في كلمته امام مؤتمر الوحدة الاسلامية..

روحاني: القول بـ"الهلال الشيعي" و"المثلث السني" خاطئ وزائف

روحاني: القول بـ
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش

اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني القول بـ "الهلال الشيعي" و"المثلث السني" بأنه خاطئ وزائف، مؤكدا بان السنة والشيعة اخوة واتباع نهج القرآن وسيرة النبي الاكرم (ص، مشددا على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والمفكرين لتنوير المجتمعات ازاء الافكار المتطرفة التي تمارس العنف والارهاب باسم الاسلام.

العالم - ايران

وخلال كلمته التي القاها في افتتاح المؤتمر الدولي الثلاثين للوحدة الاسلامية بطهران اليوم الخميس، قال الرئيس روحاني، انه لا شيء أسوأ من احتكار الراي والتحجر وقال، ان التحجر حتى من قبل من يحملون فكرا صائبا سيخلق المتاعب للمجتمع فكيف بمن يحملون افكارا منحرفة.

واكد الرئيس روحاني ان العنف يتعارض مع الاسلام وان اراقة الدماء امر مرفوض، وشدد على جسامة المسؤولية الملقاة اليوم على عاتق العلماء والمفكرين وقال، انه لا يمكن استغلال الجماعات الارهابية كادوات لتحقيق مآرب خاصة.

وصرح قائلا، ليس شيعيا من يقف بوجه السني وليس سنيا من يقف بوجه الشيعي، ومثلما قال الامام الراحل (رض) فان الاسلام الاميركي هو من يقف بوجه الاسلام المحمدي الاصيل.

واضاف، ان ما يقال عن "الهلال الشيعي" وعن "المثلث السني" كلام خاطئ وزائف، فالشيعة والسنة اخوة ومسلمون وينهجون طريق القرآن والسنة والسيرة النبوية الشريفة.

وقال، أليست هنالك مسؤولية ملقاة على عاتقنا نحن وعلماء الاسلام والحوزات العلمية والدعاة والكتّاب في الاجواء الحقيقية والافتراضية؟ لنتحدث معا بلا مجاملة، ألم تترعرع بعض الافكار المنحرفة في عالمنا اليوم في بعض المدارس الدينية؟.

واوضح بان العنف يتعارض مع الاسلام سواء صدر ذلك من الشيعة او من السنة، كما ان اعمال القتل مرفوضة من اي قومية وايا كان الفاعل.

واكد بانه لا يمكن استخدام الجماعات الارهابية لتحقيق مآرب خاصة واضاف، لو كانت القوي الكبرى تتصور بان هذه الجماعات يمكنها ان تضمن مصالحها في المنطقة فهي على خطأ كبير، واذا كانت بعض الدول الاسلامية الديكتاتورية المرتبطة بالقوى الكبرى تتصور ان هذه الجماعات الارهابية يمكنها ان تكون ادوات لضمان مصالحها وسلطتها في المنطقة فهي مخطئة ايضا.

وتابع الرئيس روحاني: ليتذكروا ان الفلوجة تحررت وبالامس حلب تحررت ايضا وبعون الله تعالى سيتحرر العراق وسوريا من الارهاب تماما.

واضاف، في عهود خلت كان العالم الاسلامي مبتليا بالاستعمار والمستعمرين والقوى الاجنبية العدوانية وفي مواجهة هذه المعضلة الكبرى حقق المسلمون بالجهاد والاجتهاد والوحدة والتضحية والايثار استقلالهم وكان الشيعة والسنة الى جانب بعضهم بعضا.

واشار الى ان الحوزة العلمية في النجف اصدرت خلال عقود ماضية 3 فتاوى، احداها من اجل استقلال ليبيا ونضال الشعب الليبي في مواجهة الاستعمار الايطالي والثانية للشعب الايراني حين العدوان الذي شنته القوة الشمالية ضدها والثالثة للشعب العراقي ضد الاستعمار البريطاني واضاف، ان من الفخر للحوزة العلمية في النجف انها اصدرت في آن واحد بشان 3 قضايا في العالم الاسلامي 3 فتاوى ضد الاستعمار الاجنبي.

واكد بان الجهاد الذي نفتخر به هو ذلك المنطبق مع القرآن والذي يعني الدفاع عن الاسلام وعظمة الدين وعزة المسلمين والوقوف بوجه الظلم والعدوان وتساءل، انه منذ متى اصبح الجهاد يعني قتل المسلمين والحرب ضدهم وباشارة من القوى الكبرى التي يعد قادتها تلامذة طغاة التاريخ؟.

وتساءل ايضا، هل يمكن التقرب الي النبي الاكرم (ص) والتمسك بالاسلام والقرآن من خلال قتل واراقة دماء الابرياء؟.

وتابع الرئيس روحاني، انه وفي الوقت الذي تمكن فيه المسلمون من الانتصار على الاستعمار الاجنبي والمقاومة امام الاستبداد الداخلي في بعض الدول الاسلامية وانقاذ الدول من الفساد والضياع والظلم والدكتاتورية، ظهر فصل جديد امام المسلمين ظاهره ليس الاستعمار ولا الاستبداد لكن باطنه هو الاستعمار والاستبداد بل حتى اسوأ منهما.

واعتبر تمكن اعداء الاسلام من حرف جماعات من المسلمين ووضعها في مسار تتبنى فيه اسسا فكرية باطلة، بانه يشكل كارثة كبرى لعالم الاسلام، كونه ادى الى اشعال حروب وازمات بين المسلمين وحرف بوصلة الصراع عن الخطر الاكبر الذي يهدد المنطقة منذ 70 عاما الا وهو الكيان الصهيوني الغاصب.

ولفت الى ما جاءت به الجماعات الارهابية من دمار واهوال وكوارث منها اختطاف الفتيات المسيحيات والمسلمات بصفة اسيرات تحت لواء حكومتهم المزعومة وقطع رؤوس الشباب او احراقهم في اقفاص او تشريد الاهالي من ديارهم ومنازلهم واضاف، ان ذنب ذلك يقع في المقاوم الاول على عاتق المستعمرين والقوى الغربية والمحتلين في المنطقة واولئك الذين زودوا هذه الجماعات بالمعلومات واعطوها السلاح واشتروا منها النفط المسروق وباعوا الاثار الثقافية المتبقية من المتاحف المدمرة في مزادات الغرب ومن المؤكد ان الطغاة هم المسؤول الاكبر في هذه الجرائم.

وقال، لقد تحررت الفلوجة وبالامس تحررت حلب وسيتحرر كل العراق وسوريا من يد الارهابيين، وسنعود بحول الله وقوته وبوحدة المسلمين والتمسك بالسيرة النبوية الى اليوم الذي كان المسلمون كلهم يعتبرون الكيان الصهيوني بان العدو الكبير في المنطقة.

وقال، سنعود الى اليوم الذي تترسخ فيه الأخوة والوحدة بين جميع الدول الاسلامية ويحصل الشعب اليمني على الحرية والعزة والتطور ويشعر هؤلاء الذين دعموا الارهابيين بالسلاح والمال في المنطقة، بالخزي والعار امام الامة الاسلامية.

واشار الى مسؤولية العلماء والمفكرين وشخصيات العالم الاسلامي لتوعية جيل الشباب والناشئة على الاسلام الحقيقي والسيرة النبوية واضاف، هنالك طاقات كبرى في العالم الاسلامي ولا ينبغي ان نسمح لاعداء الاسلام بالهيمنة على هذه الطاقات وتدميرها او زيادة الشرخ بين المسلمين والمذاهب.

وبدأت صباح اليوم اعمال المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامیة في دورته الثلاثین في مركز المؤتمرات بطهران وذلك بشعار الوحدة وضرورة التصدی للجماعات التكفیریة.

المصدر: ارنا

114-2