سجال الموصل.. تحرير القرار العراقي قبل المعركة

سجال الموصل.. تحرير القرار العراقي قبل المعركة
السبت ١٥ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

لربما خلال اسبوع او اسبوعين قادمين يصدر القرار ببدئ معركة الموصل وانهاء «دولة الخلافة» الداعشية السعودية - التركية.. فالاستعدادات اللوجستية على نهايتها لكن الجدل الاستخباري والاتفاقات الاقليمية التي تحاول مصادرة القرار العراقي لم تكتمل بعد.

تركيا والسعودية ومن معهم من الدول الاقليمية التي تدير الارهاب وخلفهم من دول كبرى، السيناريو لديهم واضح، فرقعة، على غرار ما جرى في جرابلس واكبر منها بتطبيل العربية والجزيرة وسكاي نيوز وسي ان ان وبي بي سي و... الخ.

مجرد عملية واستلام وتسليم من قيادة "داعش" وخليفته، اما القاعدة والعناصر فسوف يقسمون الى عدة اقسام:

1. منهم من يذهب الى سوريا لقتال الحكومة والمقاومة بتنسيق سعودي ـ تركي ـ أميركي.
2. منهم من ينظوي تحت لواء الحرس الوطني (او حرس نينوى) بقيادة آل النجيفي المتهمون اساساً بتسليم الموصل الى داعش صيف 2014.
3. منهم من ينقل الى اليمن لقتال الحوثيين والجيش اليمني دفاعاً عن المملكة السعودية، مرضعتهم الوهابية الكبرى!
4. وبعضهم وخاصة الاوروبيين منهم يقتلون لكي لا يعودوا ويشكلوا خطرا على اوروبا واميركا.

اما الموصل فستتحول الى عاصمة ثالثة في العراق بعد بغداد واربيل، تتقاسم ثروات المساكين من غالبية أهل العراق (أهل الجنوب) وتشاركهم في قرارهم الوطني لمجرد يحملون اسم اقليم عراقي تكون مهمته اضعاف العراق وتقسيمه ووضع حجر الاساس لدولة "سني ستان" القادمة، وايضاً اجهاض مشروع الدولة الكردية الكبرى الذي ستعارضه تركيا ضمن مجموعة حلفاء اميركا.

لكن هذا السيناريو الذي يصرّ عليه الاتراك والاكراد (من أجل تبرير نزعتهم الانفصالية) والسعوديون والاماراتيون والاردنيون والاسرائيليون والاميركان والفرنسيون والبريطانيون، يواجه عقبة كبيرة اسمها الحشد الشعبي العراقي.. هذه القوة التي اجهضت احلامهم في الفلوجة وقبلها في الانبار وصلاح الدين وديالى...

لذلك هم يتحدثون عن مخاوف من تطهير مذهبي والحال ان التطهير المذهبي قام به منذ سقوط نظام صدام حلفائهم وعملائهم باسم "القاعدة" و"داعش".. ويتحدثون عن مخاوف من تغيير ديموغرافي، في حين انهم هم الذين قاموا بتغيرات ديموغرافية يحاول الحشد الشعبي تصحيحها واعادت المكونات المهجرة الى مدنها وقصباتها وبيوتها، والتي قتلت وسبيت على يد "داعش".. من تركمان في تلعفر وشبك اطراف الموصل وايزديين في سنجار وغيرها.

هم يخافون ان يقوم الحشد الشعبي والقوات العسكرية العراقية بتدمير ارتال "داعش" التي يريدون اخراجها من الموصل نحو سوريا (الرقة وديرالزور) كما حصل في ضرب الرتل الداعشي الذي حاولوا تهريبه بالتعاون مع الاميركان وبعض العملاء المتعاونيين معهم في اجهزة الدولة من الفلوجة نحو الاراضي السورية، بعد تحرير الفلوجة، والذي قام الحشد الشعبي والقوة الجوية العراقية بتدميره...

لقد ظهر للعيان مدى ارتباط هؤلاء (تركيا والسعودية والاميركان ومن معهم) بداعش، واتضح جلياً صدق جميع المعطيات والتحليلات التي قلناها منذ ظهور داعش والقاعدة، وان عملية احتلال الموصل كان هدفها ضرب مسيرة العراق الجديد في اقامة حكومة وطنية واسقاط نتائج العملية الديمقراطية.. وللأسف انجرّ معها بعض المغفلين وانساق بجانبها اصحاب المصالح الخاصة.. ولولا فتوى المرجعية وظهور الحشد الشعبي لكنّا اليوم نتحدث عن تحرير بغداد من الدواعش!

ان تحرير الموصل لا يمثل شيئاً في مقابل تحرير القرار العراقي الوطني من أسر التبعية.. لذلك فأن الوقوف في مواجهة الصلف والعنجهية التركية والسعودية وتفعيل مذكرة القاء القبض على ابي رغال الموصل (اثيل النجيفي) ومطالبة الاقليم الكردي بتسليم الارهابيين والمتعاونيين مع "داعش" لديه، وهو الجزء الأهم في معركة تحرير الموصل، بل تحرير العراق بأسره.. فليس من المعقول ان تحرر الموصل من "داعش" ليحتلها التركي والسعودي!


بقلم: علاء الرضائي

106-3