تسليم فرنسا نسخة من "غنيمة حرب" للسبسي يثير جدلا بتونس

تسليم فرنسا نسخة من
الإثنين ١٧ أبريل ٢٠١٧ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

أثارت صورة نشرتها الرئاسة التونسية وتتعلق بتسلم الرئيس الباجي قائد السبسي نسخة من مفاتيح مدينة صفاقس من وزير الدفاع الفرنسي، جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها بعض السياسيين والنشطاء «إهانة» للتونسيين من مستعمر قديم لم يقدم اعتذاره حتى الآن عن الجرائم التي ارتكبها خلال حوالى ثمانية عقود من احتلاله للبلاد.

العالم - تونس

وكان قائد السبسي استقبل قبل أيام في قصر قرطاج وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، حيث نشرت صفحة الرئاسة على صفحتها في موقع «فيسبوك» عدة صورة للودريان، من بينها تسليمه لقائد السبسي نسخة من مفاتيح مدينة صفاقس جنوب شرق تونس.

وكتب القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة» طارق الكحلاوي «كنت اعتقد أن تقديم وزير الدفاع الفرنسي لـ«نسخة» من مفاتيح مدينة صفاقس كـ«هدية» إلى رئيس الجمهورية مجرد مزحة، لكن تبين لي أنه أمر فعلي، والمصيبة الحقيقية أن يقع تقديم الأمر من قبل تونسيين كإنجاز، في حين أن ما حصل هو إهانة حقيقية من قبل مستعمر قديم (لم يعتذر حتى الآن على تلك المرحلة) تجاه تونس عبر الممثل الرسمي للبلاد الذي بدا سعيدا بما حصل للأسف».

وأضاف «المتحف البحري الفرنسي الذي يحتفظ بهذه المفاتيح مدون في وثائقه الرسمية أن المفاتيح هي «غنيمة حرب» وهو ما حصل خلال احتلال المدينة في شهر تموز/ يوليو سنة 1881 من قبل البحرية الفرنسية إثر مقاومة بطولية من التونسيين سقط فيها عديد الشهداء. عمليا تم الاستيلاء على قطعة أثرية تونسية شديدة الرمزية وتعبر بشكل خاص عن أعلى المعاني البصرية للسيادة. استعادة نسخة من المفاتيح في الوقت الذي يقوم فيه المتحف البحري الفرنسي بترميم القطعة الأثرية الأصلية لعرضها للعموم ليس إنجازا».

وتساءل الناشط اسكندر «لماذا يهدي وزير الدفاع الفرنسي الآن رئيس الجمهورية نسخة من مفاتيح المدينة العتيقة في صفاقس؟ ما هي رمزية هذه الحركة مع العلم أن السياسة تعتمد على الرمزية في كثير من المواقف وخاصة عندما تريد أن تبعث برسائل لهذا أو ذاك؟».

وأضاف «صفاقس كانت آخر مدينة تسقط في يد المستعمر بعد مقاومة باسلة تمت بعدها مجزرة حقيقية داخل أسوار المدينة العتيقة حيث أعدم 900 رجل من رجالات صفاقس في يوم واحد. الموضوع للنقاش والتفاعل».

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند تعهد في وقت سابق بتسليم الأرشيف الخاص باغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشّاد إلى عائلته، حيث يُعتقد أن عصابة «اليد الحمراء» الفرنسية هي التي نفذت عملية الاغتيال، وما زالت السلطات الفرنسية تحتفظ بالوثائق الخاصة بهذه العملية حتى الآن.

المصدر : القدس العربي

2-112