مفاوضات “جنيف 4″ لم تفشل.. وحققت معظم أهدافها “غير المعلنة”..

مفاوضات “جنيف 4″ لم تفشل.. وحققت معظم أهدافها “غير المعلنة”..
السبت ٠٤ مارس ٢٠١٧ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

يخطيء من يعتقد ان الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف التي اختتمت اعمالها امس الجمعة بعد ثمانية أيام من المفاوضات غير المباشرة، قد انتهت بالفشل، ولم تحقق أي اختراق كبير على صعيد القضايا المطروحة على جدول اعمالها، فهذه الجولة لم يتم عقدها من اجل تحقيق اختراقات، بل من اجل “التطبيع″ بين الفرقاء، وكسب الوقت، و”تسويق” بعض المصطلحات.

العالم - سوريا
وفد الحكومة السورية حقق إنجازا مهما عندما فرض على وفد الهيئة العليا للمفاوضات القادم من الرياض، ادانة عمليات إرهابية استهدفت مقرين امنيين في حمص، أعلنت “هيئة تحرير الشام” او “النصرة سابقا” مسؤوليتها عن تنفيذهما، وكان له ما أراد، والأكثر من ذلك، وضع ملف الإرهاب في مقدمة الملفات الاخرى المطروحة على جدول الاعمال.

وفد المعارضة الرئيسي الذي يمثل الهيئة العليا كان الأكثر تضررا وخسارة في هذه الجولة، مثلما يعتقد الكثير من الخبراء، ويمكن اختصار هذه الخسارة في النقاط التالية:

    أولا: لم ينجح مطلقا في جعل المرحلة الانتقالية للحكم المحور الرئيسي للمفاوضات، كما لم يجد أي استجابة من قبل المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا لمطلبه في مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة، حول هذه المسألة الجوهرية من وجهة نظره.

ثانيا: ستدخل جولة مفاوضات “جنيف 4″ تاريخ الازمة السورية من حيث كونها سحبت وحدانية تمثيل المعارضة من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، واجبارها على قبول منصتي القاهرة وموسكو على قدم المساواة، بطريقة او بأخرى مكرهة، ومن غير المستبعد إضافة ممثلين عن الاكراد في الجولة المقبلة.

ثالثا: تهديدات دي ميستورا أدت الى حدوث تغيير جذري في سلوكيات وفد معارضة الرياض، وهو الاضخم، من حيث عدم الانسحاب احتجاجا مثلما كان عليه الحال في جولات سابقة، لان الانسحاب، مثلما قال المبعوث الدولي سيؤدي الى استئناف المعارك وانهيار وقف اطلاق النار، وفتح معركة استعادة مدينة ادلب على غرار معركة حلب.

رابعا: اتساع الشرخ بين وفد المعارضة المشارك في جنيف و”هيئة تحرير الشام” الإسلامية المتشددة، التي أصدرت بيانا على لسان قائد جناحها العسكري ابو محمد الجولاني اتهمت فيه كل من شاركوا في المفاوضات بالخيانة وعدم تمثيل الشعب السوري.

من الطبيعي القول ان وفد السلطة السورية قدم بعض التنازلات وابرزها القبول بالمسائل الثلاث المطروحة على جدول الاعمال وهي الحكم.. الدستور.. الانتخابات، وتظل موضع نقاش، واخذ ورد، وان كان وضع هذه النقاط على جدول الاعمال يعتبر تدخلا في الشأن السوري الداخلي والسيادي.

روسيا هي “المايسترو” الرئيسي الذي يمسك بكل خطوط اللعبة في غياب أي دور امريكي او عربي او أوروبي، مؤثر او غير مؤثر، وما علينا الا انتظار “جنيف 5″ لمعرفة ما في جعبة سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من مقترحات ومشاريع، مع تسليمنا بأن مشروع الدستور الذي جرى تسريبه اثناء الجولة الأولى من مفاوضات الآستانة، ربما يكون هو البوصلة.

المصدر / راي اليوم

109-1