وقال إنه غادر “داعش” بعد عدة أشهر من تواجده في سوريا، لأنه شعر بأنهم يعاملونه كمرتدٍ عن الدين.

وعندما سأله قاضي المحكمة مرارا حول حدود علمه بـ”الشريعة الإسلامية”، والقانون الإسلامي، وكيف تقوم داعش بتطبيقه، كان المتهم يجيب باستمرار: “لا أملك المعرفة للإجابة عن هذا السؤال”.

البحث عن الشهرة يقود للموت

بدوره اعتبر المسؤول السابق بوكالة الأمن المركزي الأمريكية باتريك سكينر أن سبب التحاق مثل هؤلاء بالجماعة يعود إلى رغبتهم في الشعور “بالانتماء، والشهرة، والإثارة”، مضيفا أن الدين بالنسبة إليهم “فكرة ثانوية”.

وأكد سكينر أن “المجندين” يعانون من أزمات تتعلق بالهوية، ويفتقدون إلى معرفة كافية بالإسلام لمعرفة الأفكار الصحيحة من الخاطئة.

ومن جانبه، قال محمد عبدالفضيل، عالم إسلامي يرأس وحدة اللغة العربية في جامعة الأزهر، التي تتعقب دعاية الجماعة الإرهابية، إن “داعش” تبث أفكارًا ومفاهيمَ “سطحية” حول الحلال والحرام، أو ما هو مسموح أو ممنوع في الإسلام، لافتًا إلى أن أفكارهم مضادة لأفكار الإسلام والشريعة، التي تحرم الإرهاب والقتل، وفرض الإسلام على غير المسلمين.

وكشف الأستاذ في جامعة أوكسفورد طارق رمضان، لوكالة أسوشيتد برس، أن معظم قيادات “داعش” شغلوا مناصب عليا في حزب البعث أثناء حكم الرئيس المقبور صدام، مشددا على “أهمية أن يرد المسلمون على فِكر “داعش” بطريقة واضحة ومفصّلة”.

المصدر: البلاد.نت + ارم نيوز
107-2