بانوراما؛ عام على انتفاضة الاقصى وهز الامن الاسرائيلي

الأحد ٠٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

بانوراما-(العالم)-02-10-2016- عام على انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال وبدء سلسلة المواجهات والعمليات النوعية والتضحيات الكبيرة التي ارهقت سلطات الاحتلال الاسرائيلية، التي لم تجد الى الان وسيلة لوقفها او اجهاضها. ومن التوقعات الاسرائيلية لمسؤولين صبت جميعها في وعاء التشاؤم، تستمر الانتفاضة قوية وقد وصلت تداعياتها لتدفع قياديين في كيان الاحتلال لاطلاق التحذيرات حيال المستقبل.

شمعة اولى في مسيرة انتفاضة القدس بوتيرة نابضة كانطلاقتها.. في مطلع تشرين الاول/اوكتوبر العام الماضي ومن يومياتها الجريئة دخلت الانتفاضة التاريخ.. وبعملية  ايتمار قرب نابلس، عندما قام شابان فلسطينيان بقتل ضابط استخبارات اسرائيلي وزوجته بالرصاص قرب مستوطنة ايتمار ردا على جريمة احراق المستوطنين لعائلة الدوابشة في قرية دوما بنابلس.

وتوالت العمليات النوعية كعملية الشهيد مهند الحلبي الذي طعن مستوطنا واستولى على سلاحه بالقدس المحتلة، وشرع باطلاق النار ما ادى لمقتل مستوطنين اثنين وجرح اخرين.. وعملية ديزنكوف في قلب تل ابيب في الاول من كانون الثاني/يناير من العام الجاري عندما قام الشاب نشأت ملحم من سكان قرية عرعرة باراضي الثماني والاربعين، باطلاق النار ونجح بقتل مستوطنين اثنين وجرح ثمانية اخرين.. كما وهذه الفتاة الفلسطينية التي طعنت ضابطا اسرائيليا بكل شجاعة وجرأة.. وغيرها من العمليات البطولية والنوعية.. 

وبحسب احصائيات اسرائيلية فقد بلغ عدد العمليات الفلسطينية 282، شملت 166 عملية طعن ، 82 عملية اطلاق نار، 29 عملية دهس، و5 عمليات القاء عبوات ناسفة.

وقد ادت تلك العمليات الى مقتل 40 اسرائيليا - مستوطنين وعسكريين-  وسقوط 672 جريحا.

وبحسب المركز الفلسطيني للاعلام فإن حصيلة تلك الانتفاضة كانت استشهاد 249 فلسطينيا تصدرتهم مدينة الخليل بسبع وسبعين شهيدا، فيما بلغ عدد الاصابات نحو 18 الفا و300 توزعت بين الضفة الغربية والقدس الشريف والاراضي المحتلة عام ثمانية واربعين.

وارتفع بشكل واضح حجم الاعتقالات في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث بلغ عدد المعتقلين نحو 8 الاف و500 أسير وأسيرة، 45 بالمئة منهم هم اطفال.

الانتفاضة الفلسطينية وعلى بساطة السلاح المستخدم فيها ثبتت معادلة جديدة على الارض، فهي اكدت استمرار حالة رفض الاحتلال على الرغم من المحاولات الرسمية لاعادة احياء مسار التسوية.. كما اعادت تلك العمليات الاعتبار للشعب الفلسطيني في مقاومته وهويته، وقد افرزت جيلا جديدا من المقاومين الرافضين لاتفاق اوسلو، بينما العرب مشغولون في التقرب من كيان الاحتلال والتطبيع معه، وقد اصبحت القضية الفلسطينية في ادراج النسيان.

وتركت انتفاضة القدس تأثيرات بالغة على كيان الاحتلال على كافة الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية.. وقد أبدى رئيس الموساد الاسرائيلي الأسبق إفرايم هليفي قلقه البالغ من فقدان اليهود أغلبيتهم العددية في فلسطين المحتلة ومن تحولهم مجددا لأقلية، في ظل الانتفاضة المستمرة..

ولم يبتعد عنه وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون بعيد انطلاقة الانتفاضة بشهرين تقريبا، الذي قال انه لا يمكن وضع حّد لانتفاضة القدس، مستبعدا ان تخمد في ظل المعطيات الموجودة.

2