استنكار واسع لـ"رثاء" خالد آل خليفة لمجرم الحرب "بيريز"

استنكار واسع لـ
الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

أثارت تغريدة عزاء في رئيس الاحتلال الأسبق، شيمون بيريز، ردود فعل غاضبة تجاه وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة.

وكتب آل خليفة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "ارقد بسلام أيها الرئيس شيمون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال صعب المنال في الشرق الأوسط".

ونشر وزير الخارجية تغريدته باللغة الإنجليزية حصرا؛ لكن أغلب التعليقات جاءت باللغة العربية، وتحمل أغلبيتها العظمى هجومًا حادًا على خالد آل خليفة.

واستنكر المعلقون عزاء وزير خارجية دولة عربية ومسلمة في شخصية صهيونية مسؤولة تاريخيا عن مذبحة قانا في لبنان، والعديد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

وكتب باسم فاضل خليل: "كيف يرقد بسلام وصرخات الأمهات الثكالى تطارده؟ كيف يرقد بسلام ودماء الشهداء في فلسطين ولبنان تستصرخ الانتقام؟!".

ورد مغرد آخر، يعرف نفسه باسم مراد: "تترحم على مرتكب مجزرة قانا في جنوب لبنان؟ تترحم على من أسهم في تهجير شعب عربي من أرضه؟ تترحم على قيادي في كيان محتل عنصري؟!".

وأضاف عبد الوهاب العريفان: "رجل الحرب! الحرب التي قتل وذبح فيها العرب والمسلمين!!"، فيما طالب المغرد "حسن الشارقي" الوزير بحذف التغريدة والاعتذار للشعب الفلسطيني وشهدائه.

ومات بيريز امس الأربعاء عن 93 عاما بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية، وهو الشخصية الأخيرة من جيل مؤسسي الكيان الاسرائيلي.

هذا وشنّ معارضون بحرينيون هجومًا واسعًا على وزير خارجية البحرين، بعد نشره "رثاء" لبيريز، وكان لافتا أن الاستنكار أخذ مساحة أكبر في أوساط السياسيين الديمقراطيين، واتسم بلغة "مباشرة" واستهجان واضح.

وعلق القيادي في المعارضة إبراهيم شريف على الـ"رثاء" قائلاً "إن المطبّعين يتسابقون على رثاء القاتل المحتل، وأحد مؤسسي دول الكيان العنصري باعتباره رجل سلام".

شريف، الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، ربط "رثاء" الوزير بالوضع غير الديمقراطي في البحرين، وقال "عندما لا تكون لديك حكومة منتخبة، وبرلمان كامل الصلاحية، ومحاسبة جادة للوزراء؛ تكون النتيجة تغريدة الوزير، وغزل اللوبي الصهيوني، لترضى عنك أميركا".

أمين عام الجمعية، رضي الموسوي، وصف ما قام به الوزير من رثاء لمجرم الحرب بيريز بأنه أمر "معيب"، وربط "الهرولة" لتقديم التعازي بقانون "جاستا" الذي أقره الكونغرس ومجلس النواب الأميركي لملاحقة السعودية على خلفية هجمات ١١ ايلول، وأكد بأن "شعب البحرين يرى في بيريز قاتلا ومجرم حرب ينبغي محاكمته بمحكمة العدل الدولية، ومن يقول غير ذلك لا يمثل الشعب البحريني وعليه الاعتذار".

رئيس اللجنة المركزية في جمعية (وعد)، يوسف الخاجة، شن بدوره هجوما على الوزير، وخاطبه "طول عمرك صاحب واجب.. بس للأعداء"، وتساءل الخاجة وهو يتوجه للوزير: "ما الفرق بين من يرفرف علم العدو الصهيوني فوق سفارة في بلده، وبين من يرفرف في قلبه".

رئيس شورى جمعية الوفاق (المغلقة) السيد جميل كاظم استنكر بدوره ما نشره الوزير الخليفي، وأكد بأن "بيريز مجرم حرب" ووصف "الترحم عليه" والمسارعة لرثائه والمشاركة في جنازته بأنه "من الهوان" الذي يُراد منه "كسب ود الأعداء".

وقال كاظم إن "محاولة بعض المسؤولين في العالم الإسلامي تحويل قبلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب إلى وجهة طائفية أو أثنية أو مصلحية في الأمة؛ لن تفلح"، وشدد على أن "الكيان الصهيوني" لن يتحول "إلى صديق حميم في وعي الشعوب التي لها خياراتها".

وقد عبر المدونون في البحرين عن "استياء" واسع ضد الوزير الخليفي، مشيرين إلى أن "تعازيه" بموت بيريز يؤكد العلاقة بين النظام الخليفي و"إسرائيل"، وهي علاقة أفصح عنها الحاكم الخليفي، حمد عيسى، في تصريحات سابقة خلال لقائه لعدد من الحاخامات اليهود في المنامة، كما أكد مسؤولون إسرائيليون هذه العلاقات، مشيرين إلى أن "تل أبيب" تدعم الكيانات الخليجية "المعتدلة" في السعودية والبحرين في مواجهة "الخطر الإيراني".

108