الجيش السوري على أبواب خان شيخون وانهيارات المسلحين تتوالى

الجيش السوري على أبواب خان شيخون وانهيارات المسلحين تتوالى
الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠١٧ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

وصل الجيش السوري الى أبواب خان شيخون. في الوقت الذي بدأ خروج الدفعة السادسة من مسلحي حي الوعر. فيما كشفت مصادر ان موسكو أبلغت دمشق جاهزيتها لإرسال قوات برية إذا طلب الرئيس السوري بشار الأسد.

بدأ امس خروج الدفعة السادسة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة في حي الوعر باتجاه ريف حلب الشمالي الشرقي.

و ذكر مراسل سانا في حمص أنه في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة في حي الوعر بدأ بإشراف الهلال الاحمر العربي السوري وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية إخراج الدفعة السادسة من مسلحي حي الوعر وبعض عائلاتهم وفق البرنامج المحدد لاتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في الـ 13 من الشهر الماضي.

وتم يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين إخراج 519 مسلحا والمئات من أفراد عائلاتهم من حي الوعر باتجاه ريف حلب الشمالي الشرقي إضافة إلى إتمام الجهات المعنية في محافظة حمص عمليات تسوية أوضاع 544 شخصا من الحي في إطار تنفيذ الاتفاق. ويقضي اتفاق المصالحة في حي الوعر بتسوية أوضاع المسلحين في الحي وفقا لمرسوم العفو رقم 15 لعام 2016 وخروج المسلحين الرافضين للمصالحة مع بعض عائلاتهم خلال مدة أقصاها 8 أسابيع يكون الحي في نهايتها خاليا من جميع المظاهر المسلحة لتبدأ بعدها عودة مؤسسات الدولة إليه.

ميدانيا تمكن الجيش السوري مدعوما بالقوات الرديفة من السيطرة على بلدة حلفايا وعدد من القرى المجاورة بريف حماة الشمالي بعد معارك مع الفصائل المسلحة. ونقلت وكالة “سانا”، عن مصادر عسكرية أن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عمليات مكثفة ضد مسلحي “جبهة النصرة” والمجموعات التابعة لها “أسفرت عن استعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى، حلفايا وزلين والويبدة وبطيش وزور الناصرية وزور أبو زيد، وفرض السيطرة على تل الناصرية وتل المنطار”.

ويرى الخبراء والمراقبون أن استمرار تساقط البلدات الحموية أمام الجيش المتقدم شمالا، يعني وصول الجيش إلى مشارف خان شيخون، التي قد تدخل المواجهة قريباً، مع إشعال الجبهات الواقعة على الحدود الإدارية مع محافظة إدلب. كما تحدثت مصادر ميدانية عن أن العمليات أسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين، كما دمرت وحدات الجيش السوري ” 38 سيارة متنوعة و3 مستودعات ذخيرة و 3 دبابات وعربة مفخخة”.

وذكرت المصادر أن الطيران الحربي استهدف عدة نقاط للفصائل في خان شيخون تمهيداً لشن هجوم بري محتمل خلال الفترة القادمة”. وقال الناطق الرسمي باسم “جيش النصر” التابع للجيش الحر إياد الحمصي إنّ “القوات السورية أصبحت على بعد 20 كم عن مدينة خان شيخون وهي أول مدينة في ريف إدلب الجنوبي” مطالباً باستنفار جميع الفصائل الموجودة في المحافظة لمنع أي تقدم للجيش السوري.

كما احبطت وحدة من الجيش محاولة تسلل مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم جبهة النصرة باتجاه نقاط عسكرية في محيط الزارة بريف حماة الجنوبي.وأفاد مراسل سانا في حماة بأن وحدة من الجيش نفذت رمايات نارية متنوعة على محور تحرك مجموعات إرهابية تسللت من اتجاه بلدة حر بنفسه للاعتداء على نقاط عسكرية في محيط قرية الزارة والمحطة الحرارية فيها.

وفي دمشق استهدف الجيش السوري بعدة غارات جوية حي القابون بالعاصمة دمشق مستهدفاً مقرات لجبهة النصرة. كما استهدفت غارات مدينة عربين بريف دمشق لقطع طرق إمداد مسلحي جبهة النصرة المتواجدين في القابون.

وكان الجيش السوري قد بدأ منذ حوالي شهرين عملية عسكرية في حي القابون في دمشق، حيث سيطر على عدة نقاط للمسلحين في مزارع الحي. وبحسب مصادر إعلامية فقد تمكّن الجيش السوري من فصل القابون عن بساتين برزة المجاورة.

وفي سياق متصل اعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أن مقاتليها باتوا يحاصرون الآن مدينة الرقة، من أربع جهات.وقالت جيهان شيخ أحمد، الناطقة باسم “القوات”، إن مقاتليها قطعوا الإمداد عن مسلحي “داعش” وقطعوا مواصلاتهم مع العراق، عبر تحرير الطريق المؤدي إلى دير الزور وبسط السيطرة على شرق ريف الرقة.

وأشارت شيخ أحمد إلى أن تحرير الرقة هو الهدف النهائي لعملية “غضب الفرات” التي تخوضها فصائل “قوات سوريا الديقراطية” (المدعومة من النحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة)، مؤكدة أن تحرير المدينة لن يستغرق وقتا طويلا. وأوضحت أن المعارك الرئيسة تدور حاليا في منطقة وادي الجلاب الواقعة على بعد 520 كلم شمالي الرقة.

كشفت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر عسكرية سورية إن موسكو أبلغت دمشق استعدادها لإرسال قوات برية روسية إلى الأراضي السورية إذا تلقى الكرملين طلباً رسمياً من الرئيس السوري بشار الأسد بهذا الخصوص.

وبحسب المصادر أن وزارة الدفاع الروسية أبلغت دمشق عن استعدادها في حال تلقت طلباً سورياً لإرسال «قوات برية خاصة» يمكن أن تنتشر في المواقع التي قد يحصل عليها ضغط ميداني كثيف من قبل التنظيمات المسلحة.

ولدى السؤال حول ما إذا كانت طهران مستعدة بدورها لخطوة كهذه قالت المصادر إن طهران سبق وأبلغت نظيرتها السورية منذ فترة طويلة عن استعدادها لتوسيع نطاق المشاركة في المعارك التي يخوضها جيش النظام السوري في مواجهة قوات المعارضة، وإمكانية إرسال قوات إيرانية برية إلى سوريا حالما طلب الرئيس السوري ذلك.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد مهد للحصول على مساعدة روسية برية في سوريا . وقال في حديث لوكالة سبوتنك الروسية مؤخراً :” إذا غير أعداؤنا وداعموهم وإرهابيوهم ووكلاؤهم إستراتيجيتهم وأحضروا المزيد من الإرهابيين من سائر أنحاء العالم، وبات هناك جيوش كاملة من الإرهابيين، قد تصبح هناك حاجة لعملية عسكرية برية روسية “.

وفي سياق متصل أكدت وزارة الخارجية الروسية احتمال وقوع فبركات جديدة تحاكي استخدام أسلحة كيميائية في سوريا في ريف دمشق على المدى القريب . وفي ما يخص حادثة استخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان شيخون في ريف إدلب رجحت الخارجية الروسية أن مواد سامة كانت تستعمل هناك إلا أن السؤال يتلخص في معرفة من نقل هذا السلاح إلى هناك وبأي طريقة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري مستعد لوقف عمليات قواته في خان شيخون للسماح بوصول خبراء إلى هناك.

بدوره عبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن دهشته من قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم تشكيل بعثة للتحقيق في أحداث خان شيخون حيث وقع الهجوم الكيميائي.

وتابع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني بموسكو: “نأمل في أن ترسل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نهاية المطاف خبراء إلى خان شيخون وإلى مطار الشعيرات، وذلك بمراعاة صارمة لتفويضها الذي يتطلب ضمان تمثيل جغرافي واسع للخبراء الذين سينضمون للبعثة”.

كما أكد لافروف أن روسيا ماضية قدما بحل الأزمة في سورية وتفعيل منصة أستانا ودعم المحادثات السورية في جنيف وفق القرار الأممي 2254. من جهته نفى سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن تكون روسيا قد دعت لإلغاء آلية التحقيق في الهجمات الكيميائية بسوريا، موضحا أن الحديث يدور فقط عن ضرورة تصحيح طريقة العمل.

فقد قال ريابكوف: “يحاول خصومنا اتهامنا بزعزعة الثقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. لكننا لا نريد إلغاء شيء، ولا نقترح شيئا جديدا كبديل للآلية الموجودة”.وأضاف أن قضية التحقيق في الهجوم الكيميائي في خان شيخون في الرابع من أبريل الجاري وضرورة إرسال الخبراء إلى هذه المنطقة وإلى قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص تلقي بظلالها على كافة أوجه الحوار الروسي الأمريكي.

واعتبر أن هناك عددا من الخلافات الكبيرة بين موسكو وواشنطن ما زالت قائمة فيما يخص العملية السياسية في سوريا وتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 بكامل بنوده. في ذات الوقت اجتمع ،امس في جنيف، نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لبحث أفق تسوية الأزمة السورية قال دي ميستورا بأن لقاءه مع جاتيلوف سيركز على مناقشة أفق “عملية أستانا” ومفاوضات جنيف.

ويأتي ذلك عقب إعلان دي ميستورا، يوم الخميس، عن تأجيل اللقاء الثلاثي (روسيا- اميركا -الأمم المتحدة) بخصوص سوريا الذي كان مقررا عقده يوم الاثنين في مدينة جنيف السويسرية، وعزمه الاجتماع مع غاتيلوف لبحث التحضير لمفاوضات جنيف واجتماعات أستانا.

وفي سياق متصل دعا زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري مقاتلي الفصائل المعارضة” إلى شن حرب عصابات على “الأعداء”، الذين عد من بينهم الرئيس بشار الأسد وحلفاءه المدعومين من إيران وانتهاء بالقوى الغربية وروسيا.

المصدر: الوطن العمانية

4