مجموعة من الكرادلة تهدد البابا بإعلانه "كافرا" ‏

مجموعة من الكرادلة تهدد البابا بإعلانه
الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

"البابا كافر!".. هذا ما تهدد به مجموعة من الكرادلة في الفاتيكان الذين يعارضون سياسة ‏الانفتاح السياسي والاجتماعي للبابا فرانسيس، وهي معارضة تشترك فيها حتى الحركات ‏القومية المتطرفة في أوروبا مثل الجبهة الوطنية في فرنسا ورابطة الشمال في إيطاليا.‏

العالم - اوروبا

منذ توليه كرسي البابوية خلفا للبابا السابق الذي انسحب لأسباب صحية منذ سنوات، ‏يحاول البابا فرانسيس القادم من أمريكا اللاتينية إعطاء وجه جديد للكنيسة ‏الكاثوليكية بابتعاده عن ممارسات الكنيسة التقليدية. وفي هذا الصدد، فقد رفض ربط ‏الإسلام بالإرهاب، كما طالب بتوزيع ثروات العالم على الفقراء والاهتمام بالهجرة وعدم ‏تجريم المثلية أو الإجهاض والرهان على الهداية بدل العقاب.‏

وتشكل القرارات التي يتخذها والتصريحات التي يدلي بها تحديا للكنيسة التقليدية، وخاصة ‏مجموعة من الكرادلة المناهضين للانفتاح ويحسبون على البابا المنسحب الذي ‏كان محافظا إلى مستوى الغلو الشديد.‏

ومن ضمن الإجراءات الجديدة التي لا يعارضها البابا هو إعادة تعميد المسيحيين المطلقين ‏الذين لم ينجح زواجهم لسبب من الأسباب وتزوجوا من جديد. واعتبرت مجموعة من ‏الكرادلة هذا المنحى خطيرا جدا ويمس العقيدة المسيحية. ولم يتردد أربعة كرادلة ‏محافظين من توجيه استفسار إلى البابا حول هذه النقطة، وهم الألماني برانمولر وكذلك ‏مايسنر من الجنسية نفسها والإيطالي كارلو كفارا والأمريكي رايموند بورك. ‏ويتعاطف مع الأربعة كرادلة آخرون وأهمهم سكولا الذي كان مرشحا لمنصب البابا، وله ‏تأثير قوي وسط الكرادلة المحافظين.‏

وأعلن الكرادلة الأربعة أنهم قد يصححون إجراء البابا، وهو ما يعني في طقوس الفاتيكان ‏والمسيحية إعلان البابا خارج العقيدة أي أنه كافر، وفق بعض وسائل الإعلام ومنها دياريو ‏الرقمية الإسبانية التي خصصت حيزا هاما لهذا الموضوع.‏

ويقول زهير الواسيني لـ «القدس العربي» الذي يكتب بشكل رسمي في جريدة الفاتيكان إن «ما يحدث يعتبر منعطفا شائكا لأن بعض كرادلة الفاتيكان وإن كان عددهم محدودا ‏يبرز مؤشرات خلاف عميق خاصة مع وجود كرادلة من حجم سكولا يتحفظون على بعض ‏قرارات البابا».

ويضيف: «البابا يريد الانفتاح لهذا لديه أفكار إيجابية عن القضايا الدولية ‏مثل حث الغرب والكاثوليكيين على استقبال المهاجرين والفصل بين الإسلام والإرهاب، ‏وهذا يجعله يتعرض لانتقادات لا تصدر فقط عن بعض الكرادلة بل من طرف حركات ‏متطرفة في أوروبا».‏

وعمليا، ترى حركات قومية متشددة ومتطرفة في أوروبا مثل الجبهة الوطنية في فرنسا ‏ورابطة الشمال في إيطاليا، في مواقف البابا فرانسيس خطرا على خطابها في أوروبا، إذ ‏ترغب في خطاب ديني تقليدي كما كان الشأن مع البابا السابق الذي كان ضد الهجرة ‏ويحمل رؤية سلبية عن الإسلام.

109-2