مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران الاتجاه المعاكس

مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران الاتجاه المعاكس
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧ - ٠٩:٢٥ بتوقيت غرينتش

بنيامين نتنياهو اعلن بصراحة انه وبمعية الولايات المتحدة يسعى الى تشكيل حلف مع الدول السنية لمواجهة الجمهورية الاسلامية لكن في ذات الوقت اعلن انه مقابل هذا التحالف الذي سيتشكل بوجود دول خليجية لن يمنح الفلسطينيين اكثر من حكم ذاتي في مناطق سكناهم ولن يتنازل عن مشروعه الاستيطاني ولن يقبل بمبادرة التسوية العربية إنما سيتعاطى معها بايجابية.

هذه اللهجة ابرزت وكأن حلفا سنيا يتشكل يضم تل ابيب هدفه محاربة المشروع الشيعي الذي ترأسه ايران ،واعتقد ان كل سني وانا من بينهم  يشعر الان بالاهانة العميقة نتيجة هذه التصريحات التي ان دلت على شيء تدل على اللعب المتقن للاحتلال على التناقضات التي يعيشها المسلمون في هذا العالم نتيجة الصراع الطائفي المصطنع والذي اصبح واضحا انه يخدم الصهيوامريكية ويقدم لها مشروعا استعماريا منجزا دون ثمن على طبق من ذهب.

اليوم ومع اجتماع ممثلون عن ثمانين دولة وتنظيم وحزب وجماعة في طهران دعما للقضية الفلسطينية تضح الصورة بشكل جلي بان المعركة الحقيقية هي مع الاحتلال وبان بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة، ان الغالبية العظمى من المشاركين في هذا المؤتمر هم من السنة الرافضين للطائفية والذين يرون بان الخطر الحقيقي على هذه الامة هو الاحتلال والمشروع التقسيمي الذي يسعى اليه والذي سينتهي باعلان (اسرائيل الكبرى) وبان فكرة الامتداد من النيل الى الفرات هي فكرة قائمة في اذهان القادة الاسرائيليين ولم تزل بمرور الزمن وتغيير الظروف.

البعض كان يظن ان هذه الفكرة كانت تقوم على الاحتلال العسكري للهلال الخصيب وصولا الى النيل لكن الواقع ان المشروع الاسرائيلي يقوم على دولة اسرائيل الصغرى في ارض فلسطين ومحيط مهادن يشكل عمقا استراتيجيا امنا للكيان هذا هو الشكل النهائي، وتحويل المحيط الى مستهلك للمنتج الاسرائيلي بكافة اشكاله وقبول الاحتلال كواقع طبيعي في المنطقه، المشاركون في مؤتمر طهران عليهم اليوم تحديد الاولويات في المستقبل وعليهم تشكيل جبهة واسعة تعمل كاتجاه معاكس للمشروع الاسرائيلي الذي باتت ملامحه تبرز اكثر من قبل.

ان دعم القضية الفلسطينية في هذه المرحلة يحتاج اولا الى قرار عربي واسلامي برفض الطروحات الامريكية والاسرائيلية التي تهدف الى انهاء القضية الفلسطينية عبر تسوية لن تمنح للفلسطينين سوى مناطق سكناهم وتلخص القضية التي كانت شغل العالم الشاغل الى قضية مجموعات سكانية تبحث عن حلول انية ليس اكثر ،المطلوب هو الاعلان بان لا قضية في العالم العربي والاسلامي اهم من القضية الفلسطينية.

ثانيا على المجتمعين في طهران ان يشكلوا جبهة رفض للصراعات المذهبية والطائفية لانها الوصفة السهلة لضياع وتهميش القضية الفلسطينية ثالثا ان يبدا الدعم لهذه القضية بتوحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام الحاصل لانه الارضية الخصبة لتفشي المشروع الاسرائيلي فوق الارض الفلسطينية رابعا ان تعمل هذه الاطراف على تعزيز صمود الفلسطينيين فوق ارضهم وتحديدا في المدينة المقدسة التي تواجهة اعتى عدوان اسرائيلي منذ العام ١٩٦٧.

ان ممثلي الدول والاحزاب والجماعات السنية المجتمعة في العاصمة الايرانية في طهران مطالبون برد الاهانة التي وجهها بنيامين نتنياهو لهم ولمذهبهم بوصفه مذهبا متماهيا مع المشروع الصهيوامريكي وان يعلنوا رفضهم لاي مشروع لا تكون فلسطين اولويته وبوصلته ، نتنياهو قال كلمته والقى لها بالا وينتظر ان يحصد النتائج.

بقلم فارس الصرفندي