محافظات غرب العراق بين "داعشين"

محافظات غرب العراق بين
الخميس ٠٩ مارس ٢٠١٧ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يضحي ابطال الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية بأرواحهم من اجل تطهير ارض العراق من دنس "الدواعش"، وطي صفحتهم السوداء والى الابد، يجتمع نفر من المحسوبين على سنة العراق في تركيا ل"بحث اوضاع المناطق المحررة من "داعش" وادارتها، الى جانب التمثيل السني في العملية السياسية!!.

اجتماع انقرة الذي شارك فيه عدد من المتواطئين مع "داعش" عندما غزت المناطق الغربية من العراق وارتكبت ضد اهلها ما ارتكبت، هو محاولة من قوى اقليمية وعلى راسها تركيا للابقاء على شبح الفوضى والاضطرابات يخيم على تلك المناطق من اجل تمرير اجندتها في العراق والمنطقة.
هذه الحقيقة اشار اليها القيادي في حشد الانبار جمعة فزع الجميلي بقوله أن اجتماع انقرة يضم شخصيات متعاونة مع عناصر "داعش"، وانها لا تمثل الا انفسها، وقراراتها غير ملزمة كون المحافظة لم تخول اي من هذه الشخصيات الحضور الى هذا الاجتماع الذي وصفه ب "المشؤوم".
ان ما قاله الجميلي حول ما يحاك من وراء الحدود للمناطق "السنية" في العراق، يعكس قلق اهالي هذه المناطق التي تعرضت لاستغلال جهات اقليمية نجحت في شراء ذمم بعض المحسوبين على اهلها واستخدمتهم لتنفيذ اجندتها، والتي طالما ارتدت سلبا على امن واستقرار اهالي هذه المناطق، الذين اصبحوا ضحايا لجهات لا تضمر الخير لشعب العراق بشكل عام واهل المناطق الغربية بشكل خاص، كالقاعدة وعصابة ابو مصعب الزرقاوي وعصابة ابو عمر البغدادي واليوم عصابة "داعش" بقيادة ابو بكر البغدادي، فكل هذه العصابات التكفيرية كانت تتحرك في المناطق الغربية من العراق، وسلبوا اهلها الامن والامان على مدى 13 عاما.
الجهات الدولية والاقليمية التي تقف وراء "داعش" في العراق كانت تخطط لانهاك العراق على مدى عقود، عبر تغذية "داعش" بالسلاح والمال والرجال، دون ان تكترث تلك الجهات بما اصاب الشعب العراقي وخاصة اهالي المناطق الغربية من مآسي وويلات، فكلنا يتذكر تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين وعلى راسهم الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، الذين طالما صرحوا ان المعركة مع "داعش" في العراق ستستمر 30 عاما.
هذه المؤامرة الدولية التي كانت تستهدف العراق كوجود، فشلت ببركة الفتوى التاريخية لسماحة السيد السيستاني، التي تمكنت من شحذ همم العراقيين ونقلهم من مرحلة الانكسار والدفاع الى مرحلة الهجوم صونا للارض والعرض، ومع تشكيل الحشد الشعبي من خيرة ابناء العراق، بدات الانتصارات العراقية تتوالى، وتم طرد "الدواعش" من معظم الاراضي التي دخلوا فيها بتواطؤ البعثيين والطائفيين وضعاف النفوس، بسرعة لم تخطر ببال اعداء واصدقاء العراق.
امريكا التي كانت بالامس تمهد الارضية امام العراقيين لقبول فكرة ان المعركة مع "داعش" قد تستمر ثلاثة عقود، نراها اليوم تعترف وعلى لسان صحيفة “واشنطن بوست" بان تحرير الموصل يحتاج الا لاسابيع فقط، واما المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الجنرال ديفيد بترايوس، فقد اشاد مضطرا بحنكة وقوة العراقيين "الذين نجحوا في تقليص أعداد الضحايا المدنيين وحجم الدمار خلال معارك استعادة مناطقهم من داعش وهذا ما يميزهم".

ان على اهالي المحافظات الغربية من العراق الا يسمحوا مرة اخرى للسياسيين "الدواعش" بتعكير صفو انتصارات تحرير مناطقهم من عصابات "داعش"، واعادة شبح الفوضى والاضطرابات اليها، وادخالها في نفق مظلم آخر، عبر العزف مرة اخرى على الوتر الطائفي، وتخويفهم من اشقائهم في الوطن، تنفيذا لاجندات دولية واقليمية لا تعير اي اهمية لا لارواح اهالي هذه المحافظات، ولا لامنها واستقرارها، لذا عليهم ان يقولوا كفى في وجه "الداعشين"، "داعش القتل" و "داعش السياسة".

* شفقنا

205