حرب ’النصرة’ الإلغائية على ’جند الأقصى’: هذه هي الاسباب!

حرب ’النصرة’ الإلغائية على ’جند الأقصى’: هذه هي الاسباب!
الإثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

إشتعلت الحرب بين حلفاء الأمس أو ما كانوا يطلقون على أنفسهم "أخوة المنهج"، حيث هاجمت "هيئة فتح الشام" (آخر اسم أطلق على "جبهة النصرة" الإرهابية) مواقع وبلدات تسيطر عليها جماعة "جند الأقصى" الإرهابية في ريفي حماه وإدلب وسيطر رتل لـ "النصرة" على بلدة كفرزيتا في ريف حماه بينما قتلت "جند الأقصى" حوالي أربعة وعشرين مسلحاً من أتباع النصرة في دار المحكمة الشرعية في سرمدا بينهم شقيق المسؤول العسكري لقاطع حماه في "النصرة"

العالم - مقالات وتحليلات

كما إرتكبت جماعة جند الأقصى مجزرة برتل تابع لـ "النصرة" عند مدخل مدينة خان شيخون في ريف إدلب وهذا الرتل يتألف غالبيته من عشيرة الشعيطات التي كانت "داعش" قتلت منها أكثر من ألف شخص عام 2014، في دير الزور.

 

 

ويأتي الصراع بين النصرة وجند الأقصى بعد المستجدات العراقية وانتقال داعش إلى سوريا نتيجة خسارتها أكثر من تسعين بالمئة من الأراضي التي كانت إحتلتها في محافظتي صلاح الدين والأنبار في العراق، ما حوّل قتالها على الساحة العراقية الى الهجوم الى "الدفاع".

وتخشى "جبهة النصرة" من إنتقال "داعش" بكامل عددها وعتادها إلى سوريا ووصولها لمناطق نفوذ "النصرة" وسيطرتها في إدلب وفي ريف حماه عبر وجود جماعة "جند الأقصى" في تلك المناطق، ما يمكنّها من خلق مساحة اتصال جغرافي. وهذا الخوف لدى "النصرة" هو ما دفع بأميرها المعروف باسم "أبو محمد الجولاني" الى اتخاذ "القرار الصعب" بقتال جماعة "جند الأقصى" من مبدأ "مكره أخاك.. لا بطل".

وهدفت النصرة من وراء فتح النار على "جند الأقصى" الى إبعاد خطر "داعش" عنها بعد إنسحابه من العراق، وفي الوقت نفسه تحاول عدم الدخول في حرب إستنزاف مفتوحة مع "جند الأقصى"، من خلال طرح حل يقضي بسحب مقاتلي "جند الأقصى" بسلاحهم الفردي إلى الرقّة. وتشير المعلومات إلى "مفاوضات تجري حول هذا الأمر، لكنها الى حدّ الآن متعثرة بسبب إصرار جند الأقصى على إحتفاظ عناصرها بسلاحهم الثقيل".

حركة أحرار الشام تبدو المستفيد الأول من هذا الصراع بين عدوين لها تحالفا منذ عدة أشهر على حربها، وهي تراقب المعركة بين خصومها علّها تطول وتستنزف "جبهة النصرة" خصمها الأول والأقوى في الساحة التكفيرية المسلحة في سوريا، وهو الحال الذي تعيشه فصائل محسوبة على "الجيش الحر" كانت تعرضت الى ضربات من جبهة النصرة قبل ثلاثة أسابيع. وتقول المعلومات أن "فصائل "الجيش الحر" هذه، هي التي تتعاون مع جماعة "جند الأقصى" ووفرّت لها المعلومات التي مكنّت الأخيرة من قتل غالبية الكادر المسؤول لـ"النصرة" في ريف حماه".

 

 

مبدأ "التغلب"

ويعتقد خبراء في الحركات التكفيرية أن الحرب بين طرفين أساسيين في التنظيمات التكفيرية المسلحة، والمدرجة على لوائح الإرهاب العالمي تشكّل تكراراً لـ"السيناريو العراقي" في الحرب الداخلية للفصائل التكفيرية هناك. وهي نتاج فكرة "المفاصلة والتغلّب" التي تحملها هذه الجماعات والتي تقوم على مبدأ سيطرة جسم واحد بقيادة واحدة على الساحة، أية ساحة". ويعتبر هؤلاء الخبراء فيما يعني الساحة السورية أن "عجز الفصائل التكفيرية عن حسم الوضع مع الدول القائمة دفعها الى الصراع الداخلي بين أجنحتها توافقاً مع هذا المبدآ واستناداً الى فكرة "التغلّب"، وهي الفكرة التي كان الهدف الأول الذي عمل عليه أبو مصعب الزرقاوي ضد جماعات "مجلس شورى المجاهدين في العراق" عام 2005، ثم عملت به جماعة "الدولة الإسلامية في العراق" ضد الزرقاوي عام 2006.

تسجيل صوتي

في مجريات الأحداث والاجتماعات التي جرت بين الطرفين حصل "موقع العهد" على تسجيل صوتي لأحد قادة جماعة "جند الأقصى" يشرح فيه لمسؤولين من جماعته ما حصل في اجتماع بين "جند الأقصى" و"هيئة فتح الشام" قبيل وأثناء المواجهات بين الطرفين، وفي التسجيل يصف مسؤول "جند الأقصى" جماعة "النصرة" بالمرتدين، كما شن هجوما بألفاظ قاسية على المدعو الزبير الغزاوي المسؤول العسكري في "النصرة".
 

.

 


 

 

 

وإتهم المسؤول المفاوض في "جند الأقصى" جماعة "النصرة" بالغدر والنفاق والكذب وقال: "إتفقنا على أن نتفاوض وفي نفس الوقت كانوا يرسلون رتلا يقتحم كفرزيتا". ويشير الى أن المسؤول العسكري في النصرة الزبير الغزاوي قال له نحن الأوصياء على الساحة وممنوع أن تطلقوا طلقة واحدة على النظام دون علمنا".
ويلفت الى أنه قال للغزاوي أن النصرة سلمّت حلب للدولة السورية وأنها سلمت إدلب للائتلاف وان لواء الأقصى هم من حرر ريف حماه كاملاً حسب التسجيل الصوتي الذي نشره أمس".

نضال حمادة - العهد

2-4