هل وجه ماتيس صفعة لتل أبيب.. خوفا من طهران؟!

هل وجه ماتيس صفعة لتل أبيب.. خوفا من طهران؟!
السبت ٢٢ أبريل ٢٠١٧ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

يسود الانطباع بأنّ الدولة العبرية كانت وما زالت وستبقى تعتبر الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة بمثابة العدو رقم واحد، الذي يُجاهر برؤيته القضاء على الكيان الاسرائيلي وشطبه عن الخريطة. ولكن السؤال الذي ما زال مفتوحًا، ولم يجد جوابًا مناسبًا: هل تُقدم هذه الدولة المارقة على إشعال المنطقة بتوجيهها ضربةٍ عسكرية لإيران؟ والسؤال الذي يُستنبط من السؤال الأّول: هل صنّاع القرار في تل أبيب يقدرون على إقناع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتحمل المسؤولية، والقيام بتوجيه الضربة نيابةً عن الكيان الإسرائيلي وحفاظًا على أمنه، الذي يتبوّأ الأمكنة الأولى في أجندة واشنطن؟

العالم - مقالات وتحليلات

وفي هذا السياق يبدو الكيان الإسرائيلي في حيرةٍ من أمره، إذ أنه قد لا يتمكن من تحقيق هذه الإستراتيجية القاضية بمنع إيران من التحول إلى دولة نووية، علمًا أن التعويل على إلغاء الاتفاق المُبرم مع إيران، ليس ممكنا، لأن الدول الأخرى التي شاركت بالتوقيع على الاتفاق، وتحديدا روسيا والصين، لن توافق على تقبل الخطوة الأميركيّة، خصوصا وأن البيت الأبيض أعلن اول هذا الأسبوع بأن إيران ملتزمة بالاتفاق وتقوم بتنفيذ بنوده على أحسن وجه. والسؤال الذي يبقى مفتوحا: هل تصريح ماتيس أمس الجمعة في تل أبيب بأن الاتفاق النووي مع إيران ما زال قائمًا، يُشكّل صفعةٍ مجلجلة لـ"إسرائيل"، أمْ أن الكلام والتصريحات العلنية تختلف عن الأقوال داخل الغرف المُغلقة؟

ومع ذلك، لا يمكن التقليل من تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من تل أبيب، والذي جدد مزاعم بلاده بشأن امتلاك الحكومة السورية أسلحة كيميائية، قائلاً: لا يزال النظام السوري يملك أسلحة كيميائية، منتهكاً بذلك قرار مجلس الأمن، وفق ادعاءاته.  ونقلت وسائل إعلام عبرية عن ماتيس قوله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان: لقد أوضحنا للحكومة السورية بأنه من المستحسن ألّا تستخدم هذا السلاح مرة ثانية، على حد تعبيره. وفي هذا السياق، فإن ما يقُض مضاجع صناع القرار في تل أبيب هو تزايد قوة ما سماه "محور الشر"، الذي يضُمّ إيران، سوريا وحزب الله.

وفي الشأن الإيراني، زعم ماتيس، بحسب موقع (WALLA) الإخباري - العبري: أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي، لكنها لا زالت تواصل نشاطاتها التوسعية في المنطقة، والدليل على ذلك في اليمن وسورية، معتبرًا أن  طهران تهدد الدولة العبرية ودول الجوار بصواريخ باليستية.

من ناحيته، قال ليبرمان: نحن والعالم نواجه الشر من كوريا الشمالية حتى بيروت.. إيران مصدر هذا الشر.. هي مصدر انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط كله.. واشنطن وتل أبيب تتشاركان القيم والتوجهات ذاتها، ما يمكننا من مواجهة كافة التحديات الماثلة أمامنا، وفق زعمه، منوهًا بالحملة الأميركية ضدّ "داعش".

وساق ليبرمان قائلاً: نحن سعداء للتوجه الجديد الذي تسلكه الإدارة الأميركية حيال أنشطة الجهات الإرهابية، حسب تعبيره، زاعما أن إيران مستمرة في تمويل الإرهاب الكبير في المنطقة، وأضاف لدينا الصبر لانتظار خطوات عملية في هذا الموضوع.

يُشار إلى أنّها الزيارة الأولى لماتيس منذ توليه قيادة وزارة الدفاع، حيث التقى نظيره الإسرائيلي في مبنى "هكريا" بتل أبيب، وحضر اللقاء بين الوزيرين، رئيس الأركان الإسرائيليّ، الجنرال غادي أيزنكوت، ونظيره الأميركي، بالإضافة إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، الجنرال هرتسي هليفي.

المصدر: راي اليوم

102-3