الوزير علي حيدر يفتح النار على ديمستورا: دعم "النصرة" وتقسيم سوريا

الوزير علي حيدر يفتح النار على ديمستورا: دعم
الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٣:٤٢ بتوقيت غرينتش

اكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، ان ديمستورا قزّم مهمته الأممية.. ولم يقدم سوى عمليات مكياجية، مؤكدا ان الصراع الأطول في سوريا سيكون مع تركيا، معتبرا ان ترامب فاز بأصوات ودعم "اسرائيل".

العالم-العالم الاسلامي:

قال حيدر في حديث لوكالة أنباء فارس ان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، قزّم بشكل كبير المهمة الأممية بخصوص إحلال السلام لتصبح مهمته فقط حماية مجموعة من المسلحين التابعين لجبهة النصرة في مدينة حلب تحت غطاء شعار المساعدات الإنسانية والوضع الإنساني في شرق حلب، متجاهلاً دوره في عملية السلام والحديث عن عملية سياسية وتفاصيل اتفاق جنيف، وذلك عبر طرحه لمشروع ملتبس يمس سيادة الدولة السورية وأمن وأمان الشعب السوري، وهو تقسيم سوريا عبر ما أسماه بالإدارة المحلية الغير منتخبة أساساً، وإنما هي إدارة يتحكم بها إرهابيون بلباس مدني، إضافة لمطالبته بفتح معابر ووضع حدود بين مكان سيطرة تلك الإدارة والدولة، كما أنه طالب الدولة بأن تسمح بإدخال كل ما يحتاجه أولئك المسلحين لتقوية وضعهم وعدم البحث في وضعهم وإبقاءهم شرق حلب، لتتحول تلك المنطقة إلى قاعدة اعتداء لاحق على المحيط ضمن الدولة السورية والشعب السوري، ما يفرض على الدولة السورية رفض ذلك المشروع.

واوضح الوزير السوري ان دي مستورا طرح إخراج أعداد قليلة من مسلحي النصرة - تتمثل ببعض مئات المقاتلين - إلى خارج أحياء حلب الشرقية، على أنهم هم كامل مقاتلي النصرة، وسمى القسم الكبير المتبقي باسم "معارضة معتدلة"، رغم أن الجميع يعرف أن أي معارضة تحمل السلاح ليست بمعتدلة، إضافة إلى أن كل التنظيمات الموجودة داخل الأحياء الشرقية هي منضوية تحت لواء جبهة النصرة، واصفاً تلك العملية بالعملية المكياجية التي تنعكس سلباً على الميدان السوري، حيث ان مجموع المسلحين الخارجين من شرق حلب سيعاد إرسالهم إلى جرابلس بلباس ما يسمى "الجيش الحر" بالاتفاق مع تركيا.

وفيما يخص وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية ورؤية سوريا لاستراتيجية هذا التبدل من حكم الديمقراطيين إلى حكم الجمهوريين، بين حيدر أن المشكلة في الولايات المتحدة الأميركية هو نفوذ اليهود، لافتاً إلى أنه يجب الانتباه إلى أن ترامب الذي هلل البعض لفوزه، فاز بأصوات ودعم اليهود، مشيراً إلى أن كل ما قدمه ترامب هو خطاب انتخابي يتغير بما يتوافق مع مجمل سياسات المؤسسات الحاكمة، حيث أن المؤسسات الحاكمة في أميركا ليست فقط البيت الأبيض، إنما هناك البنتاغون والـ CIA والكونغرس ومجلس الشيوخ، وبالتالي فإن أي رئيس لأميركا سيخضع للابتزاز والمساومة من قبل هذه المؤسسات الحاكمة ليظهر بعد تشكيل فريقه الحاكم في نهاية شباط سياسته النهائية.

وتابع حيدر يقول: "سابقاً عندما كان يحين موعد الانتخابات في "إسرائيل"، كان الجميع ينتظر ليقسم بين (حمائم وصقور)، ليتفاجؤوا فيما بعد بأن الحمائم قامت بمشاريع احتلال واعتداء أكثر من الصقور"، مشيراً إلى أن دعم ترامب لـ "إسرائيل" سيزداد، وهذا أمر لا يقبل النقاش، مبيناً أن ما يجب عدم تجاهله هو أن العدو ليس فقط داعش والنصرة لأن كلاهما أدوات، إنما العدو الحقيقي هو "إسرائيل"، وبالتالي فإن ترامب سيدعم العدو، موضحاً أن التغيير الذي قد يحدث حالياً، يكمن في ما إذا كان ترامب صادقاً في ما طرحه حول توجيه اهتمامه إلى الداخل الأميركي، ما سيجعله ينكفئ بعض الشيء عن الخارج، و يخفف العبئ على المنطقة.

 ولفت حيدر إلى أن الأمر الأكثر أهمية اليوم والذي من الممكن أن يساهم في حل مشكلات المنطقة، هو تغيير وجهة العين الأميركية، حيث أن البوصلة الأميركية اليوم تتجه نحو شرق آسيا، بسبب مصالح اقتصادية واستراتيجية أكثر أهمية هناك، إضافة إلى فهم الولايات المتحدة الأميركية لحقيقة الواقع الجديد ومحاولة التكيف معه، والاقتناع بأن سياسة القطب الواحد باتت غير ممكنة بالنظر إلى الويلات التي جرتها على الداخل الأميركي، عبر التعاون مع روسيا، مشدداً على أن قدرة الدولة السورية وحلفاءها اليوم هي الفاعلة والأساس في أي مسار جديد.

أما بما يتعلق بتأثير التبدلات التي قد تطرأ في السياسة الخارجية الأميركية على الدول الإقليمية الداعمة للإرهاب والمشغلة للميليشيات الإرهابية في سوريا، شدّد حيدر على ضرورة التمييز في العامل الإقليمي بين السعودي القطري وبين التركي، لأن التركي مدعوم كنظام بحاضنة شعبية داخلية، وبحلف الناتو، إضافة إلى أن التركي يستطيع أن ينفلت جزئياً من السطوة الأميركية ويلعب على الحبال معها في بعض الأماكن، كما يمكنه الاستفادة من العلاقات الاقتصادية مع روسيا وإيران، كما أن التركي له أطماع حقيقية بالأرض السورية، ما يجعله هو الأخطر في الميدان من السعودي والقطري الذي استنزف مشروعه، كما أن مشاكله الداخلية باتت أكبر من أن تحتمل وتغطى بعد وصول التناقضات والصراعات فيه إلى العلن، ما يؤكد أن الصراع الأطول في سوريا سيكون مع التركي.

وحول ما تم إنجازه من مصالحات محلية، قال حيدر: "منذ أربع سنوات وحتى الآن تم العمل على إنجاز العديد من المصالحات الوطنية، كان منها في دير الزور قبل دخول داعش، ومصالحة في ريف اللاذقية، وفي ريف حماة، ومصالحات في أرياف حمص وفي المدينة، وفي أرياف درعا، وفي عدة مناطق وبلدات في ريف دمشق، وريف القنيطرة، وحتى في إدلب قبل اجتياحها من قبل النصرة وحليفاتها، وحتى الحسكة والقامشلي لم تخل من إنجاز العديد من المصالحات الوطنية"، كاشفاً عن محاولات حثيثة للعمل في حلب من أجل خلق أرضية للنفاذ إلى المناطق التي يتعثر النفاذ إليها، إضافة إلى العمل على إتمام وإنهاء مصالحة حي "الوعر" في حمص، والتوسع في ريف حمص الغربي إلى مناطق "الرستن وتلبيسة والحولة"، كما تتجه الوزارة لاستكمال العمل في ريف دمشق والوصول إلى صيغة مصالحة في "وادي بردى ورنكوس"ومناطق ريف القلمون، كما يجري العمل للوصول إلى مصالحة في منطقة "خان الشيح" ومناطق المزارع المحيطة بها، وتحاول الوزارة إعادة إحياء المصالحة في منطقة "الحجر الأسود" بريف دمشق و التي تعطلت بسبب المسلحين.

106-3