المحكمة الجنائية الدولية تعتبر تدمير التراث "جريمة حرب+فيديو

الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

(العالم) 2016/09/27 - في سابقة هي الاولى نوعها، قضت المحكمة الجنائية الدولية بالسجن تسع سنوات على احمد الفقي وهو احد التكفيريين المسلحين، واحد زعماء ما يسمى بحركة انصار الدين الذين شاركوا في تدمير الآثار الإسلامية في مدينة تمبكتو عاصمة مالي.

وتعود القضية الى عام الفين واثني عشر عندما سيطرت مجموعة مرتبطة بجماعة القاعدة على شمالي مالي... وحسب افكارهم التي تدل على مصادرها الوهابية فإن مجموعة من المسلحين قاموا بتدمير اضرحة ومساجد تعود الى ما قبل عشرات السنين.

وازاء هذه الصور اصدرت المحكمة الدولية مذكرة بالقبض على الفقي لتقوم حكومة النيجر التي ساعدتها قوات فرنسية بطرد تلك الجماعات من تومبكتو، بتسليمه للمحكمة.

يذكر ان مدينة تمبكتوو مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي عام ثمانية وثمانين، ولعبت المدينة دورا في نشر الإسلام في غربي أفريقيا.

وهذه السابقة بتاريخ المحكمة الدولية قد تفتح الباب امام محاكمات لارهابيين من داعش والنصرة وغيرها ،ولداعميهم للمثول امام المحكمة لجرائم تتعلق بتدمير الارث التاريخي الاسلامي والمسيحي وغيره من الاثار التاريخية في سوريا والعراق.

ومن تلك الافكار الهدامة التي تتبناها جماعات تكفيرية ،يفتح الباب واسعا على خطر الوهابية على التراث الاسلامي وغيرها من الارث الثقافي في المنطقة.

ولا تبدو هنا الاماكن المقدسة في السعودية بعيدة عن هذا الخطر ..فهم يسعون لهدم قبر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم استنادا الى فتاوى تكفيرية تقضي برحمة زيارة القبور ،وقد هدموا بالفعل اضرحة ومساجد ومنازل.

وبحسب صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر في الخامس عشر من اذار/مارس الفين وثلاثة عشر ،فإن عمليات التخريب للتراث الإسلامي والإنساني في السعودية بحجج التوسيع ، قد شملت خمسة وتسعين بالمئة من آثار مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي تعود لألف عام،محذرة من ان تلك الاعمال ستقود الى تدمير الارث الثقافي والتاريخي لتلك الاماكن.

وربما تكون هذه المعلومات التي جاءت على صدر جريدة الكون عام خمسة وعشرين من القرن الماضي،خير دليل على ما دأبت عليه سلطات ال سعود في سعيها الحثيث لتدمير قبور الصحابة والاثار الدينية التاريخية.

وبحجة أعمال توسيع الحرمين المكي والنبوي الشريفين والتي تشمل ثلاثة مساجد، لم يبق من المساجد السبعة القديمة التي بنيت احتفالاً بغزوة الخندق سوى اثنين فقط، بالإضافة إلى الجزء الغربي حيث يقع مرقد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقبور عدد من الصحابة ومسجد الغمامة.

وفي عصرنا الحديث لا تزال الذاكرة تحفل بجرائم الاضرحة والكنائس والمعابد والاثار التاريخية والحضارية التي قامت بها القاعدة وداعش والنصرة والجماعات التكفيرية الاخرى المحسوبة على الوهابية ابتداء من افغانستان مرورا بالعراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر ومالي ونيجيريا وغيرها.

وكان ديدن المجرمين نبش القبور وبينهم قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في سوريا.

5