جيمس بوند البريطاني قريباً على الأرض السورية!

جيمس بوند البريطاني قريباً على الأرض السورية!
الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

قد لا يطول الوقت حتى نرى المقاتل البريطاني الأرستقراطي يرتشف الجن على الأرض السورية، يشعل غليونه ثم يشرع بملاحقة لائحة المطلوبين من البريطانيين الذين يقاتلون في مدينة الرقة، على طريقة شارلوك هولمز.

فقد كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن القوات الجوية البريطانية الخاصة في العراق استلمت قائمة لقتل أو اعتقال حوالي 200 من الإرهابيين البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف "داعش" في سوريا والعراق، موضحة أن القائمة أُعدت من قبل الاستخبارات البريطانية، مضيفةً أن من يُعتقلون سيتم تسليمهم للسلطات العراقية مع احتمال إعدامهم.

وقد كانت وسائل الإعلام البريطانية قد عبرت عن خشيتها مما أسمته بشتات الرقة أي البريطانيين المتواجدين مع "داعش" هناك ومن أن يعودوا إلى بريطانيا إلى عواصم غربية أخرى لتنفيذ مهام إرهابية.
وبما أن معركة الموصل جارية على قدم وساق في العراق، فإن الأنظار تبقى مركزة على معركة الرقة إذ إن معظم قياديي ومقاتلي "داعش" يهربون الآن إلى الرقة ويتجمعون فيها، ما يعني أن كثيراً من المطلوبين البريطانيين لن يكونوا موجودين في العراق، هذا يعني أن على القوات الجوية والاستخبارات البريطانية أن تنشط في الداخل السوري أكثر من الداخل العراقي، هذا النشاط سيتطلب التنسيق مع عدة أطراف من بينها الأميركي والتركي، بطبيعة الحال ستتدخل بريطانيا دون الرجوع إلى الحكومة السورية، لكن سيبقى هناك تحدي أمامها ألا وهو روسيا والأكراد.  فروسيا كانت ولا تزال تشدد على ضرورة التعاون والتنسيق معها فيما يخص العمليات العسكرية في سورية، وإدارة ترامب الجديدة قد تستجيب لدعوات موسكو إلى التعاون والتنسيق، لذلك يبقى على لندن أن تقوم بتلك الخطوة، أيضاً فإن تنسيق البريطانيين مع الأكراد سيجعل لندن في مواجهة مع تركيا الرافضة لأي وجود كردي مسلح بالقرب منها.
بالمحصلة فإن على جيمس بوند البريطاني المتمثل بعناصر الاستخبارات الإنجليزية الناشطين بالقرب من الحدود العراقية ـ السورية أن يدرسوا جيداً ديمغرافية المكان عرقياً ودينياً فضلاً عن التفكر بالتعقيدات السياسية التي تلف معركة الحرب على الإرهاب في الشمال السوري بين تركيا الرافضة للأكراد والأخيرين المصممين على اقتناص ما يرونه حقهم في حماية وجودهم وتثبيت قوتهم للاستفادة منها لاحقاً في الحصول على مزايا سياسية، فضلاً عن وجود قطبين كبيرين الأميركي والروسي المعنيين الأكثر بمعركة الرقة وما يجري في الشمال السوري، وحتى ذلك الحين تبقى كل الأقاويل البريطانية مجرد دعاية وثرثرة إعلامية.
*علي مخلوف - عاجل

102-4