موسكو تدعو لنظام عالمي جديد وواشنطن تطمئن الحلفاء الاوروبيين

موسكو تدعو لنظام عالمي جديد وواشنطن تطمئن الحلفاء الاوروبيين
الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٧ - ٠١:٤٧ بتوقيت غرينتش

دعت موسكو السبت في ميونيخ الى نظام عالمي جديد لا يهيمن عليه الغرب، فيما حاول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس طمأنة الأوروبيون القلقين من التصريحات الحادة لدونالد ترامب.

العالم - العالم

واكد بنس ان الولايات المتحدة ستكون دائما "الحليف الأكبر" للأوروبيين، وذلك في أول خطاب له أمام مؤتمر ميونيخ السنوي للامن الذي حضره العديد من القادة الاجانب.

وإذ كرر بنس مرارا أنه يتحدث باسم الرئيس ترامب، شدد على الالتزام "المتين" للولايات المتحدة في اطار حلف شمال الأطلسي، وعلى القيم المشتركة المتمثلة بـ"الديموقراطية والعدالة ودولة القانون" وهي قيم مشتركة بين ضفتي الأطلسي.

ويأتي هذا الخطاب استكمالا لاسبوع من الجهود الدبلوماسية التي بذلها وزراء ترامب في أوروبا، بعد تصريحات عدة للرئيس الاميركي هدد فيها بالانسحاب من الأطلسي ورحب بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

ورغم ان بنس اكد ان الولايات المتحدة ستبقى "الحليف الاكبر" للاوروبيين، كرر بحزم المطالب الاميركية بالتزام مالي اكبر من شركائها في حلف شمال الاطلسي داعيا الى ان تخصص 2% من اجمالي الناتج الداخلي لديها للنفقات العسكرية.

وقال في هذا السياق "يستدعي الدفاع الاوروبي التزامنا بقدر التزامكم. وعود المشاركة في الاعباء لم يتم الايفاء بها منذ فترة طويلة جدا" بما يشمل "اكبر حليفين لنا" في اشارة ضمنية الى المانيا وفرنسا.

واضاف ان "الرئيس ترامب ينتظر من حلفائه ان يلتزموا بوعودهم. لقد آن الاوان للقيام بالمزيد".

ورد معظم الوزراء الاوروبيين في كلماتهم على خطاب بنس ودافعوا عن الاتحاد الاوروبي على غرار وزير الخارجية الالماني سيغمار غبرييل الذي قال "أنا لا أعرف أي منطقة أخرى في العالم حيث يمكن العيش في سلام وازدهار وأمن اجتماعي".

وذكر بأن أوروبا تساهم في استقرار العالم عبر المساعدات للتنمية.

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن "بنس يعيد تأكيد التزامه تجاه حلف شمال الاطلسي، وهذا إيجابي لكن علينا أن نرى كيف سيتم ذلك".

لكنه عبر عن اسفه في تغريدة على "تويتر" لان نائب الرئيس الاميركي "لم يقل كلمة واحدة عن الاتحاد الاوروبي"، في وقت كان ترامب اشاد بخروج بريطانيا من التكتل وبدا انه يأمل في تفكك الاتحاد.

أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، فوجهت نداء الى التعددية من اجل مواجهة التحديات الكبرى مثل الارهاب او ازمة الهجرة، في وقت ينتشر الخطاب القومي في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقالت "خلال عام نواجه فيه تحديات هائلة، هل سنواصل العمل معا أم إننا سنقع مجددا في أدوارنا الفردية؟ أنا أدعوكم إلى أن نعمل معا بشكل نجعل فيه العالم أفضل".

وفي ما يتعلق بروسيا، دعا بنس الى الحزم قائلا: "اعلموا ان الولايات المتحدة ستواصل مطالبة روسيا بحسابات رغم السعي الى مواضع توافق. فكما تعلمون ان الرئيس ترامب يرى ذلك ممكنا"، داعيا موسكو الى تطبيق اتفاقات مينسك للسلام في اوكرانيا.

ومتحدثا بعد ساعات على كلمة بنس، اعلن لافروف نهاية "النظام العالمي الليبرالي" الذي صنعته بحسب قوله "نخبة دول" غربية تهدف الى الهيمنة.

وقال "على القادة تحديد خيارهم. وآمل ان يكون هذا الخيار هو نظام عالمي ديموقراطي وعادل. وإذا أردتم اطلقوا عليه (نظام) +ما بعد الغرب+" واصفا حلف شمال الاطلسي بأنه "من بقايا الحرب الباردة".

وفي ظل اجواء الارتياب التي تحيط بالنظام العالمي وخصوصا مستقبل العلاقات الروسية-الاميركية في ظل ادارة ترامب، اقترح لافروف على واشنطن "علاقات براغماتية قائمة على اساس الاحترام المتبادل".

وأشار لافروف إلى أن "إمكانات التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والقضايا الإنسانية ضخمة، ولكن يجب إدراكها. نحن منفتحون حيالها".

وحضر الملف الأوكراني، الذي اثار فتورا في العلاقات بين موسكو والغرب، في ميونيخ ايضا.

وتطرق وزراء الخارجية الألماني والفرنسي والأوكراني والروسي على مدى ساعة الى اتفاقات مينسك، التي لم يتم احراز اي تقدم منذ عامين لجهة تنفيذها.

المصدر: (أ ف ب)

2