بالفيديو؛“فضيحة بجلاجل” وزيرة مغربية لا تعرف العربية ؟!

الأربعاء ١٧ مايو ٢٠١٧ - ٠١:٢٤ بتوقيت غرينتش

“فضيحة”.. وزيرة في حكومة ينظمها دستور مغربي لم يأت فيه اي ذكر للغة الفرنسية ما يجعلها وفق القانون لغة أجنبية، لا تفقه في لغة رسمية لبلد تحصل على الاستقلال من فرنسا منذ أكثر من نصف قرن، الا الفتات.

العالم - المغرب
في العادة لا أحبذ استعمال ألفاظ شعبوية من قبيل “فضيحة” أو “شوهة” وهي العبارات التي طالعتها على شبكات التواصل كردود على الواقعة، لكن على الاقل هذا ما تابعه الملايين من المشاهدين بشكل مباشر من البرلمان على التلفزيون الرسمي ومن خلال الفيديوهات التي انتشرت على الانترنت.

كثيرا ما تتحول بعض المواقف في الجلسات البرلمانية الى فرجة طريفة، غير أن ما حدث للوزيرة لمياء بوطالب يبقى سابقة في تاريخ البرلمان، فوقوف وزيرة تنتمي للفريق الحكومي الذي يقوده العدالة والتنمية الذي قاتل بشراسة طيلة سنواته في المعارضة دفاعا عن اللغة العربية ودعما لمسلسل التعريب ولم يتوانى في انتقاد “المتفرنسين” في الدوائر الحكومية، ووقوف الوزيرة شبه تائهة قد كان مثارا لسخرية حتى النائبات اللواتي لم يتمالك بعضهن نفسه من الضحك، وهن يتفرجن على الوزيرة، وهي تبحث عن مفردات من قاموس اللغة الرسمية للبرلمان، حتى تجيب عن أسئلة النواب، وكي توضح استراتيجية وزارتها في مجال السياحة الداخلية للمغاربة.

زميل الوزيرة في الحكومة، الحسن الداودي المنتمي للعدالة والتنمية، وفي ما يمكن وصفه بمحاولة منه، الدفاع عن الوزيرة، تجاه الانتقادات الساخرة التي وجهت اليها، برر صديقنا موقف زميلته، مشبها ما وقع للوزيرة، بما قد يقع لتلميذة في صف ابتدائي حين تصاب بالـ”رعدة” اي الارتجاف عندما تقف أمام أستاذها، وأن تلك كانت المرة الاولى للسيدة الوزيرة، التي تقف فيها في البرلمان، وأنها لا تتوفر على التجربة السياسية الكافية، ما جعلها تشعر بالارتباك، كما يحدث للتلميذ عندما يكون أمام الامتحان، حسب التعبير الحرفي للوزير، طالبا من 40 مليون مغربي امهالها خمسة أشهر كي تتعلم.

أوكي، يا معالي الوزير، لن نمنح زميلتك فرصة خمسة أشهر فقط، وانما سنمنحها، مرغمين، ولاية وزارية من خمس سنوات حتى تتعلم وتدرس على مهلها و”تاخذ الشهادة الكبيرة” أي الماجستير من البرلمان، واذا استطاع برلماننا أن يتحول الى مدرسة يتعلم فيها المظليون الذين ينزلون الى الحكومة من السماء، دون أن تكون لديهم أدنى تجربة أو رصيد سياسي، فوقتها سنصفق لهذا البرلمان على مجهوداته في تعليم السياسة للمبتدئين ومنح شهادات الخبرة لهؤلاء المتمدرسين.

نبيل بكاني / راي اليوم

109-3