كيف ردت "جمهوريت" على اعتقال السلطات التركية لرئيس تحريرها؟

كيف ردت
الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

اكدت صحيفة "جمهوريت" التركية المعارضة الكبرى الاثنين انها "لن تستسلم" ردا على توقيف الشرطة رئيس تحريرها وعددا من صحافييها صباحا، بعدما اصبحت مستهدفة من الرئيس رجب طيب اردوغان اثر كشفها قضايا محرجة للسلطات.

واعلنت "جمهورييت" ان نحو 12 من مسؤوليها وصحافييها بينهم رئيس التحرير مراد صابونجو اعتقلوا وما زالوا موقوفين قيد التحقيق ظهر الاثنين. واضافت ان 16 مذكرة توقيف صدرت بحق صحافيين ومسؤولين في الصحيفة.
وكتبت الصحيفة على موقعها الاثنين "لن نستسلم" مضيفة "رغم توقيف مدراء وصحافيين في +جمهورييت+ فصحيفتنا ستناضل حتى النهاية من اجل الديموقراطية والحرية".
وتوقيف هؤلاء هو الاجراء الاخير من نوعه في اطار حملة التطهير الواسعة في تركيا منذ محاولة الانقلاب في منتصف تموز/يوليو، وطالت الصحافة بقسوة.
اوضح بيان لنيابة اسطنبول نقلته وكالة الاناضول، ان اعتقال هؤلاء الاشخاص يجري باطار تحقيق في "نشاطات ارهابية" مرتبطة بحركة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل، وبحزب العمال الكردستاني.
وردت الصحيفة مؤكدة ان "يومية +جمهورييت+ صحيفة، والصحافة ليست جريمة" مضيفة "ندين بقوة الاعمال التي تهدف لوقف نشر صحيفتنا".
وصرح نائب رئيس الحكومة التركية نعمان كورتولموش ان التحقيق لا يستهدف الصحافيين بل المؤسسة الصحافية.
تأتي هذه التوقيفات بعد يومين على نشر مرسوم في الجريدة الرسمية ينص على اقالة 10 الاف موظف اضافي واغلاق 15 وسيلة اعلام من صحف ومجلات ووكالات انباء معظمها متمركزة في جنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان اكراد.
كما صدرت مذكرة توقيف بحق الكاتب في "جمهورييت" قدري غورسيل عضو المعهد الدولي للصحافة. وفتشت الشرطة منازل عدد من مسؤولي الصحيفة بمن فيهم اكين اتالاي رئيس مجلس الادارة والصحافي غوراي اوز واحد رسامي الكاريكاتور لديها موسى كارت.
وقال كارت المعروف برسومه الكاريكاتورية اللاذعة لاردوغان "يتم توقيفي اليوم لمجرد انني ارسم الكاريكاتور". اضاف "ليس لدي ما اخفيه، كل ما كتبته وكل ما رسمته منشور".
وتجمع العشرات الاثنين امام مقر الصحيفة في اسطنبول للتاكيد ان "لا احد قادر على اسكات الصحافة الحرة" على ما افاد مراسل فرانس برس.
   
"الحصن الاخير":

تبنت "جمهورييت"، آخر صحيفة تركية معارضة كبيرة، بادارة جان دوندار الذي كان رئيس التحرير قبل صابونجو، موقفا حازما حيال اردوغان وضاعفت التحقيقات التي احرجت السلطات.
عام 2015 نشرت الصحيفة تحقيقا يؤكد استنادا الى تسجيل فيديو ان اجهزة الامن التركية سلمت اسلحة الى اارهابيين في سوريا.
وكتب دوندار على موقع تويتر "انهم يهاجمون الحصن الاخير". علما انه يخضع لملاحقة قضائية بتهمة "كشف اسرار دولة"، ويقيم حاليا في المانيا.
ونددت الخارجية الأميركية الاثنين بالمساس بحرية الصحافة في تركيا. وقال المتحدث باسمها جون كيربي "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء ما يبدو أنه ضغط متزايد من جانب الحكومة على وسائل اعلام المعارضة، وخصوصا توقيف مراد صابونجو رئيس تحرير جمهورييت احدى الصحف التركية الأكثر احتراما اليوم (الاثنين)".
وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز "تم تجاوز خط احمر جديد بحق حرية التعبير في تركيا" مشيرا الى ان "اعمال التطهير الواسعة الجارية تبدو مدفوعة باعتبارات سياسية عوضا عن اي منطق قانوني او امني".
في برلين اكد المتحدث باسم الحكومة الالمانية ان حرية الصحافة "عنصر مركزي في اي دولة قانون" فيما ذكرت الخارجية انها "مكون جوهري في كل مجتمع ديموقراطي".
وقال المدير العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف دولوار انه اذا "تواصل القمع بهذه الوتيرة فان التعددية سرعان ما ستتحول الى ذكرى غابرة".
دانت "جمهورييت" في عنوانها الرئيسي الاثنين ما اعتبرته "انقلابا ضد المعارضة" في اشارة الى مرسومين نشرا السبت في الجريدة الرسمية، ونصا على اقالة اكثر من عشرة الاف موظف خصوصا في وزارات التربية والعدل والصحة واغلاق 15 وسيلة اعلام غالبيتها مؤيدة للاكراد والغاء انتخابات عمداء الجامعات الذين بات اردوغان يختارهم بين مرشحين يسميهم مجلس التعليم العالي.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة كمال كيليتشدار اوغلو "علينا ان نحمي معا الديموقراطية والحريات. علينا ان نحمي معا صحيفة +جمهورييت+".
من جهتها، تنفي السلطات المساس بحرية الصحافة مؤكدة ان التوقيف لا يطال الا الصحافيين المرتبطين "بمنظمات ارهابية" وهو تعبير تستخدمه في الحديث عن حزب العمال الكردستاني وشبكة غولن.
وتقول نقابة الصحافيين في تركيا ان 170 هيئة اعلامية اغلقت فيما اوقف 105 صحافيين والغيت 777 بطاقة صحافية بعد محاولة الانقلاب.

4