ادارة ترامب تتصدع بعد استقالة مهندس علاقاتها مع روسيا

ادارة ترامب تتصدع بعد استقالة مهندس علاقاتها مع روسيا
الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

شكلت الاستقالة المفاجئة لمستشار الأمن القومي، مايكل فلين، من البيت الأبيض، ضربة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان يسعى لعلاقات ودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

العالم - مقالات وتحليلات

ومن المحتمل أن تتسبب الاستقالة، وفقا لتقييمات استخباراتية، ومساعدين ومشرعين في الكونغرس، بالمزيد من الفوضى في الشرق الأوسط.

وقال ترامب في تغريدات متتالية إن «القصة الحقيقية» لاستقالة مستشار الأمن القومي هي قضية «التسريبات غير القانونية»، وليست تلك التقارير التي تتحدث عن تضليل كبار المسؤولين في البيت الأبيض حول محادثاته مع روسيا.

كذلك أكد متحدث البيت الأبيض أنه « لا توجد أي مخالفة قانونية في محادثات فلين مع المسؤولين الروس».

لكن كيليان كونواي، مستشارة ترامب، قالت إن فلين استقال «لأنه لم يشأ أن يثير جدلا حول الإدارة الأميركية الحالية»، مشيرة إلى أنه «كان مضللا لنائب الرئيس».

وحسب مشرعين أميركيين، فإن فلين، كان المحرك الرئيسي لخطط ترامب لسياسة التعاون الوثيق مع موسكو قبل ضبطه متلبساً في محاولة تضليل كبار المسؤولين في البيت الأبيض حول محادثاته الهاتفية مع سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، سيرغي كيسليك.

ورغم أن الكرملين أكد أن فلين هو «قضية داخلية أمريكية»، فإن نائبين روسيين أكدا أنها تُثبت أن جهودا تُبذل لتقويض العلاقات الروسية الأميركية.

وقال ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي: «من الواضح أن فلين أُجبر على كتابة خطاب استقالته تحت ضغوط معينة، فيما أكد النائب قسطنطين كوساتشيف، الذي يرأس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان الروسي) أن هذه الاستقالة قد تكون علامة على تزايد المشاعر المناهضة لروسيا في البيت الأبيض.

وتزامنت استقالة فلين، مع معلومات كشفتها صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم. ومفادها أن روسيا نشرت صاروخ كروز جديدا على الرغم من شكاوى المسؤولين الأميركيين بأن ذلك يمثل خرقا لمعاهدة للحد من الأسلحة تحظر الصواريخ الأميركية والروسية المتوسطة المدى التي تُطلق من قواعد أرضية.

وتأتي أهمية استقالة فلين للشرق الأوسط، لكونه المهندس الأول لمرحلة من التعاون بين إدارة ترامب وموسكو في قضايا الشرق الأوسط، لإنجاز هدف أميركي جديد يتمثل بتقليص النفوذ الايراني في العراق وسوريا وتحجيم دور طهران في المنطقة وإبعاد المقاتلين المدعومين منها عن المناطق الحدودية، خاصة مع الأردن وإسرائيل.

ومن الإشارات التي تدل بوضوح على الدور الهام لفلين في المنطقة، كان اتفاق العديد من المحللين أن الرجل مطلع على الترتيبات الأميركية الجديدة المبرمة مع العديد من قادة الشرق الأوسط بمن فيهم الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، والملك السعودي الملك سلمان في الرياض، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب أردوغان في أنقرة، ناهيك عن التفاهمات مع الرئيس الروسي بوتين ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ودعت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، نانسي بلوسي، مكتب التحقيقات الفدرالي إلى تكثيف التحقيقات في علاقات ترامب مع روسيا في أعقاب استقالة مستشار الأمن القومي. وأضافت في بيان أن استقالة فلين هي انعكاس لسوء تقدير من الرئيس ترامب، وهي تتطلب أجوبة على الأسئلة الخطيرة بشأن تورط الرئيس.

وكررت بلوسي مطالبات سابقة بدعوة لجنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتحقيق في دور روسيا في انتخابات 2016 والعلاقة مع إدارة ترامب.

وقالت إن ترامب ومستشاره للأمن القومي، أعطيا الروس انطباعا بأنه لا داعي للقلق بغض النظر عما يقومون به لأن البيت الأبيض لن يقف ضد عدوانهم.

وطالبت بتجريد فلين من وثيقة «النظافة الأمنية» حتى يتم إعلان الحقائق حول اتصالاته السرية مع الروس.

وعلى الرغم من المطالبات الملحة بالتحقيق بشأن استقالة فلين، فهو حسب ما علمت «القدس العربي» لن يتعرض لتحقيقات من الكونغرس.

وقال رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيسون شافتيز، إن لجنته لن تحقق في الظروف التي أدت إلى استقالة مستشار الأمن القومي، وبدلا من ذلك، ستستمر لجنة الاستخبارات في المجلس في التحقيق بمحاولات روسيا التأثير على الانتخابات الرئاسية ومسألة القرصنة.

وكانت جهات قريبة من وكالة الاستخبارات الأميركية، كشفت عن مضمون المحادثات التى أجراها فلين مع السفير الروسي من خلال المراقبة الروتينية التي تنفذها وكالات إنفاذ القانون.

ووفقا لتوقعات العديد من مساعدي أعضاء الكونغرس الذين سألتهم «القدس العربي» عن خليفة فلين، كان هناك شبه اتفاق على أن الجنرال المتقاعد جوزيف كيلوغ الذي اختاره ترامب كمستشار مؤقت في مجلس الأمن سيكون خلفاً لفلين.

القدس العربي

2-4