مصر.. التوريث في عالم السلفية!

مصر.. التوريث في عالم السلفية!
الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٧ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

من المعروف في مصر أن هناك أسر معروفة للمناصب الوزارية، وأخرى للاقتصاد، ومؤخرًا أصبح الأمر لا يتوقف على السياسة والاقتصاد والمناصب التنفيذية، وإنما يتعدى الأمر إلى توريث الطريقة والمنهج والفكر..

العالم - العالم الاسلامي

السلفيون يسيرون بنفس المنطق المنظم، حيث يحرص كل  "شيخ" على وجود "وريث" له يبث فيه أفكاره ومنهجه حتى لا تخرج الطريقة بعيدا عن "الوريث" وتظل حية لا تموت.

وإذا كانت الحكمة الشعبية تقول "قل لي من تصاحب أو من كفيلك؟ أقول لك من أنت؟ فيمكن استنساخ هذه المقولة على التيار السلفي وتكون بالنص التالي "قل لىّ من شيخك؟ أقول لك من أنت وما هو منهجك".

فشيوخ التيار السلفي يحرصون على تحديد مجموعة تكون مقربة منهم، لهم مزايا غير الآخرين أبرزها حضور كل جلساته ودروسه، يكونوا تلاميذ لهم ثم يتوارثوا فكرهم ومنهجهم ليصبحوا شيوخا فيما بعد، يذهبون إلى أماكن أخرى قد تكون محافظات أو دول أخرى ليعيدون نفس الكرة، بنفس السيناريو، وينشرون الفكر والمنهج.

ومن الممكن أن تكون الحلقة التي تدور حول الشيخ أو "ورثة الشيخ فكريا ومنهجيا" مُشكلة من "أبناء وتلاميذ" أو تقتصر على الأبناء فقط لا غير، أو العكس تلاميذ فقط دون وجود أبناء.

وورثة الشيخ، يتحدثون كما يتحدث، وتكون نبرة صوتهم كصوته، حتى طريقة هندامه، بالإضافة إلى إشارة اليد التي دائما يتقنها تلاميذ وورثة الشيوخ، لدرجة تجعلك تقول أن التلميذ شبيه الشيخ.. في السطور التالية نرصد أبرز نماذج التوريث داخل التيار السلفي.

•• أبناء أبو إسحاق الحويني يسيرون على خطاه في إصدار الفتاوى
أبو إسحاق الحويني، داعية سلفي، له مكانة كبيرة داخل التيار السلفي، ويعتبره أبناء الحركة السلفية مُحدث العصر، وله ورثة كُثر، مختلطين بين أبنائه وتلاميذه، فمن أبنائه "أبو يحيى الحويني" الذي له موقع الإلكتروني يمارس من خلاله إصدار الفتاوى التي يصفها أعضاء بمجمع البحوث الإسلامية بالمتشددة، كما هناك ابن آخر وريث لفكره وهو حاتم الحويني، بالإضافة لذلك هناك تلاميذ كُثر لأبو إسحاق الحويني، من النظرة الأولى لهم تعرف أنهم خريجي مدرسة "الحويني"، حيث تجد إشارة أيديهم وطريقة كلامهم وأسلوبهم حتى نبرة أصواتهم مثل "الحويني" ومن هؤلاء مازن السرساوي المُلقب بخليفة "الحويني".

•• "أحمد" وريث الشيخ محمد حسان
الشيخ محمد حسان الداعية المعروف يمارس الخطابة حاليا من خلال الشاشة، فآخر مكان صعود له على المنبر أثناء فترة اعتصام رابعة العدوية لجماعة الإخوان، ومن وقتها اقتصر ظهور "حسان" عبر الشاشة، ويتلقى تلاميذ "حسان" وأتباعه فكره من خلال القنوات التلفزيونية، ويعتبر له وريث واحد في العمل الدعوي ألا وهو أبنه أحمد حسان، الذي يسير على نهج والده ولكنه طور فيه بعض الشىء حيث يمارس الإنشاد الديني وقد أنتج مجموعة من الأناشيد.

•• علاء وأنس أبناء محمد حسين يعقوب يمارسان مدرسة الترغيب والترهيب
"غزوة الصناديق".. هذه الكلمة من أشهر جمل لشيخ محمد حسين يعقوب الداعية السلفي، وله ورثة كثر، من أبنائه علاء وأنس اللذين يمارسان مدرسة والدهما في الأسلوب الدعوي وهو "الترهيب والترغيب" أو المدرسة الربانية التي أنشأ لها الشيخ موقعا إلكترونيا، كما يوجد للشيخ تلاميذ كثر يتحدثون كما يتحدث، ومن هؤلاء هاني حملي زوج ابنة "يعقوب"، والشيخ عمرو أحمد ومحمد الحسانين .

•• شيوخ وتلاميذ الدعوة السلفية
للدعوة السلفية شيوخ معروفين داخل التيار وخارجه، ومن هؤلاء الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، وتخرج من مدرسته السلفية شيوخ كُثر، لكن في المرحلة الحالية الدكتور زين العابدين كامل يعتبر أقرب التلاميذ المقربين لـ"برهامي" يتجرع منه فكره السلفي، ويسير على نهجه ويقتفي آثره.

ومن مشايخ الدعوة السلفية الذين لهم تلاميذ أصبحوا شيوخا الآن محمد إسماعيل المقدم القيادي بالدعوة السلفية، وقد تلقن من فكره أحمد خليل خير الله القيادي بحزب النور ورئيس الكتلة البرلمانية، وأحمد حطيبة والشيخ سيد العفاني، فهؤلاء يعتبروا من تلاميذ "المقدم".

ومن شيوخ التيار السلفي الذين لهم تلاميذ يتحدثون كما يتحدث شيوخهم، الدكتور محمد سعيد رسلان الذي له تلميذا أسمه صلاح غانم خريج معهد إعداد الدعاة بمنوف الذي أسسه "رسلان".

المصدر : اليوم السابع

109-3