مؤتمر طهران الدولي السادس واولوية تحرير فلسطين والقدس الشريف - القسم الاول

مؤتمر طهران الدولي السادس واولوية تحرير فلسطين والقدس الشريف - القسم الاول
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧ - ٠٩:٢٦ بتوقيت غرينتش

أطلقت طهران عاصمة الثورة الاسلامية اليوم الثلاثاء 21 شباط / فبراير 2017 فعاليات المؤتمر الدولي السادس لدعم قضية تحرير فلسطين والقدس الشريف.

العالم - مقالات

ويأتي عقد هذا المؤتمر الذي سيستمر على مدى يومين حصيلةً للتطورات المهمة التي شهدتها الساحة الإسلامية والعربية طيلة الأعوام الستة الماضية وماصاحبتها من حروب وصراعات داخلية خطيرة اثبتت من جديد صوابية الرؤية التحررية لمحور قوى المقاومة والممانعة بوجه المشروع التوسعي الصهيوني - الغربي في الشرق الأوسط.
فقد برهنت الفتنة التكفيرية الطائفية المتواصلة حتى وقت كتابة هذا السطور على خطورة التهديد الذي تمثله "اسرائيل" الغاصبة، ضد الأمن والسلام والأستقرار في العالم الاسلامي والمنطقة العربية، الأمر الذي أكدته الوقائع والمعطيات والنتائج المزرية على مستوى انزلاق فئات من ابناء الأمة الإسلامية والعربية الى مسلسل دموي ارهابي متطرف ومتخلف ولايمكن ان يستقيم مع لغة العقل والمنطق ابدا .
ومن الواضح وبما لا لبس فيه ضلوع العدو الصهيوني المجرم في مؤامرة تأجيج اتون هذه الفتنة المحرقة ابتغاء تمزيق الصف الاسلامي عموما وتفكيك جبهة المجاهدين الشرفاء بوجه تحركات الاستكبار العالمي خصوصا.
فالمؤكد هو ان الصهيونية الحاقدة هي الرابح الأكبر مما يعصف بالمسلمين والعرب من دوامة هائجة اختلقتها اهواء وسياسات انظمة البترول والغاز الخليجية بزعامة النظام السعودي ظنا منها بأنها باتت قادرة على استثمار مواردها المالية الغزيزة - والتي هي اساسا ثروات شعوبها المقهورة - في شن غارات وغزو بلدان وشعوب تمثل شوكة في عيون "اسرائيل" اميركا والوهابية والتكفير الطائفي في العالم اجمع.
ومن الثابت ايضا ان فلسطين والأقصى الشريف هما الخاسر الأكبر مما يجري منذ سنوات في سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن وتركيا والبحرين فضلا عن المظالم الفظيعة التي تتعرض لها انتفاضة المقدسيين منذ نحو عامين .
فالاحتلال الصهيوني البغيض تعمد ومازال ارتكاب عمليات الإعدام الرهيبة بحق الثوار الفلسطينين بدماء باردة وعلى مرأى ومسمع العالم كله سيما ادعياء الدفاع عن حقوق الإنسان. وهي عمليات ضربت بعرض الحائط جميع الموازين الأخلاقية والقيمية والحضارية وبشكل لايصدّق.
كما ان العدو المحتل ما انفك يكثف وبلا حدود من نشاطاته الإستيطانية المنافية للقانون الدولي على حساب اصحاب الأرض والمزارع والقرى والاحياء السكنية الفلسطينية العريقة .
  فيما تتواصل حفرياته المشكوكة تحت أركان حرم المسجد الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بذريعة مساعيه للعثور على آثار الهيكل المزعوم. اضافة الى انه اخذ يدعم وتيرة انتهاكات المستوطنين للحرم القدسي بشكل استفزازي وقح، على حين اصدر الكنيست الصهيوني قرارا بمنع تلاوة الأذان عبر مكبرات الصوت في هذه البقعة الطاهرة.
وبملاحظة سريعة لمجمل هذه النتائج يمكن القول ان الكيان الصهيوني الذي ما زال يمارس تحطيما انسانيا بشعا في كافة الأراضي الفلسطينية وبخاصة في قطاع غزة المحاصرة منذ حوالي عشرة اعوام، ربما نجح في تحييد وتجميد الهدف التاريخي والمصيري للأمة الاسلامية والعربية في سبيل تحرير فلسطين من النهر الى البحر، الأمر الذي يفترض بمؤتمر طهران الدولي السادس ان يعيد الحياة الى شرايينه سريعاً وبأقوى الأذرع التنفيذية قبل ان تتمادى الصهيونية البغيضة في غيها مستغلة انشغال ابناء المسلمين والعرب بقتل بعضهم البعض.
• حميد حلمي زادة 
208