مقاطعة "إسرائيل" لمؤتمر السلام في باريس عابثة

مقاطعة
الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٧ - ٠٨:٢٥ بتوقيت غرينتش

مؤتمر السلام الذي انعقد في باريس امس بمشاركة اكثر من 70 وزير خارجية يعتبره رئيس وزراء اسرائيل كـ “مؤتمر عابث”. فبنيامين نتنياهو ينتظر بفارغ الصبر تتويج دونالد ترامب كي ينقذ "اسرائيل"، هكذا يفترض، من وجع الرأس الذي يسمى المسيرة السلمية مع الفلسطينيين. وبالتالي فانه حتى مشاركة وزير الخارجية الامريكي الحالي في المؤتمر هامة من ناحيته كقشرة الثوم.

العالم - فلسطين

لقد سبق لنتنياهو أن أوضح موقفه هذا، حين أعلن بأنه سيقاطع المؤتمر لأنه لا يزال متمسكا بمبدأ المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين – ذات المفاوضات التي استثمر فيها كل نشاطه كي يفشلها المرة تلو الاخرى. كما أنه تنكر لقرار مجلس الأمن 2334، الذي وصف المستوطنات، بما في ذلك تلك التي بنيت في شرقي القدس، كغير شرعية. يبدو أن كل محفل دولي لا يتبنى كاملة سياسة "اسرائيل"، سيعتبره نتنياهو محفلا معاديا، وكأن الحديث يدور عن لقاء لدول عربية أو اسلامية.
صحيح ان بين حاضري المؤتمر نشبت خلافات في الرأي حول صيغة البيان النهائي الذي سيعرض عليهم لإقراره. وصحيح ايضا ان القرار الذي سيتخذ مهما كان، ليس ملزما من ناحية رسمية. غير أن رغم ذلك هذا ليس “مؤتمرا عابثا”. بعيدا عن ذلك، اعضاؤه سيشددون على الأقل التزام الدول المشاركة فيه لحل الدولتين للشعبين، المبدأ الذي اعترفه به نتنياهو بل وان يقترحوا سبلا لتحقيقه.
المؤتمر كفيل ايضا أن يشكل منصة اطلاق لسياسة عملية تواجه مبادرات استفزازية أو انعدام للفعل من شأن الرئيس الامريكي الجديد أن يسوقها.
يمكن الجدال في جدوى أو نتائج المؤتمر، ولكن محظور على "اسرائيل" أن تهجر ساحة دولية، تبحث في شؤونها أو في شؤون النزاع دون أن تحاول على الأقل ان تعرض فيها موقفها وتقنع مشاركيها بصحة سياستها. ان مقاطعة المؤتمر تشهد هذه المرة أكثر من اي شيء آخر على أن نتنياهو يؤمن بان "اسرائيل" يمكنها أن تصد بقوتها، او بمساعدة رئيس الولايات المتحدة الجديد، خطوات دولية تحاول انقاذ المسيرة السياسية في ظل عرض "اسرائيل" كدولة يلاحقها محبو الشر لها.
وهكذا يخدم نتنياهو من يدعي بان "اسرائيل"، مثل الفلسطينيين لم تفوت ابدا فرصة لتفويت الفرصة. فالمؤتمر ليس مثابة مصلحة خاصة لرئيس الوزراء. فهو يتعلق بمكانة دولة "اسرائيل" ومواطنيها في العالم ومقاطعته تعزز صورة "اسرائيل" كدولة رافضة وتمنح ريح اسناد لكل من يدعو الى مقاطعتها.
• هآرتس

208

تصنيف :