السباق الرئاسي في ايران والديمقراطيات الغربية

السباق الرئاسي في ايران والديمقراطيات الغربية
الأربعاء ١٧ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

لا يخفى على احد ان الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الاسلامية في ايران بهذا التوقيت لها ابعاد استراتيجية مهمة ليس على صعيد المنطقة فحسب انما على صعيد العالم اجمع.

فالثورة الاسلامية التي انطلقت في العام 1979 بقيادة الامام الراحل الخميني (قدس) استطاعت على مدى اعوام قليلة ان تصبح نموذجا راقيا في المنطقة والعالم رغم حرب الثماني سنوات وبتآمر من اغلب دول العالم بما فيها بعض الدول العربية، لم تستطيع اطفاء نور الثورة المستمدة من نور الله سبحانه وتعالى لان قائدها كان يعمل خالصا لله من اجل رفع الظلم والجور عن الشعب الايراني في الدرجة الاولى والعالم اجمع في الدرجة الثانية.

ومن هذه المقدمة يمكن ان نستدل على ان الثورة الاسلامية في ايران لم تصدر الثورة الى العالم فحسب بل ايضا سطرت نموذجا من الديمقراطية الواقعية وهذه الحقيقة استطاعت ان تكشف عن مصداقية الديمقرطية التي تتغنى بها الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الاميركية.

فالديمقراطية في ايران تجسدت في السباق الرئاسي الاخير والمناظرات بين المرشحين الستة على شاشات التلفزة خير دليل على ذلك خاصة الهجمة الاعلامية المغرضة من وسائل الاعلام الغربية والعربية المأجورة للنيل من مصداقية هذه الديمقراطية المنفردة في العالم.

فالانتقادات الشفافة والصريحة بين المرشحين التي تناولت حتى الامور الحساسة بما في ذلك الخلافات على كيفية ادارتها خلال المناظرات الثلاث اكدت على اهمية الديمقراطية التي تتمتع بها الجهورية الاسلامية لاسيما، ان السلطة تقف على مستوى واحد من المرشحين، وللمرشح ان يتحدث بما يشاء خلال المناظرات وبتغطية اعلامية متوازية لهم وهذا يدل كذلك الامور على اهمية التعددية في ايران المحمية كذلك من قبل السلطة.

ومن هذا المنطلق نستطيع ان نقول ان الثورة اليوم تمتلك ديمقراطية حقيقة منفردة في العالم وما يعزز هذا القول هو المقارنة بينها وبين الديمقراطيات الغربية لاسيما في الولايات المتحدة الاميركية وعلى هذا الاساس نرى ان الامور الخلافية بين المرشحين الستة في ايران كان في حدود الفساد والبطالة والاقتصاد في وقت شاهدنا في الانتخابات الرئاسية الاميركية اتهامات المرشحين لبعضهم البعض بالعمالة والاتصال بسفارة اجنبية.

بالمقابل لم نر اي مرشح من المرشحين الست ذهب الى دولة اقليمية او دولية من اجل جذب الدعم له في الداخل في وقت نرى المرشح الاميركي ياتي قبل خوض السباق الرئاسي الى الاحتلال الاسرائيلي لكسب الرضى الصهيوني ليتاح له الاستمرار في الانتخابات.

وليس هذا فحسب بل التسريبات التي نسمعها في كل مرة في الانتخابات الاميركية ان مفتاح البيت الابيض في يد اللوبي الصهيوني ومن يريد الوصول عليه ان يوقع على التزامات بهذا الصدد في حين المرشحين في ايران مفتاح الجلوس على كرسي الرئاسة بيد الشعب وحده دون سواه والالتزامات التي يقدمها هؤلاء تتعلق بالشعب وهذا ما يؤكد للقاصي والداني ان الجمهورية الاسلامية اليوم تتفرد في العالم بالاستقلالية والسيادة والديمقراطية.

فادي السيد

 

تصنيف :