الايرانيون يحتجون على مقتل حجاجهم في منى والاخرون يدافعون عن ال سعود

الايرانيون يحتجون على مقتل حجاجهم في منى والاخرون يدافعون عن ال سعود
السبت ١٠ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

هل ان احتجاج ايران على مقتل 464 من حجاجها في منى خلال موسم الحج الماضي ومطالبتها حكام السعودية بالكشف عن اسباب مقتل الاف الحجاج الايرانيين وغير الايرانيين امر غير مقبول من قبل الدول العربية الخليجية ولماذا يعتبر بعض الحكام الخليجيين المتعاطفين مع ال سعود تصريحات المسوولين الايرانيين حول مقتل الحجاج الايرانيين والالاف من حجاج البلدان العربية والاسلامية غير مقبولة ؟ الا يعتبر تحيزهم لال سعود وتجاهلهم ازهاق ارواح الالاف من ضيوف الرحمن في منى امرا مرفوضا لا يقبله عقل ولا شرع ولا قانون؟

ان تحيز هولاء الى النظام السعودي وصمتهم تجاه ازهاق ارواح الاف الحجاج في منى ناجم عن تعصبهم الاعمى وعدم شعورهم بالمسوولية امام الشعوب والاصرار على اهلية  ال سعود في ادارة موسم الحج ، والا لما كان هولاء ينحازون الى نظام تساهل في مقتل الاف الحجاج دون ان يصدر تصريح يشرح فيه اسباب كارثة  منى او ان يعتذر عن مقتلهم أو يقبل مسووليته على الاقل وان يدفع غرامة لهم .

ان من العجب العجاب ان يقوم نائب  وزير الخارجية الكويتي  خالد الجارالله  باصدار بيان يمدح فيه حكام ال  سعود ويتجاهل مقتل الالاف من الحجاج في منى  ويكرر كذبا ما يدعيه نظام ال سعود  من ان " العالم الاسلامي  يدرك مدى الجهود التي  تبذلها المملكة  في خدمة المشاعر المقدسة في موسم الحج وطيلة ايام العام".

ان  المسوول الكويتي مجبر على مدح ال سعود لان لهم فضل على اسياده وخاصه امير الكويت الحالي الذي هرب من الكويت بعد دخول القوات العراقية اليها ولجا الى اصدقائه السعوديين خوفا من قوات صدام حسين الذي  تلقى على مدى ثماني سنوات من حربه الظالمة على ايران مليارات الدولارات من شيوخ الكويت والسعودية وباقي دول الخليج  الفارسي ولكنه تجاهل دعم هولاء الشيوخ وهاجم الكويت وشعبها ولولا الامريكان لما تمكن امير الكويت العودة الى بلاده  ومواصلة حكمه .

ان شيوخ الكويت ووسائل اعلامهم نسوا او تناسوا كيف كانوا يمدحون صدام قبل وأثناء الحرب ويهاجموا ايران ولكن ايران تجاهلت اساءاتهم لها  ودعمت الكويت وشعبها عند هجوم صدام على هذه الامارة الناكرة للجميل .وها هم حكام الكويت يكررون اخطاءهم  من جديد ويهاجمون ايران بسبب كشفها الحقائق عن ال سعود  وما قاموا به من جرائم بحق الحجاج المسلمين سواء من الايرانيين او العرب وغير العرب.
ان النائب الكويتي عبد الحميد الدشتي كان شجاعا في قول الحق وقد فضح ال سعود وجرائمهم بحق الشعب اليمني ورأينا ان السلطات الكويتية من اذيال ال سعود قد حاكموه غيابيا ورفعوا عنه الحصانة البرلمانية وطلبوا من الشرطة الدولية احضاره الى الكويت لمحاكمته بسبب قوله كلمة حق في وجه سلطان ظالم.
ان التاريخ سيسجل على السلطات الكويتية والخليجية التي هالها كلمة حق قالها المسوولون الايرانيون عن جرائم ال سعود ، وقوفهم تجاه الحق ودعمهم لال سعود الذين لم يحترموا ضيوف الرحمن وكانوا سببا في ازهاق ارواح الالاف منهم .

فمما قاله مرشد ايران اية الله علي خامنئي عن فاجعة منى" : إن الامة الاسلامیة أصابها الحزن الشدید فی حادثة منى، حیث استشهد 7 الى 8 آلاف حاج، الا ان الدول الاخرى باستثناء ایران التزمت الصمت.. ان هذا الصمت بلاء عظیم ابتلیت به الشعوب الاسلامیة، وهذه مصیبة کبرى للأمة الاسلامیة.
وأضاف سماحته: علینا ان نعلم انه فی کارثة منى والحوادث المشابهة فإن القوى الداعمة لآل سعود هی شریکة فی الجریمة. ان ید امیرکا ملطخة بدماء شهداء منى، فبدعم من امیرکا ارتکب اولئک (آل سعود) هذه الجریمة النکراء، دون ان یعتذروا، کما ان الامیرکان شرکاء فی الجریمة ایضا فی جرائم السعودیة فی الیمن والعراق والبحرین وسوریا.

وتابع المرشد : إن الدعم الامیرکی هو الذی یشجع هؤلاء الصلفین على ارتکاب هکذا خیانة ویطعنون قلب الامة الاسلامیة بالخنجر غدرا.
ووصف سماحته  کارثة منى بأنها إثبات متجدد لعدم کفاءة هذه الشجرة الخبیثة الملعونة فی التصدی لإدارة الحرمین الشریفین، وقال: لو کانوا صادقین ولم یکونوا مقصرین فی هذه الحادثة، فلیدعوا لجنة اسلامیة ودولیة لتقصی الحقائق ودراستها عن کثب.

ووصف  آیة الله الخامنئی حادثة منى واستشهاد 464 حاجا ايرانيا  خلال أدائهم لمراسم هذه العبادة مع معاناتهم من العطش وتحت اشعة الشمس الحارقة، بأنها حادثة مؤلمة ولا یمکن نسیانها، مضیفاً: إن هذه الحادثة تتضمن ابعادا مختلفة وتتطلب تبیینا من الناحیة السیاسیة والاجتماعیة والاخلاقیة والدینیة، ولا ینبغی نسیان هذه الابعاد.
وتابع سماحته: في العام الماضی، کان من الصعب جدا على الأسر ان تتلقى خبر وفاة اعزائها وعودة جثامینهم ولکن في مقابل هذه المصیبة، فإن الالتفات الى أن هؤلاء الاعزاء هم في ظل مغفرة الله ورحمته ونعمته کما الشهداء، قد یکون مدعاة للعزاء والطمأنینة.

واعتبر المرشد :  ان امتناع حکام السعودیة عن تقدیم ولو اعتذار شفهی یجسد ذروة صلافتهم وعدم حیائهم، مضیفا: حتى اذا لم یکن هنالک عمد في القضیة، فإن عدم الکفاءة والتدبیر یعد جرما بالنسبة لمجموعة سیاسیة حاکمة.
وتساءل سماحته: عندما یعجز نظام عن إدارة شؤون ضیوف الرحمن بینما تدر علیه الکثیر من العائدات، فما الضمان لعدم وقوع احداث مشابهة لکارثة منى في اوقات مماثلة؟ مضیفا: إن الشعب الایراني یقف بشجاعة امام حماقة وضلال آل سعود ویبین مواقفه القرآنیة الحقة بفخر وصراحة، وعلى الشعوب والدول الاخرى ایضا أن تتحلى بالشجاعة وتأخذ بتلابیب آل سعود.
ولفت مرشد ايران  الى ان عدم کفاءة آل سعود وانعدام الامن المفروض من قبلهم على حجاج بیت الله الحرام، یشیر حقا الى ان هذه الحکومة غیر جدیرة بالتصدي لإدارة الحرمین الشریفین، وهذه الحقیقة ینبغي ان تروج وتتکرس في العالم الاسلامي.

وأوضح آیة الله الخامنئي ان جانبا آخر من کارثة منى یتجسد في الصمت القاتل للمتشدقین بحقوق الانسان، وأشار الى الضجة السیاسیة والاعلامیة للمنظمات المتشدقة بالدفاع عن حقوق الانسان تجاه الاحکام القضائیة الصادرة في بعض الدول، وقال: إن الصمت المطبق امام تقصیر حکومة في أداء واجباتها ومصرع 7 آلاف انسان مظلوم بريء، یفضح الهویة المزیفة للمتشدقین بحقوق الانسان، وعلى الذین مازالوا یبنون آمالهم على هذه المنظمات الدولیة ان یتعظوا ویتعلموا الدرس من هذه الحقیقة المریرة.

واعتبر  آیة الله الخامنئي ان تشکیل لجنة لتقصی الحقائق هو من جملة المهام الواجبة والضرورة للدول الاسلامیة والمتشدقین بحقوق الانسان، وقال: رغم مضی سنة کاملة على ذلک الحادث المحزن، فإن دراسة الوثائق المکتوبة والمسموعة والمرئیة، تکشف حقائق الحادث الى حد کبیر، وأکد على مسؤولی البلاد ان یتابعوا بجدیة تشکیل لجنة لتقصي الحقائق، واضاف: لو کان آل سعود غیر مقصرین في هذا الحادث کما یزعمون، فلیدعوا لجنة تقصي الحقائق ان تتابع القضیة عن کثب.

وفي جانب آخر من کلمته، اشار آیة الله الخامنئي الى محاولات الاجهزة الاعلامیة العمیلة للإیحاء بأن جریمة منى نموذج من الصراع بين الشیعة والسنة او بين العرب وغیر العرب، وقال: إن الابواق الاعلامیة الداعمة للنظام السعودي وفیما تکرر هذه الاکذوبة، فإن اکثر من 7 آلاف شهید في منى، بمن فیهم عدد من الحجاج الایرانیین هم من اهل السنة، مضیفا: إن آل سعود وصنیعتهم من الارهابیین القساة یقتلون العرب في الیمن وسوریا والعراق لذلک وخلافا للدعایات الغربیة الخبیثة، فإن السعودیین لا یدافعون عن الشعوب العربیة، وان حادثة منى لا صلة لها بالصراع الاعلامی المزعوم بین العرب وغیر العرب.
وأکد ا لمرشد: حقیقة الامر هي ان آل سعود المنبوذین یشکلون جماعة داخل العالم الاسلامي، بعضهم عن عمد وبعضهم عن غیر عمد یمارسون العداء للمسلمین، وعلى العالم الاسلامی ان یقف بوجههم، وان یعلن البراءة من أسیاد السعودیین أي امیرکا وبریطانیا.

وفي الختام، دعا آیة الله الخامنئي مختلف الاجهزة بما فیها وزارة الخارجیة وبعثة الحج ومنظمة الحج ومؤسسة الشهید الى ان تؤدي واجباتها تجاه کارثة منى الفادحة وان تتابعها بکل جدیة" .
فوسائل الاعلام العربية التابعة للانظمة ومنها الكويتية شجبت تصريحات المسوولين الايرانين  وادرجت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وقوله ان الايرانيين يريدون خلق امبراطورية فارسية  كما تحدث اثنان من اعضاء البرلمان الكويتي عن خدمات ال سعود في خدمة الحجاج دون الاشارة الى فاجعة منى .

ولا عجب ان يصدر مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية التابعة لال سعود وتتلقى الرشي منهم ، بيانات تدين ايران وتشيد بالنظام السعودي الذي كما زعما تتولى ادارة الحج وتخدم ضيوف الرحمن .
ومن سخريات القدر ان "  تدعو هيئة كبار العلماء في السعودية في بيانها الصادر يوم الخميس الماضي جميع المسلمين في العالم للاصطفاف مع المملكة لادانة ما وصفتها بالتصرفات غير المسوولة من قبل النظام الايراني في الحج" .بينما لم يشارك الحجاج الايرانيون هذا العام في مراسم الحج . فالمطالب الايرانية مطالب  حقة تدعو الى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق وكشف اسباب فاجعة منى وهذا حق كل دولة فقدت اكثر من اربعمائة حاج اثناء مراسم الحج.

السلطات السعودية تدعي بان الايرانيين ارادوا تسييس الحج ولكنها رفضت ذلك ولكن الواقع يقول بان السعوديين رفضوا طلبا ايرانيا بالكشف عن اسباب حادثة منى وكان ذلك شرطا لمشاركة الايرانيين في اداء فريضة  الحج هذا العام .ونضيف هنا معلومة وهي ان عددا  كبيرا من الايرانيين  امتنعوا من  تسجيل اسمائهم للمشاركة في موسم الحج هذا العام خوفا من تكرار فاجعة منى . وقد سجل 14 الف ايراني من مجموع 60 الف ايراني للمشاركة   في الحج .

ان السلطات السعودية تسيس مراسم الحج وتتهم ايران بتسييس المراسم ، ودليلنا على ذلك انها  منعت اليمنيين والسوريين  من غير الموالين للجماعات المسلحة الموالية لنظام الرياض من المشاركة في مراسم الحج .ويعلق عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة " راي اليوم " على ذلك بالقول :" ان غياب حجاج ايرانيين ويمنيين وسوريين وعراقيين ومعظم هولاء من دول تختلف معها المملكة سياسيا يلقي بظلال الشك حول اهلية المملكة للاشراف على ترتيب هذا الموسم ويثبت الاتهامات بتسييسها للحج" .

ان ايران لن تترك السلطات السعودية دون محاسبة على جريمتها البشعة في قتل الحجاج ، فقد اعلن قائد قوات الشرطة الايرانية الجنرال حسين اشتري بان ايران قدمت شكوى عن طريق الشرطة الدولية الانتربول ضد حكام ال سعود وارسلت الشكوى الى السعودية وسوف تتابع الامر دوليا .

* شاكر كسرائي
213