اوروبا تتفق على تعزيز دفاعاتها؛ وترامب الحاضر الغائب!

اوروبا تتفق على تعزيز دفاعاتها؛ وترامب الحاضر الغائب!
الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٣:٢٦ بتوقيت غرينتش

تبنى الاتحاد الاوروبي الاثنين، خريطة طريق لتعزيز دفاعه، في وقت يحمل انتخاب دونالد ترامب البعض على التخوف من تراجع الاميركيين عن الحماية العسكرية لاوروبا.

واكد عدد كبير من وزراء الاتحاد الاوروبي على هامش اجتماع شارك فيه 28 وزير خارجية و28 وزير دفاع، ان التزامن بين الفوز المفاجئ للمرشح الى البيت الابيض، وبين هذه "الخطوة الكبيرة الى الامام" في "هذا اليوم المهم" للدفاع الاوروبي، ليس سوى تزامن عرضي.

واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان: ان "الاستقلال الاستراتيجي لاوروبا يفرض نفسه ايا يكن رؤساء الولايات المتحدة".

ومع ذلك، فعلى صعيد الدفاع الاوروبي، كان من الضروري التوصل الى "هذا النص الجيد الذي يتضمن تقدما كبيرا... في اطار تراجع محتمل للاميركيين"، كما قال ديبلوماسي اوروبي.

واكد ترامب خلال حملته انه يمكن ان يطرح شروطا لمواصلة المشاركة الاميركية في الحلف الاطلسي، الذي تؤمن الولايات المتحدة وحدها ثلثي نفقاته العسكرية.

وقد اثارت هذه التصريحات بعض القلق في اوروبا، وخصوصا لدى جيران روسيا الذين يعتبرون انها باتت تشكل مزيدا من التهديد منذ النزاع الاوكراني.

واضطر الحلف الاطلسي الى ان يؤكد مرارا انه لن يتهاون في القيام بواجبه التضامني اذا ما وقع اعتداء على احد اعضائه (28 بالاجمال منهم 22 ايضا في الاتحاد الاوروبي).

ويهدف الاتفاق الاوروبي على "صعيد تطبيق الاستراتيجية الامنية والدفاعية" الى اقامة هيئة "دائمة"، للتخطيط بشكل افضل وانجاز العمليات المدنية والعسكرية للاتحاد الاوروبي، وثمة في الوقت الراهن 17 عضوا يأتمرون بستة مراكز قيادة.

وقد كلفت الدول الاعضاء وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيرني التي تمنت في ايلول/سبتمبر انشاء مقر قيادة عملانية موحدة في بروكسل، ان تقدم لها مقترحات "في اقرب وقت ممكن" من اجل تطبيقها في "الفصل الاول من 2017"، لكن يتعين تجنب "الازدواجية" مع الحلف الاطلسي، كما نبه وزراء الاتحاد الاوروبي.

ومنذ ايلول/سبتمبر، انتقدت باريس وبرلين اللتان انضمت اليهما لاحقا روما ومدريد ثم براغ "ثغرات" الاتحاد الاوروبي على صعيد القدرة على التحرك العسكري.

وقالت موغيريني لدى وصولها الى الاجتماع الاثنين، "لدينا وسائل كثيرة لم تستخدم وثمة حاجة لتعزيز سياستنا الامنية، وهذا ما يطالبنا به مواطنونا".

غير ان الانقسامات مستمرة في اطار ال 28 على طريقة الاتفاق على سياسة دفاعية اكثر فعالية.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون "بدلا من التفكير في اقامة مقرات قيادة جديدة مكلفة او الاستسلام لحلم تأسيس جيش اوروبي، فان ما يتعين على اوروبا القيام به الان هو انفاق مزيد من الاموال على دفاعها"، واضاف: "هذه افضل مقاربة ممكنة لمواجهة انتخاب ترامب".

وحرص البريطانيون على القول الاثنين ان المملكة المتحدة تحترم مستوى النفقات العسكرية التي يرغب فيها الحلف الاطلسي، اي 2% من اجمالي الناتج المحلي الادنى، على غرار اربعة بلدان اخرى فقط في الحلف الاطلسي (الولايات المتحدة واليونان وبولندا واستونيا).

وقال بوريس جونسون ساخرا انه اذا كانت بلدان اخرى قادرة على "انفاق مبالغ اضافية، فلن اعارضها".

وردا على سؤال عن تصريحات ترامب خلال حملته، حذر وزير الخارجية البريطاني من "الاحكام المسبقة". واكد ان الرئيس الاميركي الجديد "شخص يمكننا التحاور معه".

المصدر: (أ ف ب)

2