الناشط السياسي البحريني علي مشيمع..

الاستعمار البريطاني عاد إلى المنطقة من بوابة البحرين

الاستعمار البريطاني عاد إلى المنطقة من بوابة البحرين
الإثنين ٢٣ يناير ٢٠١٧ - ٠٣:٤٦ بتوقيت غرينتش

سعياً منه لتسليط الضوء على آخر المستجدات على الساحة البحرينية وخصوصاً إقدام السلطات الحاكمة هناك على إعدام ثلاثة شبان معارضين. أجرى موقع KHAMENEI.IR حواراً صحفياً مع الناشط السياسي المعارض علي حسن مشيمع المقيم حالياً في لندن بعد أن أسقطت عنه السلطات البحرينية الجنسية وحكمت عليه بالسجن لعشرات السنوات. الحوار مع الأستاذ علي مشيمع كان حواراً شيقاً ومفيداً لما يتمتع به ضيفنا من إلمام شامل بتفاصيل الشأن البحريني ولما زودنا به من معلومات دقيقة حول حقيقة ما يجري في هذه الجزيرة المظلومة.

العالم - العالم الاسلامي

يُذكر أن الناشط علي مشيمع هو نجل الأستاذ حسن مشيمع مؤسس حركة حق البحرينية والمحكوم بالسجن المؤبد من قبل النظام الحاكم في البحرين. حصل علي مشيمع على اللجوء السياسي في بريطانيا في عام 2008م ويعتبر واحداً من أبرز الناشطين الميدانيين والسياسيين في البحرين، حيث تعرض لعدد من الاعتقالات في البحرين منذ أن كان في سن الثالثة عشرة، كما تناولت وسائل الإعلام اسمه مؤخراً بعد أن أقدمت الشرطة البريطانية على اعتقاله إثر اعتراضه وزميله السيد أحمد الوداعي لموكب الملك البحريني حمد بن عيسى خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

بدايةٌ نرحب بكم أستاذ علي في مقابلتكم الأولى مع موقع KHAMENEI.IR ونشكركم على إتاحتكم الفرصة لنا لتسليط الضوء على آخر المستجدات في الشأن البحريني.

أقدمت السلطات البحرينية يوم الأحد الفائت على إعدام ثلاثة شبان هم علي السنكيس، عباس السميع وسامي مشيمع. كلامٌ كثيرٌ تردد حول نوعية المحاكمة التي خضع لها هؤلاء الشبان، حبذا لو تحدثوننا عن حقيقة ما جرى هناك. ما هي التهمة التي وجهت لهؤلاء الشبان؟ وهل نالوا محاكمة عادلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم. قبل الحديث عن ملابسات القضية وحقيقة ما جرى أتصور من المهم الحديث عن هؤلاء الشباب وعن البعض من خلفياتهم.

علي السنكيس مثلاً ومنذ نعومة أظفاره وقبل أن يبلغ الحلم، عرضت عليه رجال المخابرات أن يعمل أجيراً عميلاً لها فرفض ثم تم اختطافه والإعتداء عليه وتعريته من ملابسه، وله شهادة مسجلة مصورة عن هذه الحادثة، وهو ينحدر أيضاً من عائلة مناضلة؛ عائلة السنكيس المعروفة المناضلة وكثير من أقربائه وأرحامه يرزحون في الطوامير والمعتقلات ويواجهون أحكاماً جائرة عدوانية لعشرات السنوات.

الأمر لا يختلف كثيراً عند البطل عباس السميع، وهو كذلك ينحدر من عائلة مناضلة قدمت شهيداً في انتفاضة التسعينات وهو الشهيد حسن طاهر ولديه أخوة معتقلون وكذلك كثيرٌ من أرحامه. وكان الشهيد عباس السميع قد تعرض لعدة اعتقالات؛ أشهرها قضية ما عرف بـ "الحجيرة" في أواخر العام 2008 وتم تعذيبه خلالها وكذلك تم اعتقال أبناء عمومته وأخوته. وهو قال في شهادة مصورة من داخل السجن بأن المخابرات أخبروه خلال التعذيب بأنك كنت في حساباتنا يفترض أنه تمت تصفيتك ولذلك سنلصق تهمة القتل لك حتى تُساق إلى مقصلة الإعدام.

كذلك الشهيد السعيد سامي مشيمع هو أيضاً من عائلة مضحية، قد تعرض لعدد من الاعتقالات، وأصبح فترة من فترات حياته مطارداً وكل هذه الأمور أيضاً تنطبق على الشهيدين السعيدين عباس وعلي السنكيس. وللشهيد سامي مشيمع مقطع فيديو مصور قبل اندلاع وتفجر ثورة الـ14 من فبراير في 2011 يتحدث فيه عن هول ما تعرض له من تعذيب بالصعق والضرب ونزع الملابس والإعتداء الجنسي وإجباره على الوقوف والتفنن بالتعذيب في غرف المخابرات.

هذه خلفية مختصرة ومختزلة جداً من المهم أن يأخذها الباحث قبل أن يشرع في القضية. بعد هذه المقدمة فإن الشبان الثلاثة كانوا مستهدفين بالأساس وحين تم اعتقالهم في العام 2014 بعد حادثة قتل مرتزق إماراتي كان يشارك في قمع المتظاهرين في ختام فاتحة الشهيد جعفر الدرازي. إن مسألة التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في هذه الحادثة لا يوصف ولا يطاق وذلك بشهادة كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمعتبرة كالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وعشرات المنظمات الدولية الأخرى. وكذلك قول المحامين الذين تصدوا للدفاع عن مظلوميتهم.

ولم تستند المحكمة لأي أدلة مادية في تهمها التي وجهتها غير اعترافات نزعتها من جلود وأجساد الشباب على مباضع الجلادين.

مثلاُ عباس السميع قدم شهادة من مدرسة كان يعمل فيها؛ وشهدت له المدرسة أنه وقت الحادثة كان في العمل. الشاب علي السنكيس أعدم ولم يحقق معه في القضية البتة وهذا ما أفادت به والدته. اتهموا بقتل ضابط إماراتي يدعى طارق الشحي؛ عبر زرع عبوة متفجرة يتم التحكم بها عن بعد. وبالتأكيد لم تكن محاكمتهم محاكمة عادلة وهذا مجدداً ليس إدعاء المعارضة أو إدعاءٌ منحاز، وإنما هذا الإدعاء الذي قالته وأكدته وصرحت به وأصدرت على أثره المنظمات الدولية بياناتها ومواقفها المعروفة والمتناولة في الإعلام.

لم يُحقق مع الشهيد علي السنكيس أبداً؟

علي السنكيس ظل مطارداً؛ يعني بعد الحادثة اعتقل عباس السميع وسامي مشيمع وعدد من الشباب الذين تم الحكم عليهم بالسجن المؤبد وأحكام أخرى. أما علي السنكيس فظل مطارداً ولم تتمكن القوات منه إلا قبل عام، منذ حوالي عام تقريباً تم إلقاء القبض عليه بعد تعقب المخابرات له بطريقة ما. تعرض للتعذيب وأخذ إلى السجن ولكن لم يتم التحقيق معه أبداً في القضية التي أعدم بشأنها.

ولذلك فإن حكم الإعدام الذي نفذ في حق هؤلاء الأبرياء كان عملاً إجرامياً وحشياً قبيحاً قام به الخليفيون، يعكس وحشيةً وانتقاماً من هذه السلطات، وكذلك لا يُستبعد أن يكون بدفع إماراتي ومحاولةٍ لتعويض الهزيمة والخيبة التي مُنيوا بها بعد أن نجح عشرة أبطالٍ في الفرار من سجن جو المظلم. وهي جريمةٌ برسم الديكتاتور حاكم البحرين حمد حيث أن تطبيق الإعدام لا يجري إلا بعد مصادقة الحاكم وبالتالي فهو شريك في الجريمة وهو المسؤول الأول عنها، وهذا ما نادت به أمهات الشهداء.

حيث أن تطبيق الإعدام لا يجري إلا بعد مصادقة الحاكم وبالتالي فهو شريك في الجريمة وهو المسؤول الأول عنها، وهذا ما نادت به أمهات الشهداء.

أستاذ علي تفضلتم بالإشارة إلى دور الملك حمد بن عيسى حيث أن حكم الإعدام في البحرين لا يتم تنفذيه إلا بعد مصادقة الملك عليه. ما هو رأيكم باتهام الملك البحريني حمد بن عيسى أنه شخصياً بتوقيعه على حكم إعدام الشبان الثلاثة قد اختار خيار التصعيد ووضع مزيد من العراقيل على طريق الحل السياسي والسلمي للقضية البحرينية؟

العراقيل والسدود وُضعت منذ أن سُوِّيت بيوت الله بالتراب في العام 2011. والعراقيل والسدود كانت واضحة جداً عندما سيق علماء الدين في نفس العام إلى السجون وأخذوا إلى مسالخ التعذيب. وكان خيار المفاصلة أوضح عندما استدعى هذا الديكتاتور قوات أجنبية يستعين بهم على شعب البحرين. ومن ثم جاء بقوات الاستعمار ليفتح لها أراضي البحرين وعلى نفقة الدولة المسلوبة والمأخوذة من أفواه الفقراء. نحن نتحدث عن جزيرة لا تتعدى مساحتها 600 كيلو متر مربع يتواجد بها الأسطول الأمريكي والقاعدة البريطانية وقوات الدرك الأردني والجيش السعودي والضباط الإماراتيين وقوات متعددة الجنسيات من بلوشستان الباكستانية ومن اليمن ومختلف الدول والجنسيات. حتى تحولت البحرين هذه الجزيرة الصغيرة إلى ثكنة عسكرية يعيش على هامشها بعض المواطنين. ومنذ اليوم الأول الذي سقط فيه الشهيد الأول علي مشيمع رُفع الشعار المختوم بحبر الدم "يسقط حمد" وهذا النظام لا يصلح أن يحكم البحرين وقد أعلن عداءه للدين ولله ولأهل الدين بداية ثم ارتكب كل هذه الجرائم. ومن يتوهم بإصلاحه فهو كالظمآن الذي يرى السراب.

هذا عميلٌ صهيوني جاء بالصهاينة ليرقصوا في وسط المنامة، وجاء بشراذم خلق الله من كل صوب وحدب ليتحولوا إلى أنياب تنهش في جسد البحرين. لا أحد يتوقع من عامة الناس أو حتى يحلم بأن يرى اليوم الذي يمكن أن يتعايش فيه مع القاتل والهادم لبيوت الله والمنتهك لأعراض المؤمنين والمستبيح للحرامات. وهذه الجريمة هي دلالة أخرى على إجرامه وغيه وضلاله وعلى صوابية خيار الناس في الإصرار والتمسك بالمفاصلة مع النظام الخليفي وإسقاطه وعلى رأسه الديكتاتور حمد الذي وقَّع حكم الإعدام ضد الشبان الأبرياء.

تحدثتم عن قضية الضابط الإماراتي ما هي قصة هذا الضابط؟ وما هي حقيقة الدور الإماراتي في الضغط على البحرين من أجل إعدام الشبان الثلاثة؟

تعاونت المشايخ الخليجية بعد أن ثار شعب البحرين في العام 2011 واحتشدت وتحالفت ضد شعب البحرين الأعزل. حينها سوقوا مسألتين: الأولى أن دخول جيوشهم للبحرين هو للدفاع عن السنة في مقابل الشيعة؛ وكانت هي محاولة فاشلة منهم لدفع الشيعة للتقاتل مع إخوانهم السنة، ولكن الوعي عند الشارع الشيعي كان كبيراً، وكان إدراك علمائهم وقياديهم واضحاً، ولم تسجل حادثة واحدة أن شيعياً قتل سنياً لأنه سني أو بالعكس وقد فُوتت عليهم هذه الفرصة.

 المسألة الثانية التي حاولوا تسويقها كانت دخول جيوشهم لحماية المنشأت الرسمية من الأخطار الخارجية المحدقة بها بعد إندلاع الثورة، وهي كذبة أخرى انفضحت وانكشفت بحادثة مقتل الضابط الإماراتي طارق الشحي. وقد قُتل الضابط الإماراتي طارق الشحي حينما كان يقود مجموعة من القوات الخليفية التي كانت تباشر بقمع مسيرة خرجت من منطقة الديه في ختام فاتحة الشهيد جعفر الدرازي الذي خرج جثة جامدة شهيداً من سجون الخليفيين في ذلك العام.

وبالتأكيد أن الإماراتيين كطبيعة بدوية وكحكم يرى في نفسه عُلواً واستكباراً على الناس يفكر بالانتقام حتى من الأبرياء فلا يستبعد أن يكون للإمارات دور ودفع في الانتقام من هؤلاء الشباب كما له دور واضح في دعم النظام الخليفي في المال أو الدعم اللوجستي أو عبر إرساله لفرق ومجموعات من الضباط لتشارك القوات الخليفية في قمع شعب البحرين.

كما تربط العائلة الخليفية علاقة نسب ومصاهرة مع العائلة الحاكمة في الإمارات، وبالتالي لا يُستبعد أن يجتمع أبناء العمومة على شعب البحرين المحاصر جواً وبراً وبحراً.

أستاذ علي في أجابتكم السابقة أشرتم إلى محاولة البعض تصوير الثورة البحرينية على أنها ثورة طائفية، طبعاً كان لوسائل الإعلام دور كبير في مظلومية الشعب البحريني؛ حيث عمدوا إلى تصوير هذه الثورة على أنها ثورة طائفية لتشويه صورتها والقضاء عليها. ما هو تعليقكم على السياسة الإعلامية التي تمارسها وسائل الإعلام العالمية والعربية تجاه الثورة البحرينية؟

دعني أقول لك الفرق بين الإعلام العربي والإعلام الغربي من وجهة نظر شخصية. الإعلام الغربي قد يتجاهل وقد يتجنب الخوض فيما يجري في داخل البحرين ولكن بمعرفة قريبة أستطيع القول بأن الإعلام الغربي تفوق على الإعلام العربي في تغطية أحداث البحرين بشكل كبير جداً، كما أن الإعلام الغربي وهذه ليست دعاية للإعلام الغربي لأن موقفنا من الأنظمة الغربية يختلف عن موقفنا من الإعلام الغربي مع وجود بعض التحفظات لكن أيضاً هذه ميزة تسجل له.

الإعلام الغربي ربما تجاهل أو تجنب تغطية الكثير من حوادث البحرين لكنه لم يمارس تضليلاً وتحريضاً طائفياً كما فعلت الأبواق العربية، وللأسف كثير من المنظمات الإسلامية التي كان يفترض بها أن تمنع أي توتر طائفي رأيناها تصب الزيت على النار لتشعل الفتن الطائفية في داخل البحرين ولكن باءت محاولاتها بالفشل؛ حيث أن الإعلام العربي والإسلامي في مجمله إلا ما رحم ربي يعني في نهاية الأمر يعود إلى سيطرة أو يتلقى دعماً سعودياً، والتوجه السعودي هو توجه يصبُّ في تأجيج الفتن الطائفية وبؤر التقاتل الأهلي في المنطقة ولذلك كان دور الإعلام العربي الإسلامي دورٌ سيءٌ حيال الثورة في داخل البحرين.

طبعاً تعاطي الإعلام الغربي لا يعني أن ذلك كان يتوازى أو يتماشى مع المواقف السياسية للدوائر الغربية؛ المواقف السياسية للدوائر الغربية مواقف مخزية تكشف مدى نفاق هذه الأنظمة وتكشف أن همها السعي وراء مصالحها ولو كانت على حساب حقوق ومصالح وحياة الناس. وهذا ينطبق أيضاً على ملف حقوق الإنسان، يعني ملف حقوق الإنسان أنت تذهب وتستطيع أن تستصرح أو تستصدر بيانات ومواقف دولية من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، لكن هذه المنظمات لا تملك مخالب أو سلطة قرار، وبالنهاية ربما تتحرك هذه المنظمات لتحرك الإعلام بشكل معين ولتوصل الحدث وتُحدث بعض الضغوط، لكنها لا تغير في السياسة شيئاً. وربما تكون منظمات حقوق الإنسان في أحد أبعادها هي أداةٌ غربيةٌ لدول الإستكبار ومكان لتفريغ الآلام والآهات فيه، ولكنه لا يغير شيئاً، يُسمح للناس أن تصرخ. الفرق بين العقل العربي والعقل الغربي: أن العقل العربي لا يسمح لك أن تتأوه حين يضربك الحاكم، أما العقل الغربي فيجعلك تصيح وتصرخ وتتأوه ولكنه لا يغير شيئاً. 

 بالنسبة لسياسات الحكومات الغربية هل يمكننا إعتبار صمت هذه الحكومات بمثابة ضوء أخضر يعطى للنظام الخليفي؟

الحكومات الغربية ليست صامتة أو المتحالفة مع النظام، دعنا نسمي الأمور بأسمائها الإدارتين الأمريكية والبريطانية التي تتواجد قواعدها العسكرية في البحرين، هذه ليست صامتة، هذه متواطئة؛ يعني هناك عقود أمنية مبرمة بين بريطانيا والبحرين لتدريب الشرطة ولتنظيم السجون. والمواقف الرسمية من الخارجية البريطانية دائماً ما تشيد في النظام وتعتبره يتقدم في عجلة الإصلاح.

ودور الحكومة البريطانية معروف منذ عشرات السنين، هم الذين أرسلوا أيان هندرسون في نهاية الستينات وهو الذي أسس جهاز المخابرات الذي خرجت منه جثامين الشهداء، فهم الذين هندسوا الأمن وهم الذين يُعينون الخليفيين في تفاصيل الأمور الأمنية في داخل البحرين.

 كوننا تطرقنا إلى الدور البريطاني سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي خلال لقائه الأخير مع مجموعة من أهالي مدينة قم المقدسة أشار إلى وجود مخطط بريطاني يهدف للعودة إلى منطقة الخليج الفارسي، وسعي هذه الدولة الاستعمارية إلى إعادة إحياء مخططاتها وتقسيم ما هو مقسم من الدول العربية والإسلامية. الأستاذ علي مشيمع كيف تشاهد هذا الدور البريطاني في البحرين؟ هل يمكنكم ذكر بعض الشواهد حول هذا الموضوع؟

الإمام القائد ذو بصيرة ومعرفة وخبرة وتجربة ودراية كبيرة ولذلك تنبؤه نشاهده في داخل البحرين؛ الاستعمار البريطاني عاد إلى المنطقة من بوابة البحرين، والبحرين هي البلد العربي الوحيد الذي يحتضن قاعدة بريطانية دشنها الأمير البريطاني قبل بضعة شهور وثم لحقت به رئيسة وزراء بريطانيا التي قادت وحضرت قمة دول مجلس التعاون. وكثير من المحللين تحدثوا عن أن هناك ربما نوع من التفاهم الأمريكي البريطاني، حيث أن أمريكا تتجه للإنسحاب أو التقليل من تواجدها في المنطقة وتأخذ بريطانيا الدور مكانها.

وحتى لو شكك أحدٌ في هذا التحليل فإن الدور البريطاني خاصة في دول الخليج الفارسي دورٌ معروفٌ ومسجلٌ وموثقٌ في الوثائق البريطانية نفسها. في الكويت في الإمارات في البحرين في قطر حتى الشوارع مفصلة ومنظمة بنظام بريطاني في كل تفاصيل الدولة وإداراتها ووزاراتها معتمدة على الخبرات البريطانية، ولم نرى غير الديكتاتور حمد من بين كل الحكام حتى الديكتاتوريين، يتباهى ويفتخر بالاستعمار ويقول أنني أتذكر حينما خرجتم من البحرين كلام والدي الذي قال من طلب منكم أن ترحلوا؟!وهذا كلامٌ مسجلٌ له بالصوت والصورة وكذلك موثق. ليس في داخل البحرين وتفاصيل نظامها، حتى أولاد الديكتاتور لم يتعلموا إلا في الجامعات البريطانية، علموهم كل شيء وكل التفاصيل، حتى أن ال بي بي سي (BBC) كتبت سابقاً قبل بضعة أعوام تقريراً مفصلاً عن سر لجوء الحكام الخليجيين للدراسة والتخرج من جامعة ساندهيرست العسكرية والتي حُولت بالمناسبة إحدى صالاتها من اسم جنرال تاريخي إلى اسم الديكتاتور حمد حاكم البحرين. والحديث عن الدور البريطاني حديثٌ طويل، لقد اعترفت بريطانيا بدعمها للعدوان السعودي على اليمن وبيعها للأسلحة البريطانية لتستخدم في هذه الحرب. والدور البريطاني عموماً لا يحتاج إلى عرضٍ وإسهابٍ كي يفهمه أو يعرفه حتى الغير مهتم  أو مطالع بشكل عميق للأخبار والأحداث في المنطقة.

بالنسبة لملف حقوق الإنسان في البحرين، لا يزال الكثير من معتقلي الرأي وقادة الثورة البحرينية يقبعون خلف قضبان السجون ويتم حرمانهم من جنسيتهم... إلى أين يذهب هذا الملف؟

أجبتك سابقاً أنك من خلال العمل في مجال حقوق الإنسان تستطيع أن تحصد تأييداً دولياً على مستوى المنظمات الدولية، لكن هذا لا يغير شيئاً في سياسات الحكومات التي تعتمد وترتكز على مصالحها الإستراتيجية،

وهذه الحكومات وللأسف تجد مصالحها محفوظة مع النظام الخليفي ولا تريد لشعب البحرين أن يحظى بقوة أو أن تكون له سلطة، لأنهم قد يفهمون بأن تحرر شعب البحرين يعني أيضاً زعزعة للحكم الخليجي في المنطقة وعموماً هناك فهمٌ وتبريراتٌ أخرى. وفي كل الأحوال إن الصراع في البحرين ليس صراعاً حقوقياً، وليس صراعاً سياسياً؛ إنه صراعٌ مبدئيٌ على الوجود والهوية والتاريخ والدين والمعتقد والوطن وسيادة البلد. فكرامتنا مع النظام مهدورة وأرضنا في ظل الحكم الخليفي مستباحة ولا تتمتع بالسيادة وأمن مقدساتنا وشعائرنا وعقائدنا أيضاً يتعرض إلى الإعتداء ويُزدرى بالمعتقدات ويُعتدى على العلماء كما تفضلتم في سؤالكم.

سؤالي الأخير لكم أستاذ علي: اليوم تقريباً نحن على أعتاب الذكرى السنوية السادسة لإنطلاق ثورة 14 فبراير في البحرين، كيف تشاهدون الثورة البحرينية اليوم بعد ست سنوات على إنطلاقها؟

أرى الثورة أكثر عنفوان وإصرار وتحد وثبات ضد النظام الخليفي، وأرى أن سوءات النظام تتكشف إلى الرأي العام وإلى كل الناس أكثر من الأيام والسنوات الماضية. وأرى المشاعر تلتهب وتحمي في نفوس الثوار في داخل البحرين، وأرى في الأفق مقاومة تلوح وتنبري وتبرز في داخل البحرين، حيث للصبر حدود والناس لا طاقة لها على تحمل كثير من الجرائم التي لا يتردد النظام في ارتكابها ضد شعب البحرين. وأرى أن النظام مهزومٌ مهزومٌ مهزومٌ وأن شعب البحرين منتصرٌ منتصرٌ منتصرٌ، ذلك بفضل تضحياته، ذلك بفضل عدالة قضيته، ذلك بسبب دفاعه عن دينه ومعتقده،ذلك بأن الخليفيين وحلفاءهم يتهاوون ويأفلون ويتساقطون ويصغرون ويتحجمون وتهزمهم سواعد اليمنيين وتدور عليهم الدوائر.

في نهاية حديثنا بإسمي وبإسم العاملين في موقع KHAMENEI.IR أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ والناشط السياسي البحريني علي مشيمع على إتاحته الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الشيق، ونسأل الله عز وجلَّ له ولشعب البحرين الأبي دوام التوفيق والعزة والانتصار.

المصدر: موقع KHAMENEI.IR

114-1

تصنيف :