هكذا يرد الوفد البرلماني التونسي على منتقدي زيارته دمشق؟

هكذا يرد الوفد البرلماني التونسي على منتقدي زيارته دمشق؟
السبت ٠١ أبريل ٢٠١٧ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

وجد الوفد البرلماني التونسي الذي زار سوريا مؤخراً والتقى الرئيس بشار الأسد، وبمجرد عودته، انتقادات واسعة بانتظاره من قبل سياسيين منتمين إلى حركة النهضة. كما شنت عليه صفحات ومواقع افتراضية محسوبة على حركة النهضة أو مقربة منها، حملات شرسة وكأن هناك خشية من كشف حقائق وعلى رأسها ملف التغرير بالشباب التونسي وإرساله لتدمير الدولة السورية.

العالم ـ تونس

وبدورها هاجمت الأطراف المحسوبة على الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي هؤلاء النواب، الذين وجدوا على النقيض من هذا دعماً من باقي الأطياف السياسية. فالقوميون كانوا في طليعة المساندين وكذا أبناء التيار الدستوري أو الدساترة الذين أطيح بهم عن الحكم سنة 2011. وبدورها تساند التيارات الليبرالية واليسارية هذا التوجه الذي سار فيه عدد من نواب البرلمان التونسي.

تهديد بالمحاسبة
لقد صحت لدى المعارضين لهذه الزيارة، من جماعة النهضة والمرزوقي، فجأة نخوة الإنتساب إلى العروبة، واعتبروا أن هذا التوجه للنواب الذين زاروا سوريا يتعارض مع الإجماع العربي على مقاطعة النظام السوري. وتذكروا على حين غرة أن تونس جزء من الأمة العربية وعليها التزامات إقليمية يفرضها انتماؤها لجامعة عربية قبرت قبل أن تولد.
كما يلوم هؤلاء على النواب الذين زاروا سوريا عدم أخذهم الإذن من المجلس، وهم الذين دأبوا على زيارة حلفائهم في أنقرة وواشنطن وطرابلس الغرب وغيرها من دون إذن من أي كان. حتى أن نائبة حركة النهضة يمينة الزغلامي هددت زملاءها الذين زاروا سوريا والتقوا الرئيس الأسد بالمحاسبة السياسية على هذه الخطوة التي اعتبرتها غير محسوبة في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية.

صمت رئاسي
بالمقابل فإن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لم يعلق على الزيارة ويكتفي بالصمت حيال ما يحصل من جدل بين غالبية التيارات السياسية التونسية التي تدعم سوريا الدولة بنظامها وشعبها، وبين الأقلية السياسية الإخوانية ومن والاها في وقت سابق والتي تساند فكرة إزاحة النظام. واعتبر البعض هذا الصمت تزكية ضمنية للخطوة التي قام بها النواب مع الحرص على عدم خسارة الرئيس لحلفائه في الحكم أي حركة النهضة.
ومهما كانت المواقف السياسية فإن هذه الزيارة زادت من حماسة كثير من الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات والشخصيات الفاعلة لزيارة دمشق والتعبير عن مساندتهم للنظام في حربه على التنظيمات التكفيرية والجماعات الإرهابية. كما أن الوفد البرلماني يتحدث غير عابئ بالإنتقادات التي تطاله عن زيارات أخرى ستساهم في إعادة الأمور إلى سيرتها الأولى بين البلدين الشقيقين، أي علاقات تاريخية قوية ومتينة ومتطورة في جميع المجالات وليس مجرد علاقات طبيعية بروتوكولية.
المصدر: العهد
104-4