من طرق باب التشكيك بالمهدي سمع الجواب!

من طرق باب التشكيك بالمهدي سمع الجواب!
الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠١٧ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

لا نَفهم لماذا وَحده يُعتبر كلام أمين حزب الله السيد حسن نصرالله طائفياً، في حين يَحق مثلاً للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي أن يتحدّث بأريحية، عن “أطماع″ الإيرانيين بقِبلة المسلمين، والتربة الخصبة التي يُحضّرونها، لخروج المهدي (عليه السلام)، لا بل ويستبعد أو يستصعب التفاهم معهم بناءً على تلك “الخلفية الخصبة”، أوليس هذا كلاماً طائفياً!

العالم - مقالات

أحد المُحلّلين السعوديين “المُخضرمين” على قناة “السعودية 24″، كان في غاية “الاندهاش”، ومن ثم “الامتعاض”، من رد “سيد المقاومة” على ولي ولي عهد بلاده في مُقابلته الأخيرة مع الإعلامي داوود الشريان، ووصف كلام نصرالله بالطائفي "المقيت التحريضي"، الذي يأتي في إطار تعليمات إيرانية، كما انفعل مُطالباً قيادة بلاده، بالبدء بنقل المعركة للداخل الإيراني، مُضيفاً أنه لا يُمكن التعايش مع “الشيعة” عُموماً، فهؤلاء ينتظرون المهدي (عليه السلام) الذي سيَخرج من مكّة، وهمهم الوحيد القضاء على “أهل السنّة والجماعة”.

السيد نصرالله في كلمته، بمُناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد القيادي مصطفى بدر الدين على شاشة قناة “المنار”، والتي أزعجت المُحلّل وأمثاله، قال في جُزئية ردّه على الأمير بن سلمان، ونحن هنا نُلخّص كلامه: أن المهدي سيَخرج من مكّة بشكلٍ قطعي باعتقاد المسلمين، وسيُواليه أهل الجزيرة العربية، وأنه لن يترك مَلِكاً ظالماً، ولا طاغية مُفسد، وسيملأ الأرض قِسطاً وعَدلاً، وخاطب نصرالله الأمير الشاب، قائلاً: “لن تستطيع أنت وأحفادك أن تُغيّر شيئاً من هذا القدر الإلهي”، ونصرالله هنا يرد على هُجوم الأمير محمد، ولا يُهاجم، ومن “طَرق باب التشكيك بالمهدي، سَمِع جواب تأكيد ظُهوره”.

نحن هُنا لا نَعلم حقيقةً صِحّة قصّة خروج المهدي من عَدمها، وربّما لا تُساعدنا قوانا العقلية على تخيّل تفاصيلها خاصّةً أننا في زمان الفساد والمُفسدين، والخلفية الدينية التي نَملكها قائمة على كُتب أقسام الشريعة في مدارس العربية السعودية التي تقول أنه لم يُولد بعد، وأن ذِكره لم يرد في صحيح بخاري وصحيح مسلم، وأن إيماننا وعباداتنا مُكتملة دون الحاجة لظُهوره وإن ظهر.

يبدو لكن أن حُجّة السيد نصر الله “الشيعي” حول خروج المهدي ستكون أقوى، وهو القارئ والمُثقّف دينياً بالنسبة لي “كسُنّي” يقف من روايتيّ المهدي موقف المُحايد، ولذلك نحترم وجهة نظر نصرالله على الأقل أمام الحُجج التي فنّدت رواية خروج المهدي للمُسلمين في الأيام الماضية بعد كلمته، فقط لأن خروجه أو ولادته مُعتقد الشيعة “أبناء المُتعة” وعبدة النار، ولم يجلبوا لي دلائل مُقنعة كبشري، يملك الحد الأدنى من التفكير العقلي، واعتمدت في جُلّها على السباب والشتائم الطائفية.

إن كانت السعودية تُريد مُحاربة إيران مَذهبياً وطائفياً، لأنها تعجز سياسياً وعسكرياً، عليها برأينا الاطلاع بالحد الأدنى على مذهبها ومُعتقدها أولاً، وتجلب دلائل مُعمّقة على كُفر وضلالة مذهبها ثانياً، قبل الخوض في تفاصيل لا يَعلم “قادة” السعودية عنها سِوى رؤوس أقلام، لكن ولأننا ننبذ الطائفية نقول: من أراد أن يَقود الأمّة الإسلامية، عليه أن يحترم جميع طوائفها، ويترفّع عن مُخاصمتها، ونقطة أول السطر.

* خالد الجيوسي - راي اليوم

10