تقارب روسي تركي خاصة في الملف السوري بعد اغتيال السفير

تقارب روسي تركي خاصة في الملف السوري بعد اغتيال السفير
الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

ساهم اغتيال السفير الروسي في أنقرة في مزيد من التقارب بين روسيا وتركيا، البلدين الشريكين اللذين يسعيان إلى تجاوز خلافاتهما في الملف السوري، وخصوصا بعدما اعتبراه "استفزازاً" يهدف إلى تقويض العلاقات التي تحسنت لتوها.

العالم ـ تركيا

ويذكر مشهد اغتيال آندريه كارلوف الذي صور مباشرة باغتيال الأرشيدوق فرنسوا فردينان في حزيران/ يونيو 1914 الذي سرع تبلور خريطة التحالفات واندلاع الحرب العالمية الأولى. لكن المقارنة اتخذت بعداً آخر بعد مسارعة روسيا وتركيا إلى إظهار نية التهدئة رغم خصومتهما في سوريا.

منذ الساعات الأولى التي أعقبت مساء الإثنين اغتيال كارلوف الذي قتل بالرصاص بيد شرطي تركي في أنقرة، بادر الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الاتصال بنظيره الروسي الذي أعلن لاحقاً بموافقة تركية، إرسال محققين روس إلى أنقرة في محاولة لتحديد ملابسات الجريمة. وهكذا، وصل ثمانية عشر محققاً من عناصر استخبارات ودبلوماسيين صباح الثلاثاء إلى العاصمة التركية.

وحرص الرئيس الروسي عبر التلفزيون على أن يحدد بوضوح ما يعتبره الهدف من اغتيال السفير: "تخريب العلاقات الروسية التركية" التي دخلت أخيراً دائرة التهدئة بعد أزمة استمرت عاما.

وأكد إردوغان الثلاثاء أن التعاون الروسي التركي، بما في ذلك حول سوريا، ليس في خطر، مكرراً نية مماثلة عبر عنها فلاديمير بوتين الإثنين.

واعتبر جيمس نيكسي الخبير في شؤون روسيا في مركز شاتام هاوس للأبحاث أن "الروس لن يحملوا الأتراك مسؤولية (الجريمة)، بل سيحاولون الاستفادة منها لتحقيق قدر أكبر من المكاسب".

وفي السياق نفسه، رأى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء أن "الأمر العقلاني الوحيد الذي ينبغي أن تقوم به" موسكو وأنقرة هو "مزيد من التقارب ومزيد من الفاعلية في التعاون ضد من يقفون خلف هذا الاستفزاز".

والإثنين، أكدت الدبلوماسية التركية أنها ستقوم بكل ما هو ممكن للحفاظ على الصداقة بين البلدين.

تقارب في شأن سوريا

لم تكن العلاقات بين البلدين اللذين ورثا الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية ودية على الدوام. فطوال عام، اندلعت حرب كلامية بين بوتين وإردوغان على خلفية خلاف عميق حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حليف موسكو الذي تطالب أنقرة بتنحيه.

وتحول الخلاف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 إلى أزمة دبلوماسية حين أسقطت تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، في حادث وصفه بوتين بأنه "طعنة في الظهر".

طوال أشهر، دأب الرئيس الروسي على اتهام نظيره التركي وعائلته بإقامة صلات بـ"جماعة داعش الإرهابية" وتهريب النفط. ولم يتصالح الرجلان إلا في آب/أغسطس 2016 بعدما عبر إردوغان عن "أسفه" في رسالة إلى بوتين تلتها زيارة قام بها الرئيس التركي لموسكو.

وفي الأسابيع الأخيرة، رفع البلدان سقف "تطبيع" العلاقة بينهما عبر التفاوض حول إجلاء المسلحين والمدنيين من أحياء شرق حلب.

وقال دومينيك موازي من معهد مونتين في باريس "قرر البلدان أن يتقاربا. لقد اعترف الأتراك بأن بشار الأسد باق في السلطة وبأن عليهم التعامل مع الوجود الروسي في سوريا".

وقضت الصدفة بأن اجتمع وزيرا الخارجية والدفاع في كل من روسيا وتركيا وإيران اليوم الثلاثاء في موسكو لبحث الملف السوري غداة اغتيال السفير الروسي، وذلك من دون مشاركة واشنطن والأوروبيين.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه نظيره التركي إلى التوصل لاتفاقات من دون تقديم "تنازلات للارهابيين".

وبذلك، استبعد الأميركيون والأوروبيون من عملية السلام في سوريا بحيث باتت محصورة بين الروس والإيرانيين من جهة والأتراك من جهة اخرى.

المصدر: فرانس برس
104-3